منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   بقلم : ضياء الموسوي : كنت في إيران (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=166374)

محروم.كوم 06-23-2009 11:40 AM

بقلم : ضياء الموسوي : كنت في إيران
 
http://www.raya.com/site/topics/arti...4&parent_id=23




كنت في إيران
بقلم : ضياء الموسوي ( رئيس مركز الحوار الثقافي بالبحرين ) ..


كشاب ولد من بطن الحزب الإسلامي، وتغذي علي مشيمة نظرية الفقيه، عشت سنين متأثرا بالنظرية.

حزمت أمتعتي، وسافرت الي إيران، بحثا عن فردوس الدولة الدينية، وكنت هناك أبحث عن السجادة الحمراء المؤدية الي جنان الخلد.

كنت أتصيد الملائكة، وأقتنص الفرص للحصول علي صك غفران يوصلني الي السماء.

مكثت متأثرا، لكن أول صدمة صدمت بها هناك، صورة المظاهرات الغاضبة التي خرجت تصف الشيخ منتظري ب (المنافق).

أحزمة من الأسئلة راحت تضرب شواطيء الكلسترول المتكدس علي مفاصل وعيي المشكل داخل قارورة الأحزاب.

إذا كان منافقا لماذا كل هذا التشهير به، وتعبئة الشباب ضده، وهو لا يعدو شخصا منعزلا بين مكتبه علي شارع (سلارية).

سؤال بقي علي الرف وبقي سنين يعلوه الغبار.

مرت الأيام وإذ أري بالتناقضات تزدحم أمامي بين سلوك الدولة الدينية وما أراه في كتب الأخلاق.

في لحظة زمنية، رأيت بأم عيني حالة التحشيد ودق الطبول والدفوف في إعلان الحرب ضد السيد محمد حسين فضل بسبب آرائه والخشية من أن يبتلع الجماهير العربية والإسلامية داخل البيت الشيعي ومزاحمة الكبار.

حضرت دروس بحث خارج تناقش آراءه الفقهية، وهناك طلبة علم وعلماء، بعضهم بحرينيون شاركوا في الضجة وعرس التشهير بهذا السيد، وراحت عريضة تجوب البيوت لحصد أكثر عدد من العلماء لضرب الرجل وكانت التعبئة موجهة، ولا أنسي دور مفرزات الأمن في توسيع الجوقة وبث السمفونيات بأن السيد (ضال مضل).

بعدها مرت سنون ورأيت بأمي عيني مظاهرة صاخبة تتجه الي بيت الشيخ منتظري. الشباب المعبأ راح يكسر بيت الشيخ وكنت أنظر الي الزجاج المتناثر في كل مكان . رحت أسائل نفسي، هل هذه هي ولاية الفقيه؟

كانت بالنسبة لي صدمات تضرب في الضمير، وكأن صوتا ضمائريا يدخل إحساسي لأكون شاهد عين علي فشل نظرية ولاية الفقيه وفشل الدولة الدينية ولأرجع الي بلدي أو أي بلد بما شاهدته، خصوصا ممن ظلوا سنين في غيبوبة هذه النظرية. فعلا ولاية الفقيه هي التي جعلتني أفكر جديا في أهمية ووجوب الدولة المدنية.

الدولة الدينية يضيق صدرها من أي نقد.

هناك تذكرت قول فيلسوف غربي يقول: أكبر جريمة ترتكب عندما يظلم إنسان باسم الإله.
في تلك الأيام كنت أحرص علي الذهاب لصلاة الجمعة وكان يخطب فينا الشيخ جنتي أحيانا وأحيانا مشكيني وكانت الخطب دائما ما تركز في عقولنا أن إيران مظلومة ومستهدفة وأن الامبريالية وراء كل مصيبة حتي ترسخت نظرية المؤامرة في عقولنا، فلو أن إنسانا طلق زوجته سنبرر ذلك بأن الإمبريالية والاستكبار وراء ذلك.

