منتدى استراحات زايد - رجل قبيلة المختلفين ! , عن الاختلاف البشر

رجل قبيلة المختلفين !

توجد على الجدار لوحة , ويوجد بها رسمة نخلة ,فأجابوا جميعا برأي واحد ,قالوا جميعا: ميزتها دوام ظلها , وطيب ثمرها ,وشبهة النخلة بالمسلم .

كأن البشر يقولوا رأي واحد , وفعل واحد ,و منتجات السيارات واحدة في الشوارع ,وأشكال أوجهنا واحده, ومحبة الشخص تكون واحد,وعدم الرغبة الشئ تكون واحد ,وصفاتنا الشخصية واحده,و ميولاتنا واحده ,وأعمارنا متساوية واحده , ولون أبيض واحد فقط ,وقيمنا الشخصية واحده,وجميع تخصصاتنا العلميةتخصص واحد ,وعمل واحد, وثقافاتنا العربية واحده في الأرض ,وعاداتنا الشخصية واحدة ,وتشجيعنا لفريق كرة قدم واحد,ولا يوجد غير فريق واحد, ولغة نقولها واحده,

لكن الليل والنهار يختلفون ,والشتاء والصيف يختلفون, والرجل والمرأة يختلفون, وميولات الناس يختلفون , بذور النخلة و الشجرة يختلفون , وثمار النخلة وثمار الشجرة يختلفون , وأشكال النبات يختلفون..

نحن البشر أصحاب المشاعر , لا تتطلب أن تكون الحياة متجمدة ,ومتصلبة , و قاسيه , وتبدأ تبحث عن الاختلاف في الحياة.

تبدأ تدخل الحديقة الخضراء,وتمدح, و تعجب من الماء المنسكب, والتربة المتحولة , والرائحة الزكية ,
و النخلة الراسية,والألسن المختلفة ’والألوان والشجرة الواقفة الملتفة ,
ومن ثم تبحث عن الأصدقاء المختلفون, و الأصدقاء الأقارب ,ومنهم يبحث عن غير ذالك وليس باستغراب ,
يبحث عن العرضات الشعبية , ويأتي الشتاء ثم الصيف,
وتبدأ بحرارتها,و تخرج وتختفي الشمس , وتبدأ ببرودتها وتخرج وتختفي القمر, وحال الإنسان في اختلاف.

وينتقل الإنسان إلى أن يلتقي في الطريق الوعر وهو الاختلاف في الرأي,إنما الحياة ترشد وتقول: أن الاختلاف طبيعة وقانون في الحياة,

((وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ))

صاحب اللون الواحد لا يريد اختلاف ابدآ في الحياة , لان يتوقع طرد معنى إنه إنسان إذا أختلف, ولا يعلم إنه يدل انه
إنسان متفرد , ومميز ,وكبشر هو مختلف عن باقي البشر جميعا, أولها بصمة يديه .

صاحب الرأي الواحد يشجع لذاك ويتحمس له ,ويصفق له, يريد يلبس الناس ثوبه, ويكتشف إن صاحبه لا يناسبه ثوبه,
لان ثوبه طويل ,وأكمامه طويلة ,و مجعد , وكيف لا يكون مختلف مع صاحبه وهو تم تفصيل ثوبه على رأيه الخاص الذي أصبح لا يناسب أحد من مختلفيه ,ويريد ألباسهم ثوبه الشتوي وقت الصيف وقت الضحى, و مع الأطفال يلبسهم ثوبه المجعد ,الطويل .

الاختلاف سمة وميزة عند الحكماء .
له بديهة لا تعارض الشخص الحكيم , وقياسه لا يكسر , له قواعد أساسية محتواها مبدأ الإسلام و عاداته وتقاليده
واحترام الرأي , وهو الجليس و الأنيس , وهو صاحب رجل قبيلة الاختلاف .
الشخص الغير حكيم , يعجب برأيه , وتبدأ ترتفع أمواجه مع من يختلف معه في شؤون الحياة العادية .
وإنما الحكيم الموافقة في الأشياء من عامة السواليف التي تكون موافقتها أو عدمها واحدة.
وليس كل شئ في الحياة اختلاف,ومن يقول بذالك كأن جميعنا لا نعرف للمحراب مكان ,بل نحن نجزم, ونعترف ,ونوحد بأن رب واحد سبحانه و تعالى ,وديننا واحد وهو الإسلام,ومحمد نبينا صل الله عليه وسلم , إلى الأمور المسلم بها..... .

"إنما الحكماء يرحبوا بالاختلافات كثيرا" .

تم كتابته بعون الله تعالى/ عبدالله ابراهيم القبيلي

والله أعلم

شكرا.

سجل حضورك بنقد .