منتدى استراحات زايد - آداب الحوار؟

المنتديات ساحة للحوار البناء وهي فرصة رائعة للنقاش في أمور مفيدة والتعرف على آراء الآخرين وأفكارهم

والحوار أساس بناء المنتديات بل والمجتمعات بشكل عام ولكن هل للحوار آداب وقوانين تنظمه و تقيده؟

طبعاً لكن دعونا أولاً نعرف كلمة حوار .

الحوار : من المُحاورة ؛ وهي المُراجعة في الكلام .

وهناك كلمة أخرى نستخدمها كثيراً وهي كلمة جدال فدعونا نوضح الفارق بين جدال وحوار

الجدال : من جَدَلَ الحبل إذا فَتَلَه ؛ وهو مستعمل في الأصل لمن خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب

، ثم استعمل في مُقابَلَة الأدلة لظهور أرجحها .

وفي عرف الناس الحوار إيجابي والجدال سلبي لكن هذا غير صحيح لغوياً فهما بنفس المعنى تقريباً

والدليل ذكرهما معاً في آية واحدة قال تعالى : : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ

فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (المجادلة:1)

وقبل أن ننتقل لآداب الحوار دعونا نتكلم أولاً عن

الغاية أو الهدف من الحوار

الغاية الأساسية هي الوصول للحقيقة وتقريب وجهات النظر و دفع الشبهات وتصحيح الأخطاء

و الأهم هو إيجاد حل وسط يرضي الطرفين لكن مع الالتزام بالحق وليس المجاملة والكذب وإن لم

يحدث ذلك التقارب فالمهم برأيي هو معرفة الرأي الآخر للاستفادة منها و دفع شبهاتها إن وجدت

دعونا نتساءل الآن هل الخلاف عيب ؟

طبعاً لا فالخلاف من أساسيات الحياة فلكل آراؤه وتطلعاته وأحلامه وثقافته و قدراته بل وطريقته في

التفكير وحتى ألواننا مختلفة قال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ } (الروم:22)

كما قال تعالى : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا

مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }هود 119

إذاً فالخلاف موجود ولا بد منه ولا مهرب منه

ولكن تذكروا أيضاً أن الحق بين وواضح كالشمس فاتخذوا الحق طريقاً ولا يهمكم من خالفكم عندئذ

والإنسان خلق على الفطرة السليمة التي تمكنه من اتباع طريق الهدى والابتعاد عن الفجور والضلال

قال تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ

لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (الروم:30) .

إذاً فعندما يخالفك أهل الباطل فلا تهتم وناقشهم بأخلاقياتك فإن أعرضوا فقل سلام واتركهم ولكن

جدالك لهم يجب أن يكون بأدب واحترام كي لا تسيء للحق بتصرف طائش منك قال تعالى

: (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن )) صدق الله العظيم

لكن عندما تتخالف مع أهل الحق على أمور من أمور الدنيا فاتبع قواعد الحوار الصحيح والبناء

أطنبت في المقدمة نوعاً ما كي أضعكم في صورة صحيحة لما سأقوله :

والآن ننتقل إلى آداب الحوار ودعونا نتفق على نقطة أساسية هامة وهي :

التقيد بقوانين المنتدى الذي نتحاور من خلاله وسياسته ومحظوراته وتجنب الدخول في مواضيع تم التحذير من قبل الإدارة مسبقاً من الخوض فيه :

والآن مع آداب الحوار :

1- الإخلاص :

الإخلاص في النية شرط أساسي لبدء أي حوار فكن مخلصاً وضع هدفاً واحداً وأساسياً لحوارك وهو

الوصول إلى الحق والصواب وليس التباهي والغرور و إجبار الناس على التقيد بآرائك وإظهارك نفسك

بمظهر المنتصر والغالب وصاحب العقل والحجة بينما الآخرون حمقى وجهلاء بنظرك

2- وضع هدفك من الحوار مسبقاً :

أن تحدد إلى ماذا تريد أن تصل من خلال حوارك وهذا يتحدد حسب نوعية القضية التي تناقش لأجلها

فإن كان هدفك تصحيح فكرة خاطئة فتابع حتى تصل لهدفك إما إذا كان الهدف تحقيق نوع من تقريب

وجهات النظر فقف عند حدود هدفك ولا تتجاوزها كي لا يصير النقاش عقيماً وبلا فائدة

3- الالتزام بالمسلمات والحقائق البديهية والقوانين والسنن

الإلهية فمن غير المعقول أن تناقش لتثبت أن القمر أكبر من المشتري مثلاً أو أن تناقش ضد مسلمات

في الرياضيات وتقول إن الزاوية 85 قائمة ، أو أن تناقش مواضيع مسلم بها كالموت و يوم القيامة و عبادة

الله وحده و أحداث النهاية وغيرها

4- لا عقل مع النقل الموثوق :

