دار الكرامة تستضيف «حازم» ورجل أعمال يعرض مساعدته
 

http://www.alayam.com/Archive/Pictur...-2009_p6-1.jpgكتب – أيمن شكل: تفاعلت قضية الفتى حازم التي نشرتها «الأيام» في عدد أمس عن مشكلته مع والده الذي يدعي أن ابنه قد سرق منه مبلغ 3000 دينار وطرده من المنزل بعد أن رفض وساطة الكثيرين في إعادته مرة أخرى إلى كنف أبيه. وناشد الفتى في عدد أمس عبر «الايام» وزير الداخلية أن يتدخل في إصلاح ما بينه وبين أبيه، لافتا أن جل ما يطلبه من والده هو أن يعطيه جواز سفره البحريني ليسافر إلى الأردن ليطمئن على والدته التي تعيش هناك بعد أن طلقها الأب ثم يعود ليواصل دراسته بعد انتهاء العطلة الصيفية خاصة وانه من المتفوقين بشهادة أكثر من معلم ومشرف بالمدرسة والمقربين منه ومن والده ويعرفون مجريات الأحداث بينهما منذ فترة طويلة. وكان أول اتصال تلقته «الأيام» جاء من مؤسسة دار الكرامة التي عرضت استضافة حازم لديها وليكون تحت رعايتها حتى تحل مشكلته وبدلا من أن يبيت في مسجد بأحد المقابر. واتصل شخص آخر أبلغ أنه كان أحد مدرسي حازم وأنه كان يدرس له منذ 3 سنوات وكان من الطلبة المتفوقين لكنه لم يلحظ وقتها أي مشاكل أو شكاوى من حازم حول أسرته، وأبدى استعداده لمساعدته والوقوف بجانبه. «الأيام» اتصلت بوالد زميل لحازم كان قد استضافه في بيته أكثر من مرة، أكد أن الأب رفض استلام ابنه بعد محاولات عديدة من جانبه لإصلاح ذات البين. ونفى الوالد كل ما ذكره ابنه وقال انها ادعاءات وافتراءات وأن لديه شهودا على صدق أقواله، وأوضح أنه كلما أرجع حازم إلى المنزل يهرب منه، نافيا أنه قام بطرده لكن الفتى هو الذي يخرج بمحض إرادته، وأنه سبه وسب جدته في إحدى المرات، وعلى خلفية المبلغ المسروق قال الأب ان رجال الشرطة نصحوه بعدم تقديم بلاغ ضد ابنه حتى لا يدمر مستقبله. وحاولت «الأيام» الإصلاح بينهما وان يعيد الأب ولده إلى المنزل، لكنه رفض استلامه معللا ذلك بأنه خطر وأنه إذا عاد إلى البيت سوف يهرب منه مرة أخرى، وقد حضر الأب استلام جمعية "الكرامة" للفتى أمام عينيه ولم يحرك ساكنا لما يحدث أمامه. كما تلقينا اتصالا من أحد رجال الأعمال الذي عرض مساعدة حازم عن طريق إيجاد عمل له في إحدى مؤسساته خلال فترة الصيف وحتى تحل المشكلة، وأبدى استعداده لتقديم أي مساعدة تسهم في حل تلك المسألة الشائكة، إلا أن حازم قال: أتمنى أن أقضي الإجازة في الأردن بجانب والدتي، وكل ما أسعى إليه الآن هو السفر لرؤيتها، وأتمنى أن يوافق أبي على ذلك، ولكنه أوضح أنه لديه الاستعداد للعمل عند عودته وحتى يستطيع أن يصرف على نفسه ودراسته، لافتا إلى أنه كان يساعد والده في بيع الألبان في الأردن وكان وقتها يدرس أيضا. وذهبت «الأيام» للاطمئنان على حازم في مستقره الجديد بدار الكرامة حيث أبدى الفتى ارتياحه قائلا بعد تناوله لوجبة الغداء: أسكن في غرفة نظيفة وأشعر كأني في بيتي. رأي القانون في المشكلة وعن رفض الأب إعطاء إبنه جواز السفر ومدى أحقيته بالاحتفاظ به ووضع شرط أن يتنازل الابن عن الجنسية البحرينية قبل أن يوافق على سفره، سألنا المستشار القانوني المحامي عبدالرحمن غنيم الذي أوضح أنه طبقا لأحكام قانون الجنسية لعام 1963 ونص المادة 64 عن موضوع التنازل عن الجنسية البحرينية، قد نصت المادة السالفة على أنه إذا منح شخص أجنبي الجنسية البحرينية اعتبرت زوجته وأولاده القاصرون بحرينيون من تاريخ منح الجنسية للأب وذلك بالتبعية، كما نصت المادة 92 من ذات القانون على أنه إذا فقد الشخص الجنسية البحرينية بتنازله عنها فإن هذا التنازل لا يكون له أثر قانوني إلا بصدور أمر من جلالة الملك بالموافقة على هذا التنازل، وإن صدر سحبت منه الجنسية وفقدها من تنازل عنها ويترتب على ذلك أن يفقها الأولاد القاصرون بالتبعية بتنازل الأب عنها. وبناء عليه نرى أن الأب لا يحق له أن يلزم ابنه أن يتنازل عن الجنسية فالحق بالتنازل مقرر قانونا للأب ومشروط بصدور أمر ملكي للموافقة عليه، فإن لم يتقدم الأب بطلب التنازل وحصول الموافقة فإنه لا يجوز للقاصر الحق الممتلك في طلب التنازل لفقد الجنسية. أما عن حق القاصر في الاحتفاظ بجواز سفره يعتبر مخالفا للقانون، حيث أن المستقر عليه قانونا وقضاءً أن جواز السفر هو وثيقة خاصة ولصيقة بالشخص فلا يجوز لأحد الاستيلاء عليها أو منعه من حيازتها إذ أن اخذ الأصل في الحق مقرر لكل من يحمل الجواز البحريني وقد بلغ سن الرشد أو من جاوز سن الثامنة عشر، أما من هم دون ذلك فإن قانون جوازات السفر رقم 11 لسنة 1975 فقد قيد حق الحصول على جواز السفر لهؤلاء الأبناء بقيدين: الأول هو أن تصدر موافقة من ممثله القانوني حتى يمنح جواز سفر طبقا لنص المادة 13، والثاني أن يضاف الأبناء ما دون الثامنة عشرة إلى جواز سفر الأب باعتبارهم مرافقين معه، ويستفاد من المادتين سالفتي الذكر أن الحظر القانوني بعدم إصدار جواز سفر للأبناء القصر إلا بأمر من ممثلهم القانوني وأن حق الأب في أن يحتفظ لديه بجواز سفر إبنه لديه ولا يسمح له بالسفر إلا بمرافقته أو الموافقة على السفر، جاء من حرص المشرع على سلامة الأبناء في هذا السن من المخاطر التي قد يتعرضون لها فضلا عن عدم موافقة الدول المسافر إليها من قبولهم دون مرافقة وليهم الطبيعي لهم ولم يكن شبب السفر دواعي الدراسة والتي عادة ما تكون فوق سن الثانية عشرة. كما أن هناك نصا قانونيا آخر يفيد بعدم جواز منح الزوجة زواج سفر بحريني إلا بعد موافقة الزوج – وهذه قضية أخرى سنقوم بطرحها للنقاش في مقال آخر وبالتفصيل.
http://www.alayam.com/ArticleDetail....ticleId=406836