![]() |
بيان أمل والرسالة بمناسبة مولد الزهراء ويوم المرأة المسلمة بسم الله الرحمن الرحيم الزهراء قدوة العالمين بيان بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ويوم المرأة المسلمة فاطمة الزهراء عليها السلام النور المتألق في سماء العفة والفضيلة والهدى، والنموذج الذي صنعه الله ليكون قدوة لنساء الكون، والحجة على العالمين. وبالرغم من أن فاطمة الزهراء عليها السلام كانت تتمتع بمكانة سامية لموقعها العائلي الرفيع كونها ابنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وزوجة وصيه أمير المؤمنين عليه السلام ووالدة سيدي شباب أهل الجنة، وهو أمرٌ عظيم بلا شك، لكنها – في الحقيقة - حازت كل ذلك لعدد من المناقبيات الراقية حتى أضحت أم الفضائل الكبرى. إننا في الذكرى العظيمة لميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، "يوم المرأة المسلمة"، أحوج ما نكون لنماذج فاطمية تتقدم نحو العلى والمراتب السامية، والفضائل الكريمة، وهنا يجدر بنا أن نضع نصب أعين نسائنا العزيزات الأمور الهامة التالية: 1- الزهراء العالمة. لقد إستطاعت السيدة الجليلة فاطمة الزهراء عليها السلام أن تنشر العلوم الدينية على أوسع نطاق، فكانت لها حلقاتها العلمية في التبليغ والوعظ، وإن مجتمعنا اليوم بحاجة ماسة الى جيل من النساء العالمات الفقيهات، اللاتي يصلن الى المراحل العليا في الدراسة والتبليغ والإجتهاد والبحث وتحمل المسئولية، فليست الدرجات العليا في الإجتهاد والفقه والفكر والتخصصات العالية حكراً على الرجال. 2- الزهراء العفيفة. لقد بلغت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مرتبة عالية من العفة، وقد كساها الحياء الرفيع جمالاً على جمالها، فالحياء والعفة من أهم ميزات المرأة بشكل عام والمرأة المسلمة بشكل خاص، فالحياء يكسوها جمال الروح والسلوك، ويمنحها شخصية رفيعة مهيبة. أما العفاف فيجعلها قادرة على القيام بواجباتها نحو أسرتها ومجتمعها، وإن أعداء الدين والمرأة يستهدفون أول ما يستهدفون أن تنزع المرأة المسلمة درع الحياء وستر العفة بعناوين مزيفة ظاهرها جميل وباطنها قبيح خطير. وإن سراق خيرات الشعوب يريدون أن يتحول جمال المرأة الذي منحه الله لها نعمة وجوهراً خاصاً يضفي على الحياة رونقاً وجمالاً، يريدون أن يتحول هذا الجمال الإلهي البديع إلى فتنة للعرض العام الرخيص، ومادة لإثارة الشهوات، فالواجب على النساء الغيارى أن لا يشاركن في مخطط وضعه شياطين الأنس والجن للقضاء على المجتمع. 3- الزهراء المجاهدة. لقد وقفت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مواقف بطولية من جهاد عظيم في مؤازرة أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وزوجها المرتضى عليه السلام، وفي الدفاع عن حياض الدين وحقوق الأمة وحتى حقوقها الخاصة، وكم هو مهم ومحوري دور النساء اليوم في الدفاع عن حقوق الأمة وحقوقهن الخاصة، حيث أثبتت المؤمنات المجاهدات أنهن قادرات على تحقيق الكثير من الأمور التي يصعب أحياناً على الرجال تحقيقها، فطريق التنمية والتغيير وتحصيل الإستحقاقات لا يمكن أن يحققها الرجال لوحدهم أبداً. 4- الزهراء المربية. لقد استطاعت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أن تصنع من أولادها الحسن والحسين خير رجال وأئمة وقادة عظام، ومن بناتها زينب وأم كلثوم خير نساء في العلم والجهاد، يتحملن أصعب المهمات ويقمن بأهم الأدوار. إن الأمهات المؤمنات اليوم مطالبات بالتركيز على تربية أولادهن على تقوى الله وطاعته وحب الوطن والمجتمع، وعلى صياغة شخصيات الجيل القادم صياغة مسؤولة، ولن يكون ذلك إلا بالإهتمام بالقضايا التربوية، وزيادة الوعي فيها. إن التربية الصالحة هو من أجل وأهم أدوار الأم في عصرنا الحاضر، وإن الدفاع عن الأمة وقضاياها يبدأ بتحصين البيت الداخلي، وتوعية الأبناء لمخاطر صرعات الموضة الفاسدة، وأمواج التدمير والعبث الأخلاقي المبثوث عبر فضائيات المجون والفجور في أفلامها وبرامجها البعيدة عن جوهر الدين وأخلاقه، وإن يكون هناك معيار واضح أمام المرأة المسلمة لكل ما يعرض في التلفاز والمجتمع، وهو: إن كان ذلك مرضياً لله عز وجل أم لا!! 5- الزهراء العابدة. لقد كانت عبادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام كعبادة أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله خشوعاً وعبودية لله عز وجل، فنالت في ذلك رضا الله، وحازت درجات التقدير الألهي، وما العبادة الخالصة لله إلا جوهر الفضائل، ومدرسة الكمال الذاتي، ومنها ينطلق الإنسان الى آفاق العمل الصالح والنافع للأمة بهمة عالية وأخلاق رفيعة، ما جعلها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين. نسأل المولى القدير أن يلهم نساءنا الدرجات العالية في الهدى والإستقامة والجهاد والعمل الصالح والخالص لله عز وجل، كي يكن مشاعل نور ومصابيح تجلي الظلمات أمام موجات الفتن العاتية التي لن تحطمها إلا بوعي المجتمع وعمله الصالح المتطلع الى آفاق الحق والحرية والعدالة. جمعية العمل الإسلامي جمعية الرسالة الإسلامية الأحد 20 جمادي الثاني 1430هـ |
الساعة الآن 01:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir