![]() |
جدي لم يمت, أقسم أنه ما زال حيّاً ,,, بقلبي كان يجلس قرب الشجرة, يا لوسامته, أشعر بأنه ملك المكان, لا أحد يستطيع أن يأخذ بريقه. إنه جدي رحمه الله , نشأت على محبته, ربما لم أحب أمي وأبي كما أحببته, كان يدللّني جدا, ودوما يخاف على مشاعري, حتى بعد وفاته! عندما صرتُ أنحرف عن الطريق, كان يأتيني بحلمي, يحذرني. منذ أربعة سنين رحل, لكنه بقي معي, أراه بحلمي, يحدثني كما كنا, يخبرني قصصاً جميلة. اشتقت إليه جدا. بعد وفاته بأيام, كنت أشعر بالأرق ، ولا أستطيع النوم, جلست أمام النافذة, كان يناديني منها عندما يحتاجني, فرأيته, فزعت منه في البداية, طمأنني بحنيته التي منذ رحيله أفتقدها, وسألني عن حالي, كنت أنظر إليه وأبتسم, كان دوما يرتدي الأبيض, حتى بالأحلام; آه يا جدي كم أفتقدك. ذات ليلة, جاءني بالحلم, صرخت بوجه الجميع, جدي لم يمت، ها هو, انظرو اليه, أردتموه أن يموت لكي ترثوه, لكنه لم يمت, ها أنا أحدثه, ها هو يقف هنا, بانحناء ظهره البسيط, بذقنه البيضاء التي تشبه الثلج بنقائها. اعتبروني ساذجة, قالو لي جدك مات, مات, لكني أقسم أنه لم يمت, فهو حي بقلبي, يزورني بين الفينة والأخرى, يحدثني, يحذرني, يحنو عليّ. قتلوه, قتلوا جدي, كان جُل ما يهمهم هو المال, خذوا المال, خذوا كل المال, واتركوا لي جدي, تبا لكم يا من قطعتم الأرحام لأجل المال. كم أكرهكم, فقد أجبرتم جدي على الرحيل, لتتمتعوا بأمواله التي أذهبتموها سدى بغبائكم. ولكن ما يريح قلبي الذي يعتصر حزنا كلما تذكر حادثة رحيله, أنه بين الحين والآخر يأتيني, أحدثه, أشكو له همومي, حتى وإن كان بالحلم, ظلموني بعدك يا جدي, قسو عليّ جدا, كم أحتاجك, رحمك الله. |
الساعة الآن 05:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir