منتدى استراحات زايد - تقرير عن المؤتمر التداولي الثاني لجمعية العمل الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

تقرير عن المؤتمر التداولي الثاني

لجمعية العمل الإسلامي

تحت عنوان (حان وقت التغيير) عقدت جمعية العمل الاسلامي مؤتمرها التداولي الثاني في يوم الجمعة 19/6/2009م، بحضور الامانة العامة للجمعية وكوادر ورؤساء اللجان العاملة والاعضاء من الاخوة والاخوات وعدد من رؤساء وأعضاء الجمعيات السياسية والحقوقية الصديقة والصحفيين والمهتمين.

بدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية لعريف المؤتمر الاستاذ حسين الغسرة، ثم تلاوة عطرة لبعضٍ من آي الذكر الحكيم بصوت المقريء الاستاذ حسن الناصري، ثم كلمة رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر ألقاها نائب الامين العام للجمعية سماحة الشيخ المجاهد عبدالله الصالح التي أكد فيها: "أن التغيير آت لا محالة وهو قريب، لكننا نريد تغييرا طبيعيا وليس عبر ولادة قيصيرية تتعب الجميع: الوطن والحاكم والمحكوم".

وأضاف سماحته: :إننا نريد تغييرا للأفضل وفي إطار المباديء والقيم، ونحن في جمعية العمل الاسلامي لا نقبل تغييرا ضد دين الله وشرائعه، ولا نقبل تغييرا يصادر حرية المواطنين ويلغيهم، ولا نقبل تغييرا لا يجلب السعادة لأبناء الشعب، ولا نقبل تغييرا لا يقوم على أساس المساواة والعدالة ولا يؤدي الى إزالة الطائفية والتمييز والتهميش".

وقال: "المطلوب اليوم منا: صياغة عقولنا ونفوسنا بما يؤدي إلى بناء الوطن النموذجي والمواطن النموذجي، والعمل على استثارة العقول لا العواطف، وإرساء أسس التعاون والفاعلية في المجتمع، وإرساء أسس الشراكة الواضحة القائمة على تساوي الفرص والعدل والكفاءة".

تلتها كلمة الجمعيات الست ألقاها بالنيابة سعادة النائب المهندس جواد فيروز من جمعية الوفاق الوطني الإسلامي بدأها بنقل تحيات رئيس جمعية الوفاق سماحة الشيخ علي سلمان الذي كان يود المشاركة لولا سفره للخارج، ثم عطرها بذكر شهداء الوطن ومناضليه، الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل تحقيق العدالة والحرية والمشاركة السياسية، وأضاف: "في هذا الوطن الذي يصر أبنائه على استمرار النضال والجهاد بالطرق السلمية التي تكفلها الدساتير والقوانين العادلة "حان وقت التغيير".

"فبعد كل هذه التضحيات وكل هذا العمل الدؤوب والمضني من كافة الشركاء الوطنيين على هذه الأرض الغالية والتي يشكلون بمجموعهم قوى معارضة وطنية شريفة تسعى لرفعة الوطن والإرتقاء به فقد "حان وقت التغيير" الذي لا مناص منه والذي سيشمل بإذن الله تعالى أهم ملفاتنا السياسية وعموم أجندات الوطن والعمل الوطني.

لقد "حان وقت التغيير" بإصلاح الدستور ليصبح عقدياً وبمشاركة وطنية يتم من خلالها كتابة دستور عقدي، حان الوقت للنظام السياسي بنبذ سياسة التمييز بين المواطنيين وإعتماد معيار المواطنة في جميع الحقوق والواجبات.. كما حان الوقت للتغيير من اجل الاصلاح السياسي الشامل، وحان الآوان لتفكيك الخلية البندرية والاجهزة المشبوهة.

بعد ذلك جاءت كلمة الامين العام لجمعية العمل الاسلامي سماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ التي بدأها بشكر جمعية المهندسين على استضافة المؤتمر في مقرها، وأبدى أسفه كذلك لأن العديد من المساحات مغلقة أمامنا في العمل السياسي، وقال سماحته:"التغيير سنة كونية وطموح بشري، وعندما نرفع التغيير شعاراً فإننا نتبع السنن الكونية وننشد الارتقاء بأنفسنا ومجتمعنا إلى الأفضل، ونحلم بأن نحقق الطموحات البشرية، فمن لا يتغير للأفضل فإنه يتوقف في مكانه ومن يتوقف فإنه يتراجع للوراء".

ودعا سماحته إلى: "إدراك حجم التحديات والأزمات العالمية التي تواجهنا على أكثر من صعيد وحجم الازمات التي تعصف ببلادنا أيضا على الصعيد السياسي والاقتصادي".

وأضاف سماحته: "ولذلك من العقل والحكمة أن نرفع شعار "حان وقت التغيير"، إن علينا كمجتمع أن نعمل على صناعة التغيير من خلال امتلاك الارادة الحرة والمستقلة، ومن خلال امتلاك المشروع والرؤية".

وأضاف سماحته: "فلا بد أن نصنع أصولاً لإنسانيتنا ومعالمها المضيئة وعلى أساس الإعتراف بالآخر وحقوقه، ولا يمكن أن تتحقق ديمقراطية حقيقية من دون احترام لحرية الإنسان وكرامته، وعندما نتحدث عن شعار "حان وقت التغيير" فإننا نحتاج إلى الحالة الجمعية، فنحن نعيش في عالم التكتلات والأحزاب، ولا يمكن أن نشد عن هذه القاعدة، ونطمح أيضاً أن نصل إلى التغيير الذي تنصهر فيه الدولة مع الناس لكي لا يكون هنالك تمايز بين الحاكم والمحكوم".

وأضاف: "وإننا في جمعية العمل الإسلامي لا نرفع هذا الشعار منفرداً وإنما نحمل هذا الشعار للوطن وللشعب الذي ينشد التغيير".

وتحدث سماحته عن السرقات وعن الفساد، وتسائل قائلا: "وربما يقولون غداً أن هذه خطابات تنسف أساسات التفاهم، فأين التفاهم؟!!
هل تفاهمنا على مجلس الشورى؟!
هل تفاهمنا على الدستور؟!
هل تفاهمنا على التجنيس؟!
وختم سماحته بتحية الحضور.

ولقد بدا في المؤتمر أن جميع المتحدثين متفقين على ضرورة التغيير خصوصا وأن الآمال العريضة التي بناها الناس على المشروع الاصلاحي قد تبخرت وكأن الأمور قد عادت إلى سابق عهدها.

وقد تفاعل الحضور جيدا مع الدعوة للتغيير وذلك نتيجة لما يعانيه ويلامسه الناس من احباط وتأزم عام وفساد وتمييز وسرقات بحاجة إلى إصلاح عاجل.

واختتم المؤتمر أعماله باقامة مجموعة من الورش المتخصصة في الشأن السياسي والإعلامي والحقوقي والتطويري، وكان للمرأة حضور هام وملحوظ حيث شاركن فيه من خلال ورشة خاصة بهن للتداول بشأن تطوير العمل النسوي في الجمعية وتفعيل دور المرأة.

وفي الختام قدمت التوصيات للجنة المنظمة وتناول الجميع وجبة العشاء.