منتدى استراحات زايد - عادات اهل قطر في شرب القهوه

بداية لابد ان نعلم ان القهوة القطرية بصفة خاصة، والخليجية بصفة عامة هي مشروب شرفي تشريفي، مشروب وجاهة، وهي ايضا مشروب له دلالة وقيمة اجتماعيتان لا يدركهما الا من ينتمي الي المجتمع القطري، او المجتمع الخليجي، وللقهوة عراقة واصالة في هذه المجتمعات، فهي قهوة تقدم في المقام الأول لاعتبارات اجتماعية صرفة، ليست لها علاقة او صلة بالأمزجة المختلفة، بحيث تقدمها متي شئت، وتحجبها متي شئت، ولذلك تقول لضيف حين يأتيك: تقهوي ، أي اشرب القهوة، حيث إنه من اكبر العيوب الاجتماعية ان يأتيك هذا الضيف ولا تقدم له القهوة مسبوقة او معقوبة، ويقول المثل الاجتماعي: هذا رجل لا يعقب له بالفنجال ، نظرا وامعانا لما للقهوة من تقدير واعتبار عند رجال ذوي شهامة ومروءة تعبيرا عن عظم مقام هذا الرجل ومكانته عند قومه، وعلو قدره عند الناس.

والذي دعاني لكتابة هذا الموضوع، هو انني أتيت موظفا قطريا في مبني الاذاعة لحاجة ما، ووجدت عنده ضيفا، ايضا هو من المجتمع القطري، وجاء الفراش بالقهوة في إبيالات - استكانات كما يسميها البعض ايضا فقدم لي القهوة، لكنني اعتذرت عن اخذها لأن هذا الفراش اهان القهوة ذات الاعتبار بهذه الطريقة التي قدمها بها، في حين ان الضيف الآخر تناول القهوة في البيالة وصار يشربها بطريقة رشفة رشفة وهو يضع البيالة علي الطاولة بين كل رشفة. علما بأنه من المعيب جدا ان تأخذ فنجان القهوة، وترشف منه، ثم تضعه علي الطاولة او الارض، بل ترشف منه وتبقيه في يدك حتي تكمل ثم تسلمه لمن يقوم بتقديم القهوة لك.

عجبت عجبا شديدا، بل آلمني عظيما ان يصل شأن القهوة القطرية الي هذا الحد، ومن جانب أهلها، فلو ان الذي فعل هذا هو رجل من غير أهلها، أو هو رجل اجنبي لما أخذنا عليه عيبا في ذلك، ولما اعتبرناه من أكبر العيوب فيه، لأنه لا يعرف اصول المجتمع في مثل هذه الحالات، مع انه ينبغي علينا ان نقدمها له في الفنجان وليس في البيالة كما هو ملاحظ في بعض مكاتب الوزارات عند بعض الموظفين غير القطريين.

وأخيرا، لنعلم ان الامر يختلف تمام الاختلاف بالنسبة للقهوة القطرية او الخليجية عن الامر بالنسبة للقهوة التركية، ففي القهوة القطرية لا يملأ الفنجان، وانما يكون اقل من النصف بكثير، في حين انه في القهوة التركية قد يملأ فنجانها الذي يختلف عن فنجان القهوة القطرية.

وقديما كان القطري يضع في مجلسه الدلة الرسلان والمقلاة والمحماس والقهوة والقناد ليباشر صنعها بنفسه فور وصول ضيف لمجلسه، ويكون صنعها في المجلس نفسه علي تنور في طرف المجلس، فيقدمها لضيفه قهوة مصنوعة لتوها، غير مبيتة، او من غير ان يمضي عليها وقت طويل. فأين قيمة القهوة الآن من قيمتها في الماضي عند أولئك الرجال الكرام ذوي الشهامة والمروءة والنخوة حيث كانت تحظي باهتمام رجال حملوا الرسالة الاجتماعية انطلاقا من اجدادهم وعبر أجيالهم اللاحقة؟!

يامحلا الفنجال مع سيــــــحة البــــــــــال

0000000000000000000فى مجلسن مافيه نفسن ثقيــــــله

هذا ولد عم0000وهذا ولد خــــــــــــــال

000000000000000000وهذا رفيقن00مالقينا مثيله

مـــــــنــــــــــقــــــــــــول