جزء من الخطب صحيح ولكن يغفل عن الجزء الآخر من القضية فهل ما يجري اليوم من رموز الثورة من رفسنجاني وموسوي وكروبي أيضا من الإمبريالية؟

كنت حينها وأنا أسمع الخطبة أسأل نفسي وهل الامبريالية هي وراء تكسير بيت الشيخ العجوز منتظري؟

وهل هي وراء إعدام مهدي هاشمي؟

وهل هي وراء إسقاط مرجعية السيد فضل الله؟ وهل هي وراء اغتيال الصحفيين؟

فترة من الفترات سمعنا أن هناك عميلا يدعم صدام حسين وهو الفقيه والد مقتدي الصدر محمد الصدر.

كنا نعبأ علي أنه أكبر عميل حتي قام صدام باغتياله، وإذا إيران تضج بالبكاء عليه وتصفه بالشهيد الشهيد محمد الصدر الذي اتهمه في حينها في نشرة للمجلس الأعلي العراقي صدر الدين القبانجي بالعمالة. هكذا بالأمس يتهم بالعمالة واليوم يوصف بالشهادة! إنها البرغماتية والمنافع.

صدمة تعلوها صدمة وأنا أبحث عن السجادة الحمراء الموصلة للجنة حتي كانت المفاجأة الكبري فوز الرئيس خاتمي للرئاسة فجأة انطلقت عمليات التحشيد التي رأيتها هناك ضده.صور من التناقضات وكان الرجل مادة دسمة للنقد والتشهير هو والخط الإصلاحي.

في كل هذه الظروف جاءت الصدمة الكبري وهي طرد أصدقائي العراقيين وكثير منهم من المثقفين علي الحدود، علما أن بعض أهاليهم حاربوا وطنهم العراق أيام الحرب لأجل صالح ايران .

حتي إن فضل الله والحكيم أرسلا رسالة شكوي الي المرشد ووزعت في قم ناقدين لهذا الطرد. فعلا كانت الثورة تأكل أبناءها. كنت أسائل نفسي هل بإمكاني أن أوصل ما شاهدته لمن أعرفهم وأقول للناس ذلك؟ من سيصدقني؟

هناك شاهدت كل التنافس ما بين خط الحكيم وخط حزب الدعوة.

بعض التناقضات التي رأيتها جعلتني أعيش في جو خانق حتي فكرت في العيش في لندن أو سوريا لكني بقيت هناك في السنين الأخيرة منعزلا في ابتلاع كتب الحداثة والتنوير والفلاسفة الغربيين وبدأت أعيد قراءتي للحياة.

ما شاهدته من تدخل الدولة في كل صغيرة وكبيرة في الحوزة جعلني اقترب في قراءة المشهد الإيراني أكثر.

هناك ألف فلتر وفلتر علي كل طالب وعلي كل إنسان وعلي كل نائب ومرشح تماما حتي الكثير يري أن لا أحد يصل إلا بختم ثوري خاص جدا وإذا ما وصل لرئاسة فهو مسلوب الصلاحيات.
ما يحدث اليوم في إيران هو بسبب تراكمات تاريخية والقادم أسوأ، لأن الناس وبمكر التاريخ، تمل الخطاب السلبي والثوري بلا مصداقية وتمل الخطابات التي تقبح جمالية الحياة.

ما حدث في الاتحاد السوفييتي سيحدث في إيران ذات يوم إذا لم تقم السلطة هناك بمراجعة الأداء والخطاب والاستراتيجية، لأن الجوع كافر، ولا يمكن أن تبني مستقبلاً علي بطون جائعة تنام علي خشبة ثورية أو قطعة سلاح.

نتمني الخير لإيران، لذلك أتمني أن يوفق التيار الإصلاحي بوضع ضرس العقل في الماكينة الإيرانية خدمة لها وللمنطقة وللجيران.


الساعة الآن 01:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227