منتدى استراحات زايد - النجاتي: الأستاذ عبد الوهاب حسين يملك نظرة سياسية ثاقبة

النجاتي: الأستاذ عبد الوهاب حسين يملك نظرة سياسية ثاقبة

أذكر بأنه ذات يوم في مجلس سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي "حفظه الله" الإسبوعي في مكتبه بالمحرق، أن وجه أحد الحضور سؤال ونقاش في الجلسة الحوارية لأقطاب المعارضة بقيادة الأستاذ وعن موقف النجاتي منها.

ومن ضمن الحديث علق سماحة الشيخ النجاتي وأكد على أن فضيلة الإستاذ عبد الوهاب حسين يملك نظرة سياسية ثاقبة جداً.

ومن هذه المقدمة أريد أن أشير لمقتطفات من لقاء الثلاثاء الأخير بمجلس الإستاذ حفظه الله والذي من خلاله يعيد بوصلة التحرك الشعبي لأن يكون نوعي وذو فاعليه، مع ملكت الإبتعاد كل البعد عن مكائد القبضة الأمنية وأن لا يعيش الشعب تحت وطأت القمع والتنكيل والزج به في السجون من خلال تحركات شعبية قد استهلكت وأصبح الرابح الأكبر منها هو الحكم.

وإن في هذه المقتطفات المفاصل والدروس والمعاني السياسية التي تعبر عن حقيقة ما صرح به آية الله النجاتي في حق الإستاذ عبد الوهاب حسين من نظرة ثاقبة في التنظير والحراك السياسي.

لنبداء مقتطفات حديث الإستاذ بما نستدل به على ما ذكر أعلاه

اقتباس:

-وقال : يجب علينا أن نفكر بمرونة لكي نبتكر أساليب أكثر فاعلية وأقل ضررا للإفراجعن المعتقلين المظلومين، وأنتم أيها الجماهيري :
لماذا تحصرون تفكيركم فيالمسيرات والاعتصامات ؟

جل الضجة والتهويل في أعلى مستويات التحرك الشعبي هو المسيرات والإعتصامات، والتي تعبر عن أعلى مستويات ردات الفعل لدى المعارضة المتمثلة بالجمعيات بعد أن إقتنعت أن المفصل الوحيد في نيل الحقوق هو البرلمان والعمل من مؤسسات وقوانين ونظم الدولة حتى الوصول لصياغة متفقه بعد نفس وعمر طويل.

وفي نفس الوقت لا يغفل ولا يجهل ولا ينكر إثنان أن في كثير من المسيرات والإعتصمات التي واجهتها الحكومة بالقبضة الأمنية، كانت نتائجها إعتقالات وتعذيب وضحايا بالرخيص المتدني، يعقبها تهم ومسرحيات وسجن وعفو مع بقاء التشويه والتلفيق لشخصيات ورموز وشباب في مقتبل العمر، وأما المحصول والناتج من ذلك في قبال الضرر الحاصل فالناتج نزر يسير قد لا يذكر قبال الخسائر.

ويستدرك الإستاذ كلامه بما يجر المستمع أو القارئ عن التحرك النوعي البديل والمطلوب في ساحتنا اليوم وكم قيمته وقدرته على أن يكون بديل عن حراك شعبي يمثل الورقة المدخرة لشدة وصلابة الموقف، ما البديل؟ وما الإمكانية؟ وكم الناتج المتوقع؟.. فيقول صاحب النظرة السياسية الثاقبة ما يلي:

اقتباس:
نحن نحتاج إلى المسيرات والاعتصامات، ولكن لماذا لا تفكرون بأساليب جديدة ، مثلا :

اقتباس:

•
تنظيم عددا من اللقاءات تضم عددا من النخب من مناطق عديدة، تتداول قضيةالمعتقلين وتخرج بتوصيات، وتقوم بتشكيل لجان للتنفيذ والمتابعة، وتنشر أخبار هذهاللقاءات في الصحف والمنتديات .

•

كتابة رسائل من أهالي المعتقلين وغيرهم إلىالرموز والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والسفارات والمؤسسات الدولية كالأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية وغيرهم تشرح قضية المعتقلين وتطالب بالتحرك والضغط علىالسلطة ومطالبتها بإطلاق سراحهم .

والخلاصة : الجماهير قادرة على القيام بأعمالسلمية ضاغطة على السلطة، ونحن نحتاج إلى المسيرات والاعتصامات، ولكن نريد منالجماهير أن تفكر معنا بمرونة بهدف تطوير الأساليب التقليدية وابتكار أساليب جديدةأكثر فاعلية وأقل ضررا.

في حين أن الإستاذ لم يغفل عن مساحة التدافع السلمي مع السلطة لنيل الحقوق والذي لا يستبعد أنه من الأمور الواقعة هي التضحيات، وأن التضحيات من أسباب النصر والثبات لنيل الحقوق، ولا يعني أن التضحيات والشهادة محصورة في من يدعو لمسيرة أو اعتصام مع قمع الدولة وبطشها، فهنا محذورات شرعية ومن له الحق في توجيه الناس للتضحية والجهاد، ولكن الإستاذ يقود حراك محصن فقهياً وشرعياً وعقائدياً فلا يغفل عن تطويق التنظير السياسي بمظلات شرعية يرسمها مراجعنا العظام، فإليكم ما يوضح هذا كما يلي من كلام الإستاذ:

اقتباس:
التضحية لا تكون من خلال المواجهات الأمنية فحسب، فقد يعتقل الشخص لنشاطه الفكريوالسياسي ويلحق به الأذى النفسي والبدني وقديستشهد، فلدينا معتقلون وشهداء نالهمشرف الاعتقال والشهادة بسبب نشاطهم الفكري والتوعوي، ولدينا معتقلون وشهداء نالهمشرف الاعتقال والشهادة بسبب نشاطهم السياسي، فالأستاذ حسن المشيمع، والدكتورالسنكيس، والاستاذ عبد الهادي الخواجة، لم يعتقلوا في مواجهات أمنية، وإنما اعتقلوامن منازلهم بسبب أنشطتهم الفكرية والسياسية والحقوقية .

اقتباس:

•
لقد أعلن التحرك عن خيارين لإسقاط العنجهية الأمنية للسلطة : خيار الصمود، وله فيه حجته الشرعية،والسعي لإبتكار أساليب ووسائل لا تجد السلطة فيها الفرصة لإستخدام أجهزتها الأمنية،وهذا أمر حكيم ولا يعني الهروب من المواجهة، وهو شيء ممكن ولكنه يحتاج إلى مزيد منالروية والتفكير .

والخلاصة : الصمود وتقديم التضحيات مطلوب لنيل المطالب الحيوية العادلة، وقد أثبتت جميع التجارب التاريخية والمعاصرة ضرورته، ولنا فيه حجةشرعية . إلا أننا يجب أن نفكر بمرونة من أجل ابتكار أساليب لا تمتلك فيها السلطة فرصة استخدام أجهزتها الأمنية القمعية لضرب فعالياتنا وأنشطتنا، وفي جميع الأحوالفإن التضحية والشهادة هو الشرف الذي لن نحرم منه إن شاء الله تعالى.

ولمن سيسعى في موضوعي أن يطعن في الفهم الشرعي والتنظير السياسي الثاقب لسماحة الإستاذ بشهادة آية الله النجاتي، أستقطع لكم من بيان الحجة ما شرعنه سماحة آية الله العظمى ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي "دام ظله الوارف" كما يلي:

اقتباس:
أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمطالبة بالحقوق العادلة العامة للشعب، لاتتطلب إذن الولي الفقيه، فهي مربوطة بالمكلفين . نعم تم التأكيد على أن إيقاع الضرربالآخرين في سياق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمطالبة بالحقوق يحتاج إلى إذنالفقيه . أما إذا قام المكلف بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو شخّص بأنالحصول على حقوقه المشروعة لا يحصل إلا من هذا الطريق أو ذاك فسلكه ثم وقع عليهالضرر من قبل السلطة أو غيرها، فالمسؤولية الشرعية عن ذلك الضرر تقع على من أوقعهوليس على المكلف، حتى لو علم المكلف أو توقع سلفا وقوع الضرر عليه، بغض النظر عننوع ذلك الضرر : الجرح أو السجن أو القتل أو غيره. .

اقتباس:

</span>

للمخلصين الحاذقين بفكراً نابع من قاعدة الشرع والشرعية والولاء للمرجعية العظيمة في مذهب أهل البيت "ع"، ألا ترون أن النظرة للإستاذ نظرة ثاقبة محفوفة ومطوقة بالفهم الشرعي من قادة الشرع وليس من تنظير يبحث عن شرعنة تنظيره بحسب القالب الذي رسمه لمنهجه فيخلق له مبررات ومخارج شرعية مفصلة.

من الواضح أن النظرة الثاقبة التي عبر عنها آية الله النجاتي، إنما هي نظرة تستمد إطروحتها ومنهجها من الشرع والعقيدة الرصينة، ولهذا سلم آية الله النجاتي ليعبر عن نظرة سياسية ثاقبة في الإستاذ بعد تمحيص منطلقات الفكر ومن أين يرسم هذا الشخص نظرته السياسية وكيف يخط الدرب لمنهجه السياسي.