منتدى استراحات زايد - المصلين خلف الشيخ المحفوظ وبداية شرارة المناظرة

المصلين خلف الشيخ المحفوظ وبداية شرارة المناظرة

حسين محمد حكيم الطريفي

أبدأ كلامي بما قاله الأستاذ مصطفى العرب حينما قال : أجدني راغبا في التحدث عن احد المتداخلين -مرشح خاسر - والذي جمع عقول الناس إلى عقله،وتصور انه هو وحده من يتمتع بالعقل السديد والرأي الصائب وان رأيه لا يعلى عليه رأي!؟.فرأي هذا المتداخل، ان جمهور الشيخ المحفوظ هم بسطاء في التفكير وناس عاديين على حد قوله،وأشار إلى احد الجالسين وقال:مثل هذا،عندها ضحك الحضور، مما ربما زاد من زهوه. وهنا بدأت الشرارة وسؤالي لهذا المرشح الخاسر:هل تصرفك هذا هو موقف سياسي أم أخلاقي؟إذا كان موقفك سياسيا فاني أتفهم موقفك،حيث لا أخلاق في السياسة,أما إذا كان موقفك دينيا،فالنبي محمد(ص) يقول:أدبني ربي فأحسن تأديبي.

هنيئا لك بالعقل الراجح والحكمة السديدة، هذا إذا كانت الحكمة هي تحقير الناس والعلو عليهم وإلغاء آراءهم، وهدانا الله وإياك . اقول لهذا الوفاقي الذي تجاوز كل الخطوط والأعراف وآداب الضيافة التي كان يجب أن يتحلى بها وهو يخاطب جماهير أمل وقائدها في بيت الوفاق وبين أنصاره;أقول له بأن البسطاء هم المثقفون الحقيقيون وهم الذين يستشعرون المستقبل بحدسهم أما المثقفون فهم أدعياء للثقافة ولا نرى منهم سوى ربطات العنق وبعض الفذلكات الكلامية .

البسطاء يا من ترشحت لخدمة الشعب كما تدعي في حملتك هم الذين الذين صنعوا أعظم ثورة في القرن العشرين بقيادة الإمام الخميني قدس الله سره الشريف ، البسطاء هم الذين قارعوا وأذلوا الكيان الصهيوني في لبنان ، البسطاء هم الذين كنتم تدغدغون مشاعرهم لتصلوا إلى ما وصلتم إليه ، أما عن المصلين خلف سماحة الشيخ المحفوظ فهم يملكون أعلى الشهادات والرتب العلمية فضلاً عن العملية وإذا أردت أن نبعث لك بنسخ منها فما عليك سوى مخاطبتنا وسنكون حاضرين ومستعدين لذلك .
وتاريخنا كتب في المنافي والسجون والدماء المظلومة وهو يتحدث عن نفسه بنفسه . البسطاء كما يقول الأستاذ الكاتب الإماراتي ياسر حرب بشر مثلنا، يحلمون ويفرحون وينجحون ويفشلون ويحزنون، ولكنهم لا يقفون عند منعطفات الحياة هذه التي يقف عندها معظم البشر. فأحلامهم تتناسب مع حياتهم، أما طموحاتهم، فإنها لا تتعارض مع طموحات الآخرين، وبالتالي، فإنهم يفرحون إذا ما حققوا تلك الأحلام أو إذا ما حققها أحد آخر غيرهم، فهم يؤمنون بأن الأرزاق والفرص موزعة بين الناس بالتساوي . وعتبي كل العتب على الإخوة في الوفاق الذين كم كنت أتمنى أن يؤدبوا جماهيريهم وأنصارهم على احترام الرأي الآخر وتقدير شخصياته ورموزه الذين يملكون ما لا يملكه تيار الوفاق من خبرة وتجربة في الساحة السياسية والابتعاد عن لغة التعالي والتخوين والتسقيط وتصغير الآخرين والتباهى بالأكثرية فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين . ولا أدري لماذا فقد الوفاقيون توازنهم بين لحظة وأخرى وهم الذين كانوا وما زالوا يتشدقون ليل نهار بالحكمة وضبط الأعصاب فلماذا فقد أنصارهم توازنهم في تلك الليلة وبدئوا مداخلاتهم بانفعال وعصبية شديدين لاحظها كل من حضر ومن لم يحضر عبر أشرطة الفيديو المسجلة ومواقع الإنترنت . فلم تكن لديهم حتى أدنى آداب الضيافة لضيوف حلوا على جمعيتهم ليبدوا رأياً مخالفاً لهم من باب الشفافية وإبداء الرأي الآخر أمام شعبنا المظلوم .

فكانوا وبشكل واضح مرتبكين ومنفعلين لدرجة عالية ومتحمسين لنائبهم المغلوب على أمره والذي بدا مرتبكاً ومتهاوياً أمام قوة ومتانة طرح الشيخ المحفوظ أما مسمع ومرأى الصحافة وجماهير الشعب المظلوم . وكم كنا نتمنى كما قال الشيخ المحفوظ في تلك الليلة هذه الحماسة موجودة في البرلمان لتحقق الكثير لهذا الشعب المظلوم ، فأين كانت تلك الحماسة والانفعال حينما كان السعيدي ومحمد خالد وغيرهم من النواب السلفيين يكيلون التهم والسباب جزافاً لهذا الشعب ليمارسوا شتى صنوف إذلال الشعب عن طريق هؤلاء النواب الذين عجزوا حتى عن استجواب شخصية كمثل عطية الله فضلاً عن غيرها من القضايا التي لا مجال لذكرها في هذه العجالة .
ولدرجة أن الأخ يوسف ربيع (نائب بلدي ) وبدل أن يكون منصفاً ومحايداً في إدارته للمناظرة ، أخذ دفة المبادرة والرد على الشيخ وفتح الإشارة الخضراء لأنصار جمعيته للتكلم بعدم لباقة مع الشيخ المحفوظ ليوزع المداخلات إلى 30 مداخلة فالمناظرة كانت عبارة عن 15 دقيقة فقط لكل طرف من الأطراف المتناظرة !! وهذا بحده يشكل استغفالاً للشعب وهم ما أزعج البعض من هذه الكلمة حينما نطق بها الشيخ وهذا ما يثير الاستغراب حقاً ففي أي بلد في العالم تكون المداخلات عادة بعد انتهاء المناظرة والتي عادة لا تقل عن ساعة فهل كان الأمر مرتباً له مسبقاً لعدم انجرار سعادة النائب لموقف يحسد عليه وهو ما حصل فعلاً في تلك الليلة لولا تدارك أنصاره عن طريق المداخلات الهجومية أم ماذا يا وفاق ؟.
وحتى الأسئلة التي كانت تحرج سعادة النائب كان ربيع دائماً ما يشوشها أو يطلب عدم تكرار الأسئلة بعكس مداخلات الوفاقيين التي كانت شبه مكررة من دون أن يقاطعها أو يحرك ساكناً أمامها . عموماً وبعد أن حصل ما حصل .

أعتقد بأن النائب المرزوق وأنصار الوفاق قد وضعوا أنفسهم في موقف لا يحسد عليه حينما أعلنوا مسؤوليتهم عن أنهم لا يتحركون قيد أنملة إلا بمشورة الشيخ عيسى قاسم ونحن بدورنا سننتظر رد الشيخ عيسى قاسم حول ما قاله مسبقاً حول قانون تقاعد النواب .والذي قال فيه بأن تقاعد النواب كان طبيعيا أن ترفض الوفاق المشروع الرشوة وكان غريباً عليها وكبيراً على الجمهور المؤمن لو أعطت موافقة على ذلك، وهو ما يبعد على وعي المخلصين فيها ورساليتهم، المشروع فيه تكريس للطبقية الفاحشة ومقايضة خسيسة،ومسايرته منافية للتوجه الرسالي الواعي والحس الإسلامي الحي، ومسقطة لسمعة الدين وهذا ظلم فاحش،ومضعفة للواقع الديني على الأرض حاضراً ومستقبلاً والنص موجود في موقعه الرسمي بصوته ونحن ننتظر تأكيدا من سماحته حول هذه القضية لنرى ماذا سيفعل المرزوق وأنصاره وهل سيقدمون اعتذاراً للمحفوظ أم سيستمرون في مسرحيتهم .

_________________________________________

منقول من موقع جمعية العمل الاسلامي

www.amal-islami.net