منتدى استراحات زايد - خاطره فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرة *** فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ

{مقدمة}

قالت لي أمي ذات مرة، بأن المشاعر ليست إلا أوهاما نخلُقُها لأنفسنا، بأنها أكاذيب تنتي بمرور الزمن، و بأن الحاة غابة، يقضي فيها الأسد على الغزال. فهل صدقت أمي يا ترا ؟ أم هل طغيت أنا على سنة الحياة و سيرها؟

قلت لي ذات مرة ..
بأنك تحبني ..
بأنني ملكتك و انت ملكي ..
ملكت كياني و روحي
و عقلي و نفسي ..
أبيت الاستسلام للرجال ..
ولكنك لست ككل الرجال ..
أقمت مملكة حبك في قلبي
سقيت بساتينها و أشجارها
أقمت فيها قصورا و أملاكاً
جلبت لها أعاصيراً و قحطا
ولكنها صمدت
تهشمها بيديك البانيتين
تشن عليها حروبا
و تتركها حُطاماً
لكن حربك الاخيرة كانت القاضية
قطعت عنها مواردها
قطعت عنها اهتمامك
قطعت عنها حبك
تركت أُناسك جياعا
جفت بلادك
و تعدى عليها الأوغاد
نزعتها من قلبي
فتركتني أشلاءً
أتخبط في بحر الذكريات
تغرقني في الماضي
فترتسم البسمة شفاهك
تتلذذ بافعالك
ولا يكفيك حينها ذلك
بل تجرجرني خلفك
إلى أفضع من ذلك
إلى مسلخ العشق
تتفنن في تعذيبي
فصرخاتي سمفونيات لاذنك
وجسدي لوحة لألوانك
تتفاخر بإنجازاتك
و تُهنى عليها
بكل يوم لوحة لك
يوم عذاب لي
أصمد لأجلك ..لحبك
فانا قيس في هَوَاك
ولم تكن لي ليلى
"فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً *** فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ"*
مات قيس بين حجارةٍ وحيدا
و ها أنا أموت في جلمودٍ بين أضلاعك

*قيـس بن الملوح [مجنون ليلـى]