الجمعيات السياسية .. ومهمة فرملة وعلمنة الثورة !ج
 

بسمه تعالى
الجمعيات السياسية .. ومهمة فرملة وعلمنة الثورة !!
كان دور الجمعيات واضحا منذ انطلاق ثورة 14 فبراير الرافض للثورة ولكنها سرعان مابدلت موقفها بعد نجاح الشباب الثوري لتحرف مسيرتها والسيطرة عليها , فانتقلو من قصور الصافرية الى الدوار بكل تقلهم وكوادرهم , وخصوصا بعد الرجوع الثاني .
من يلقي اليوم التهم على الثوار جزافا ويصفهم بالارهابيين تارة واخرى بالمشبوهين والمندسين وغيرها من التهم التي لاتنتهي , فضلا على اصدار الوثائق والادانات ضد الحراك الثوري المطالب باسقاط النظام .
لايتصور احد ان الموضوع بين الجمعيات والاتجاه الثوري مجرد اختلاف في المطالب , وفي الرؤية السياسية , ان الموضع يتجاوز هذا الامر بكثير والاختلاف مجرد قناع وتبرير لحراك الجمعيات الذي يتكشف اكثر يوما بعد يوم مع استمرار الثورة .
بالنسبة للمتابعين ومن يعرفون خلفيات الواقع السياسي الموجود في البحرين يدركون الدور المشبوه الذي تلعبه الجمعيات خلف قناع الاختلاف ومحاولة تجميد الثورة وفرملتها وتوجيهها باتجاه مصالحها .
ان موقف الجمعيات الاخير ضد ثورة الاعراض هو الاخر كان متوقعا ان تصل اليه الجمعيات واكثر وهي تنتظر الفرصة المناسبة للاجهاز على الثورة ومطالبها , فكان هذا الموقف اشبه بسقوط ورقة التوت عن مواقفها المعاكسة والمشاكسة للثورة مما اثار حفيظة حسابات القرى ضد الجمعيات واخرجتها من صمتها بما فيها الحسابات التي تتجنب انتقاد الجمعيات .
بدات الجمعيات في فرملة الثورة قبل خروجها من البرلمان الذي اسقطت الثورة شرعيته واصبح وجودهم فيه لاقيمة له ولاتاثير له على على الثورة , و من اكبر الجرائم التي ارتكبتها الجمعيات اجهاض العصيان المدني الذي اثر بشكل كبير على مسار الثورة .
كانت مهمة الانتقال من البرلمان ومن قصور ال خليفة الى الدوار لارجاع الثورة الى القصور والى البرلمان وهذا الامر سيتبلور اكثر مع اقتراب الانتخابات النيابية القادمة و ستتكشف بشكل واضح حقيقة دور الجمعيات .
لقد بذلت الجمعيات وعلى راسها الوفاق جهدا كبيرا بالتعاون مع اطراف اخرى على قولبة الثورة وتاطيرها , بالاضافة الى ترويضها وتهجينها وتدجينها .. وذالك من خلال تغيير شعارات الثورة وتغيير سقف مطالبها .
تحاول هذه القوى اسقاط تجربة انتفاضة التسعينات واحتوائها على الثورة اليوم حيث ادخلتها في نفق الميثاق والبرلمان من جهة ومن جهة اخرى اسباغ طابع العلمانية على الثورة وافراغها من كل المعاني والرموزالدينية .
لقد تم توظيف العمامة في انتفاضة التسعينات كديكور للحركة بينما كانت تسوق نفسها بالفكر العلماني الذي يتفهمه الغربيون , واليوم تقوم العمامة مع الاسف الشديد بالدور نفسه وذالك من خلال توظيف العمامة لاهداف علمانية تشترك فيها الجمعيات المختلطة التوجه من خلال الوفاق ومنابر الجمعة التابعة لها .
وبادراك او بدونه تحول المجلس العلمائي الذي كان يحارب العلمانية قبل الثورة الى بوابة وواجهة لمطالب الجمعيات العلمانية والى توجهاتها , ومن ابرز مصاديق هذا الامر محاولة تكريس حمل اعلام ال خليفة بدل الاعلام الثورية والحسينية , بل محاربتها .
فهل تحول المجلس العلمائي الى مجلس علماني يحارب الرموز الدينية كرايات الامام الحسين(ع) في مسيراتهم التي لاترفع فيها الا اعلام النظام !!وكيف وصل به الامر لاستنكار ثورة الاعراض !!
ومنابر الجمعة اول من وقف ضد شعارات الثورة من الموت لال خليفة وشعار يسقط حمد وكل الشعارات المناهضة لال خليفة واستبدالها بشعارات فضفاضة وعائمة وتم تغليف العمامة الدينية بالعلمانية تحت عنوان الوطنية .. وتحولت العمامة المناهضة للعبودية والى الاستعمار الى مطية مطيعة لفلتمان واسياده .
الايدي التي البست انتفاضة التسعينات ثوب العلمانية وادخلتها في نفق البرلمان , هي نفسها اليد الطولى والمؤثرة في الباس الثورة اليوم لباس العلمانية وتحاول ارجاعها الى نفق البرلمان من جديد , ومن كان يغازل الغرب بخطابه العلماني في التسعينات اليوم يلقي نفسه في احضان الغرب وسياساته .
اليوم في البحرين وبعد اعلان ثورة الاعراض , وما سبقها من خطوة تصحيحية لمسار الثورة في تشييع الشهيد حسين شرف ,بدات ثورة الوعي لتخلع عن الثورة لباس العلمانية وتلبس لباس الدين والمبدا , وتتجلبب بالحسين اهدافا وشعارا وثورة .
واليوم اصبح اكثر من أي يوم مضى التباين بين من يرفع علم ال خليفة ويفتخر به ومن يرفع علم الامام الحسين (ع) ويواجه به ال خليفة ومرتزقتهم .. واصبح اكثر وضوحا بين من يطالب ببقاء ال خليفة وبين من يطالب باسقاطهم ورحيلهم .
واليوم بعد اكثرمن 3 اعوام على انطلاق الثورة اصبح دور الجمعيات مكشوفا في فرملة الثورة وعلمنتها ومحاولة اجهاضها وارجاعها الى ماقبل 14 فبراير 2011 .
ودمتم بخير
24-04-2014