منتدى استراحات زايد - قد حان وقت التغيير

بسم الله الرحمن الرحيم

قد حان وقت التغيير

بقلم : إبراهيم العـرب

18 – 6 – 2009 م

يترقب الكثير من المراقبين السياسيين لما سوف يتمخض عنه مؤتمر جمعية العمل الإسلامي في يوم غد الجمعة و الذي يحمل شعارا مختلفا عما طرح سابقا فى المؤتمرات ألا و هو :

( قد حان وقت التغيير ) فهذا الشعار المرحلي يحمل دلالات كثيرة لعل من أبرزها حسب رأى الأكثرية أن هنالك تحولا جذريا و ذاتيا و محاولة للنهوض و مراجعة الذات لدى أفراد الخط الرسالى في البحرين .

أتصور أن هذه النهضة المباركة و هذه الشهادة الحية لإفراد الخط الرسالى ، لم تأت وليدة اللحظة و أنما ساهمت خبرات و تجارب و تراكمات أعمال العاملين الرساليين على مدى أكثر من أربعين عاما في صقل الشخصية الرسالية و شحذ الهمم و إرساء مبادئ و قيم التحرك لدى أكثر الأفراد فاعلية .

بعد أكثر من ثمان سنوات من عمر جمعية العمل الإسلامي في البحرين ، و بعد تجربة أبناء الشعب البحراني لكثير من الجمعيات السياسية التي قاطعت الانتخابات النيابية في عام 2002 و ما لبثت أن دعت جماهيرها للمشاركة و بقوة و حماس قل نظيره في انتخابات 2006 م

و كان تبرير بعضها الدخول دفعا للضرر ، و تبرير الآخرين أن المقاطعة أثبتت فشلها و أنها تعنى لهم مزيدا من التهميش و تلقى الضربات تلو الضربات من السلطات الأمنية .

و نظرا لأن تلك المشاركة من قبل الجمعيات أنما تساهم في تكريس الروح الحزبية و تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة للشعب المستضعف البائس .

فقد صرح سماحة الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي الشيخ المحفوظ أنه سوف يقاطع الانتخابات النيابية فى 2010 م و هذه يعنى أنه قرر البقاء مجددا مع الغالبية المحرومة من شعب البحرين .

هذا التصريح المبكر أعطى أملا كبيرا لدى أبناء الشعب البحراني المستضعف الذي يتطلع إلى حياة الرفاه و الرخاء و تحقيق العدل و الحرية و المساواة .

هل يعقل أن يقف أبناء الشعب البحراني المؤمن المجاهد الذي قدم الضحايا الشهداء و السجناء و المهجرين و المهاجرين ـ مكتوف الأيدي تجاه ما يحدث من تمييز فاحش على المستوى السياسي و الاجتماعي ؟

لقد حان وقت التغيير فعلا ، فلكي يغير الله ما بنا من سوء حال فلابد أن نجاهد و نتحرك لنيل حقوقنا ، فعن رسول الله ( ص ) : ( جاهدوا تورثوا أبناءكم عزا )

الآلاف من شعب البحرين لا يملكون سكنا ، و أكثرهم ينتظر أكثر من 15 عاما و أكثر ، فهل انتظارهم للفرج طوال هذه المدة فيما يرون البيوت و الوظائف و الامتيازات تعطى للاجنبى الوافد عليهم من شرق آسيا و من صحراء الشام و اليمن و باكستان سوف يساهم في أنصافهم من قبل النواب ، الذين لا هم لهم سوى أنفسهم و أهليهم .

قد حان وقت التغيير ، ليس شعارا يطلق في مؤتمر سياسي لبعض الوقت ثم تتناقل خبره الصحف و المجلات و النشرات و المنتديات و كفى الله المؤمنين القتال .

و أنما هو برنامج عمل و صرخة ألم و دعوة صريحة من قبل جمعية العمل الإسلامي لكافة أبناء الشعب البحراني المستضعف ، أن أعرفوا قياداتكم الحقيقية الزاهدة في درجات هذه الدنيا الدنية و زبرجها ، و من ثم حاولوا الالتفاف حولها لكي تتمكنوا من تغيير واقعكم الفاسد .

بعد مرحلة الانفراج الأمني في عام 2001 م أستبشر الكثيرون بخروج السجناء و عودة المهجرين و منح الجنسية للبعض الآخر من المواطنين ، و إرجاع بعض الموظفين إلى وظائفهم ، و لكن تلك الفرحة لم تكتمل فمازال الضحايا و المهاجرين يعانون الأمرين

فمتى سيتم أنصافهم ؟

و هنا يأتي دوركم في تغيير الذات نحو الأفضل عبر ترك الكسل و كثرة النوم و السهر الباطل و اللهو و اللعب و تضييع الأوقات و الأعمار فيما يسخط الرب .

تعالوا لكي نغير ما بأنفسنا أولا لكي يغير الله ما بنا من سوء حال ، عبر ذكر الله و الصبر على الطاعة و عن المعصية و على المكاره و التحلي بالآداب الرفيعة و احترام بعضنا بعضا .

نأمل من الأخوة ـ أعضاء جمعية العمل الإسلامي ـ أن يتماسكوا أكثر و يحققوا الانسجام فيما بينهم و أن يترابطوا و يتعاونوا و يتنافسوا فيما بينهم بشكل أفضل و أن تكن الأهداف الرسالية نصب أعينهم لكي يتمكنوا من الانطلاقة نحو تحقيقها بكل حزم و شجاعة و حماس و إصرار و تفان .

لقد حان وقت تغيير الذات و المجتمع نحو الأفضل و لا مجال هنالك للتوقف و التردد و التقهقر و التراجع و الانسحاب من الساحة .

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته