رسالة إلى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
 

بسم الله الرحمن الرحيم

تابعنا بكل سعادة اللقاء الذي تم ليلة البارحة بين سماحة العلامة المجاهد الشيخ محمد علي المحفوظ حفظه الله وبين سماحة العلامة المجاهد الشيخ عيسى قاسم حفظه الله

كنا نأمل أن، وكغيرنا من الناس المتعطشين، أن يكون موقف الشيخ عيسى قاسم واضحاً جلياً بعد أن انتظر الناس بفارغ الصبر لأكثر من 4 أسابيع (وأكثر) عن رأيه في مسألة تقاعد النواب

ما رأيناه كان الآتي، أن سماحة الشيخ عيسى قاسم أعطى رأيه في الكليات وترك التشخيص للنواب الكرام.

هذا الرأي صدم المجتمع واعذروني على ذلك، فأنا أتحدث عما يجول في قلوب الجماهير، سواءً كانوا من جمهور الوفاق أم من بقية المستضعفين من أهل هذا البلد.

لقد حضرت مع أخوتي للقاء الحواري الجماهيري مع سماحة العلامة الشيخ عيسى قاسم، والذي كان يديره الشيخ حسين الأكرف، وأيضا كان هناك نوع من (الفلترة) للأسئلة الموجهة للشيخ، ولم يكن هناك مداخلات مباشرة من قبل الحضور، وهذا أيضاً أمر أثار استغراب الكثيرين.

والسؤال هنا

ماذا تعني كلمة أن سماحة الشيخ أعطى رأيه في الكليات وترك التشخيص للنواب الكرام؟؟

وما هو رأي سماحته في الكليات؟

هل هو مع القانون، هل هو ضد القانون، هل هو أعطاهم رأيا بحسب الفروض (مثلا لو كان من صندوق التقاعد أو من غيره)، هل شخص نواب الوفاق بحسب تشخيص الشيخ، وما هو تشخيص سماحته في المسألة؟؟

مسألة صعبة جداً

وبعد الصبر الطويل والإنتظار الكبير، أعطى سماحة الشيخ عيسى قاسم رأياً يحتمل التأويل، ويحتمل إجابات كثيرة، ولا زال الإنسان البحريني الفقير تائه في بحر تأويلات مقالة الشيخ.

باعتقادي وفي وجهة نظري القاصرة، وليعذرني سماحته، وليعذرني الأخوة، باعتقادي أن سماحة الشيخ عيسى قاسم (ذكي جداً) وفي غاية (الدبلوماسية) فيما يرتبط برأيه عن موضوع تقاعد النواب.

فهو أعطى رأياً مبهماً ولا يفقهه أحد، وترك التأويل للزمن، ولربما كان الزمن أولى بالتأويل، وتحليل بسيط لما سبق ذكره في الآتي:

فإن اشتد غضب الجماهير، واستطاع شعب البحرين الأبي اسقاط هذا القانون، ومالت الكفة لصالح الناس وضد النواب الكرام، فإن سماحة الشيخ يستطيع تأويل رأيه بأنه أعطى للنواب رأيه في الكليات بأن التقاعد حرام وهو رشوة، وفي غاية الخسة (كما كان رأيه في السابق)، وأن النواب هم من شخصوا الموضوع بحسب هواهم ورؤيتهم، وتركوا رأي مرجعيتهم.


وإن مرر هذا القانون، ورضى الناس بالذل، وبالطبقية، وبالتمير الفاحش، والذي يصدر هذه المرة من الذين تسلقوا على أكتاف الناس، وبأصواتهم، ولم يكن هناك أي ردة فعل جماهيرية، فإن سماحة العلامة الشيخ عيسى قاسم يستطيع أن يؤول كلماته السابقة إلى أنه متفق تماما مع رأي النواب، وأن الوفاق والكتلة لا يخطون أي خطوة إلى بالرجوع للمرجعية الدينية التي ينتمون إليها.

ولربما كان هناك عدد أكبر، وتفصيل أكثر للتأويلات.

وأنا، وبصفتي فرد من أبناء هذا الشعب، أطالب سماحة الشيخ عيسى قاسم بقول رأيه بكل صراحة في هذا الموضوع الخطير، أوليس القائد هو الذي يرجع إليه الناس في المنعطفات، وهذا هو المنعطف الذي يجب أن يتدخل فيه سماحته، كما فعل في قضية كادر الأئمة وأصدر الفتوى ببطلان الصلاة خلف من يستلم الراتب من الأوقاف.

وهنا أيضا لفتة مهمة، وهي تتعلق بالأستاذين المجاهدين حسن مشيمع وعبد الوهاب

لماذا لم نر رأيا واضحاً وصريحاً منهم للآن؟ وماذا عن سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي، والشيخين المقدادين؟؟؟


أختم حديثي بأن النواب الأفاضل ورطوا الشيخ عيسى قاسم، وقد نصح أحد الكبار المجاهدين سماحة الشيخ علي سلمان قبل الإنتخابات بأن لا يدخل ويقحم شيخ عيسى قاسم في هذا الموضوع، لأن الشيخ سوف يكون محرجاً بعض الأوقات في مسألة الدفاع عن النواب المنتمين للجمعية التي يتعبر مرجعية دينية فيها، ولكن لم يأخذ سماحة الشيخ علي سلمان بالنصيحة، وهانحن نرى نتاج ذلك، فالشيخ عيسى حفظه الله تحت ضغط كبير اليوم في مثل هذه القضية.

ورسالة في نهاية المطاف لسماحة الشيخ عيسى قاسم، وأرجوا إيصالها وأنا على يقين بأن هناك من ينقل لسماحته ما يدور في أذهان شعبه

رسالتي يا سماحة العلامة، أن تقول لنا رأيك بكل جرأة وصراحة كما تعودنا منك في بعض القضايا، فإن هذا التعويم للقضية، والغموض وعدم الوضوح، لا يصب في نهاية المطاف إلا إلى مضرة الناس عامة ومتبعيك خاصة.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الداعي لكم بالصحة والعافية

أبو مهدي


ملاحظة: أنتظر تعليق الأخ نسيم الطاهرين
شكرا