منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   ونادى المنادي ... الرحيل الرحيل (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1487605)

محروم.كوم 05-19-2014 03:40 PM

ونادى المنادي ... الرحيل الرحيل
 
ولد خليص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




لماذا هذا الحديث ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أكثروا ذكر هادم اللذات»، يعني الموت. و عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: مُرَّ على النبي بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه»، قالوا يا رسول الله: ما المستريح والمستراح منه؟ فقال: «العبد المؤمن يستريح من تعب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله, والفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب»، أخرجه البخاري ومسلم.

قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة, وقناعة القلب, ونشاط العبادة, ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة, وترك الرضى بالكفاف, والتكاسل في العبادة .
و لأن هذا مصير كل حي (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) و تفرد عز وجل بالبقاء فقال ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) فما أحوجنا ونحلم نعلم هذا المصير أن نتذاكره ونتأمله .

وأعلم يا أخي الحبيب أن الدنيا دار فناء لا دار بقاء... فالموت هذا الذي حير الأطباء ... ولم يجدوا له دواء ... لأنه صلى الله عليه وسلم قال لا دواء ... لم ينج منه حتى الأنبياء ... ولا الصحابة الفضلاء ..ولا التابعين والأولياء .. لكنهم أخذوا حاجتهم وتزودوا لغايتهم كان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك"... الفقراء والأغنياء ... الأذلاء والأعزاء .. كلهم سيمر .. لأنها دار ممر .. لا دار مقر ..

هادم اللذات ... ومفرق الجماعات ... ومخرب الدور والقصور والضيعات ... وقاطع كل الشهوات ... ومنهي الآمال والتطلعات ...

أخي الحبيب .. كفى بالموت واعظاً ...وللحياة مكدراً ...و للقلوب مقطعا... وللعيون مبكيا... وللذات هادما... وللجماعات مفرقا... وللأماني قاطعا.

إنها الحقيقة التي سماها اللـه في قرآنه بالحق فقال جل وعلا: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ .

أخي قف وتأمل .. كيف لو نزل بك الموت ... تخيل وقد شخصت منك العينان ... وبردت منك القدمان ... وتجمد الدم في اليدان ... كيف لو بلغت الروح التراقي ... والتفت الساق بالساق ... أتعرف إلى أين المصير ؟ إلى ربك يومئذ المساق .. فأقرأ كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ..

أخي الحبيب لو كان أحد ينجو من الموت لنجى منه المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء, فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: «لا إله إلا الله إن للموت سكرات» ثم نصب يديه فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى» حتى قبض ومالت يده. أخرجه البخاري ... وقالت ما أغبط أحداً بهون الموت, بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله ، أخرجه الترمذي .

فكيف بي وبك أخي الحبيب ... كيف لو نزلوا بنا الملائكة لقبض أرواحنا ... ما حالي وحالك ... هل هم ملائكة عذاب أم رحمة نسأل الله الرحمة .

أيً أُخي هل وقفت مع نفسك لتذكر هذا القادم الغائب المنتظر وإنما هي سويعات ثم ترحل فجد السير وهي مركب السير قبل أن تخرج الروح فتقول (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ) فيقال لك (كَلَّا )

وأخيراً

تزود مــن الدنيـا فإنـك لا تـدري = إذا جنَ ليلُ هل تعيشَ إلى الفجـرِ
فكم من صحيحٍ مات من غيـرِ علـةٍ = وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من صغارٍ يرتجى طولَ عمرِهـم = وقد أُدخلت أجسادُهم ظُلمةَ القبـرِ
وكم مـن عـروسٍ زينوها لزوجِهـا = وقد نُسجت أكفانُها وهي لا تدري



الساعة الآن 07:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227