منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   سر العظماء (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1462634)

محروم.كوم 04-24-2014 03:20 PM

سر العظماء
 
سر العظماء


بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ولادة هذه الأمة وقيامها على يد المؤسِّس العظيم مُنقذ البشريَّة - صلى الله عليه وسلم - وهي تنتج عظماء لا نظير لهم في باقي الأمم، حتى في زمن الضَّعف والعجز؛ وذلك لأنها تستند إلى منهج عظيم وتحمل رسالةً عظيمة.




عظمة هؤلاء تنبعث من عظمة دينهم، فلا غرابة أن يكونوا عظماء، ومما لا بد من قوله: أنه من الطبيعي أن يقلَّ عددُ العظماء، وينخفض مستواهم في زمن الضَّعف والبُعد عن الدِّين، وسيطرة الأعداء والأهواء.

وبالتتبُّع لسيرة عظماء الإسلام يلمس الباحث أن هناك سرًّا في حياتهم رفعهم إلى هذا المستوى، وكأنه قانون العظمة الذي لا بدَّ منه.

سرٌّ تجده في سيرة أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان، وعلي، وجملة الصحابة - رضي الله عنهم - وتجده عند سعيد بن المسيب، والزُّهري، وعمر بن عبدالعزيز، وأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وابن المبارك، والبخاري، ومسلم، وعماد الدين زنكي، وصلاح الدين الأيوبي، وقُطُز، وابن تيميَّة، وابن القَيِّم، إلى محمد بن عبدالوهاب، والشوكاني، وابن باديس، والبنَّا، والمودودي، وأحمد ياسين، والألباني، وابن باز، وإلى يوم الناس هذا - رحم الله الأولين والآخرين.

لو ذهبتَ تبحث عن هذا السرِّ، ستكون بمثابة مَن يبحث عن (إبرة في كوم قَش) في ليلٍ مظلم، ولكن من فضل الله أنك ستجد مَن سبقك واستطاع أن يعرف عن القوم - بعد أن انتقلت أرواحهم إلى باريها - من أقرب الناس إليهم، وممن عاشرهم وخالطهم وعاش معهم، فُدونت عنهم قرائن وعلامات قويَّة، والتي تدل على السرِّ وإن لم تصرِّح به.

والسرُّ لم يَعدْ سرًّا بعد أن امتلأت به الكتب وتناقلته الألسن، لكنه يبقى سرًّا بناءً على الأصل وعلى طبيعته؛ فهو عمل خفي، وجُهد لا يظهر للناس إلا في النادر، ولمن كان قريبًا من ساعة الحدث أو موقعه.

إن سرَّ أولئك العظماء أنه كان بينهم وبين الله - سبحانه وتعالى - خبيئةٌ وعملٌ خاص، وصلة لا يعرفها الآخرون: مِن صلاة أو قراءة أو صدقة أو ذِكْر أو خلوة أو دعاء أو مناجاة، أو معروف أو نفع للغير أو تقرُّب بقربة يحبها الله.

وأكثر سرٍّ يشترك فيه العظماء الحقيقيين، ويكاد أن يكون مُجمعًا عليه بينهم في هذه الأمة: هو قيام الليل، والعيش مع القرآن، تدبُّرًا وتأمُّلاً، وصلاةً وبكاءً.

إن العظمة كل العظمة أن تكون صلة المرء بالله قويَّة؛ فمنها يستمد قوته وحركته وتوفيقه، ومِن هنا كان الفرق بين كثير ممن يقومون بجهود متماثلة ومتساوية، فتجد القبول للبعض ولا تجده للبعض الآخر، والسرُّ أن المقبول لديه سر لا يعرفه الآخرون.

والروح لن تبقى منطلقة ولا فاعلة ما لم يكن لها تزوُّدٌ خاصٌّ بعيدًا عن أعين الخلق، تستقي منه حيويتها ورونقها وصفاءها، بل وقوَّتها ووقودها في ميدان الحياة.

فهل يفهم من يشنف أنفه نحو العظمة ويعرف الباب الصحيح للوصول؛ ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 54].

يقول إقبال - رحمه الله -: \"كُنْ مع مَن شئت في العلم والحكمة، ولكنك لا ترجع بطائل حتى تكون لك أنَّةٌ في السَّحَر\".



نبيل عبد المجيد النشمي


الساعة الآن 10:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227