![]() |
شـعوب تأكل نفــسها شعوب تأكل نفسها ما كتب ونشر حتى هذه الساعة عن التخلف ووعي التخلف يكفي لإنقاذ قارة غارقة في الظلام ، ولكن الوصفات كالعادة ممنوعة من الصرف والطلاق بائن بين ما يقال وما يمارس . لهذا ... فلا رجــاء أمام من يعولون على الكتابة وحدها إلا إنتظار الذي يأتي ولا يأتي . التقدم والتخلف ، الفقر والثروة ، ثنائيات تنتج بعضها ، ما من تخلف معلق في الفضاء خارج مدار الجاذبية وما من فقر عديم السب والنسب ، ولكن الإنزلاق نحو التجريد بحثآ عن أسباب تبرئة الذات وإعفائها من عبىء المسؤولية في التحديد والتشخيص أدى إلى قطيعة بين المقدمات والنتائج كأنها مستقيمات متوازية لا تلتقي ... للتخلف قوانين كما للتقدم تمامآ . فمتوالية الهدم أسرع من متوالية البناء ، لهذا المسألة أبعد وأعقد من التفاؤل والتشاؤم وحين أطلق على شعوب العالم الثالث رغم التحفظ على هذا التصنيف إسم الشعوب النامية ســخر الكثيرون من التسمية وقالا أنها شوب نائمة ... أن من يلتزم بالوعود هو من ينتظرها بفارغ الصبر ، ومن يحلم بها وعيونه مفتوحة . وفي عز الحرب الباردة كانت هذه الشعوب تراوح في هامش يشبه كوميديا دانتي حيث أن الفردوس والجحيم يمثلان الوعد بالثراء في الخيار الرأسمالي الحر . او الفقر المدقع إذا صدق الفقراء أنهم على موعد محتم مع الخلاص ، وإذا به أكياس الملح التي يحملونها إذا قطعوا نهرآ أو حتى ساقية إشتراكية . فالشعوب بدأت تأكل بعضها طبعآ الأفقر والأقل خظآ في كل شيىء ثم أنتهت كالنار التي تأكل نفسها . مئات الضحايا يوميآ في أسيا وأفريقيا وقد تملك هذه الشعوب المنكوبة فائضآ ديمغرافيآ لكنها لا تملك فائض من الدم أو الثروة التي ينتظرها احفاد يولدون وهم مكبلون بالمديونيات والإرتهانات السياسية والأقتصادية . ما الذي أنجزته النخب ذات المزاعم التاريخية في هذه البلدان ، فالشعوب ترد معآ أن الله يحب أن يري اثر نعمته على عبيده ، وما يظهر من آثار كالقروح على الجلد هو النقمة ، تحولت النافعة إلى ضارة ومن قفز خطوة في الهواء تـقهقر عشر خطوات إلى الوراء . فأي قوانين تحكم هذا التخلف النامي حيث لا يتقدم المنكوبون إلا في العمر ولا ينموا لديهم إلا الديون وما يضاعفها من الربا المتعدد الأنماط . مع خالص التحيات نجيب ايوب |
الساعة الآن 05:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir