منتدى استراحات زايد - التغريبة العربية

التغريبة العربية
أطفال ، نساء ، شيوخ ، أشجار ، بيوت ، علماء ، شعراء ، أكاديميون
تم خلعهم من جذورهم كما يحدث للسنديان إذا إستهدفته الجرافات العمياء .
العراق ، لبنان ، فلسسطين ، المغرب ، الجزائر ،
غزة خاصرة فلسطين
خسائر العراق الذي عوقب عشرات المرات على الأقل خلال نصف قرن ، تعجز عنها كل الحواسيب لأن تحصي المرئي والمحسوس ولا تحصي ما تبدد من الإمكانات،
فما ضاع من وقت العراقيين في السفر البري وحده خلال خمسة عشر عامآ
يكفي لأن يضيف قائمة أخرى من الخسائر في زمن لم يعد الوقت فيه مجانآ أو بلا حساب . وإن التغريبة الفلسطينة بإمتياز تقترن بالسيرة الهلالية التي تعامل الناس معها ، لكن كلمة تغريبة ألآن تحتاج إلى إضافة كي نبين مكانها وزمانها .
وبعد 4 عقود كنا على موعد مع تغريبة أخرى أبطال حكايتها عراقيون أمام الرواه
من مختلف اللغات والأجناس ، لبنان مر بتغريبة مؤقته ولم تنجا الجزائر أيضآ من مثل هذه التغريبة ، فالناس لا يهربون فقط من الغزاة ، أنهم أحيانآ يهربون من بعضهم
إذا انفجرت الحرب الأهلية المؤجلة .
أجيال ثلاثة ولدت تحت وابل من القصف وفي أزمنة العســف
والمطاردة والتنكيل فأي سايكولوجيا ستكون لهؤلاء
وهم يواجهون أقدارهم عراة إلا من الذاكرة وعلآ إلا من البكاء ، ما نخشاه هو
تعريب التغريبة بحيث تصبح ذات خريف عربي قومية شاملة .
فما حدث قابل للتكرار إذا لم يتلقح به المنكوبون بأعدائهم وبأنفسهم أيضآ ،
ليس فقط لأن النفس أمارة بالسوء بل لأن الضحية التي تتناسى جلادها وتعض
توأمها الجريح المسجى بجوارها هي كائن قرر الإنتحار وهو آخر من يعلم .
وإذا أستمر الإصرار على إغماض العيون والإشاحة عما حدث في فلسطين أولآ وثانيآ وعاشرآ ثم العراق فإن التراجيديا سوف تتكرر لكنها قد تتحول إلى ملهاة .
فالتغريبة التي بدأت هلالية ثم مرت بفصلين أحدهما فلسطيني والأخر عراقي قد تصبح ذات يوم قومية إذا استمر العرب في غيبوبتهم السياسية .
مع تحياتي
نجيب ايوب