فلا يعقل أن تناقش أمراً تثبته أو تنفيه آية قرآنية أو حديث نبوي صحيح متفق على صحته و صدق راويه ثم تحكم عقلك

وتقول رأيي كذا

وكذا بل عليك أن تسكت وتستسلم لكل نقل موثوق وخاصة القرآن والسنة والقوانين الأساسية في

العلوم

5- البحث عن مواطن الاتفاق والانطلاق منها :

فعليك أن تبحث دائماً على نقطة التقاء مع من تحاوره ويفضل أن تكون من المسلمات أو المنقول الصحيح والمثبت أو

الأخلاقيات المتعارف والمتفق عليها بين الجميع وأن تبتعد عن ما يسبب الزيادة في البعد عن من تناقشه

6- التزام الأدب والدقة في اختيار الألفاظ :

فلا يعقل أن تتكلم مع من تحاوره بألفاظ بذيئة أو تهجم لفظي أو حتى ألفاظ غير مناسبة

7- الابتعاد عن الأخطاء اللغوية والإملائية قدر الإمكان

كي لا يجد خصمك عذراً ينتقص فيه من قدرك ويضعف حجتك

8- السلامة من التناقض :

وهذا شرط مهم جداً فالتناقض في كلامك يضعف حجتك و لو كان كلامك صحيحاً كأن تهاجم المرأة مثلاً

في حديثك ثم تتحدث عن حقوق المرأة ، أو كما يفعل السياسيون الغربيون في الحديث عن القتل

والإرهاب وربطه بالإسلام والمسلمين والعرب و غض الطرف عن جرائم الصهيونية والغرب ووحشيتهما و

الحديث عن مبادئ الحرية والعدل واتباع سياسات الظلم والعنصرية و الاحتلال

9- النقاش بدلائل وبراهين قاطعة علمية وعقلية ونقلية و لعلماء

موثوقين أو الأئمة المشهود لهم بالصدق والإخلاص

10- أن لا يكون الدليل هو عين القضية :

أي أن لا تسوق دليلك بنفس سياقك للقضية ولكن بتنميق و تغيير بسيط في الألفاظ يعني تناقش مثلاً

في قضية علمية أو رياضية ( رياضيات يعني مو رياضة ) وتقول نص النظرية بدون البرهان فهذا غير منطقي

11- ان يكون المحاور اهلا للحوار :

فلا تاتي برجل مشهور عنه الجهل والنزق والطيش وتحاوره أو لا تحاور من يبدأ بكلام سخيف مضحك لا

أصل له و إذا كان لابد من نقاشه فناقشه بكلمات قليلة قتطعة تثبت جهله كما فعل سيدنا ابراهيم مع

النمرود الذي ادعى الألوهية فساق له أولاً برهاناً قاطعاً فقال : ربي الذي يحيي ويميت

فجادله بتكبر وغباء وقال أنا أحيي وأميت وقصد أنه يترك من يريد حياً ويقتل من يريد فيالغبائه وهنا

وعندما أدرك سيدنا ابراهيم غباء وجهل من يحاوره ساق له برهاناً قاطعاً لا يمكنه أن يجادله فقال ربي

الذي يأت بالشمس من المشرق فأت بها من المشرق فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل .

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق .

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق .

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل .

إذن ، فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة .

فناقش أصحاب العقل السليم والعلم والمنطق والحق وابتعد عن السفهاء والتافهين

12- الابتعاد عن التجريح و إلقاء التهم والكيل بالألقاب

13- أن لا يكون هدف النقاش الشخص الذي تناقشه بل القضية التي تناقشها

فلا تتكلم عن سلوكيات من تحاوره فلكل منا أسراره وأخطاؤه التي لا يعلمها إلا الله فلا تجعل من النقاش

وسيلة للتشفي والإساءات الشخصية لمن تحاوره

14- الإنصاف في الوقت :

أي أن تمنح من تناقشه وقتاً كافياً ومتوازناً مع الوقت الذي تتكلم فيه وليس كما يفعل الأخوة في قناة

الجزيرة مثلاً وخاصة في برنامج الاتجاه المعاكس

15- حس الإنصات وتجنب المقاطعة المستمرة :

فمن غاقول أن تتكلم دون أن تستمع لن يناقشك فهذا ظلم كبير وخروج عن آداب الحوار المفيد

16- تجنب منهج التحدي والإفحام والتعصب :

فلا يكن هدفك هو الإفحام والتحدي وكأنك في مباراة مصارعة أو ملاكمة بل عليك التكلم بأدب وحجة

ومنطق وأن تبتعد عن التعصب لطائفتك أو قبيلتك أو بلدك دون وجه حق

17- الاعتراف بالخطأ وقبول التغيير :

فإذا أثبت خصمك خطأك فكن شجاعاً واعترف بخطئك و لا تتهرب من الحق خوفاً من الهزيمة و الخزي