المال واحد لكادر الأئمة أو للنائب! هذا التخبط في المواقف هو الذي اربك الساحة،
 

http://albiladpress.net/web/writers/p_12.jpg2009-06-10

مازلت متألما لما جرى على عدد كبير من ائمة المساجد، عندما قبلوا بعاصفة من الهجوم بسبب قبولهم كادر الائمة.

بعضهم تعرض للتهميش، والبعض للشتم، والبعض منع من الخطابة ومن الصلاة في المسجد، وكل ذلك بحجة ان هذا المال قد يتدخل في استقلاليتهم ويصبحون خارج الاستقلال الذاتي، ويتم التفرد بهم.
اليوم من ضمن الاجابات التي قدمت للجمهور بقبول تقاعد النواب بان هناك مجموعة من علماء الدين (نواب) لو خرجوا من البرلمان دون تقاعد، ولم يحالفهم الحظ في الوصول للبرلمان المقبل في 2010 فان ذلك سيجعلهم يعانون الحياة المعيشية الصعبة.

اقول:
لماذا منع إذن ائمة المساجد من الحصول على الكادر الوظيفي والحصول على مخصصات هي من حقهم، في حين تمت مراعاة ائمة البرلمان.

ما الفارق بين الاثنين؟
لماذا هنا الباء تجر وهناك لا تجر؟

لماذا تم تهميش هؤلاء الائمة وتم تعبئة الجماهير ضدهم، وهم اخواننا وانا اعرف أن الكثير منهم شخصيا، يعانون وضعا معيشيا صعبا؟!

بل بدلا من رفض كادر ائمة المساجد كان من المفروض على كتلة الوفاق وغيرها عقد لجنة ترتيب وضع هؤلاء الائمة وطلبة العلم.

هؤلاء يجب ان نعقد لهم لجنة لتوصيل اوجاعهم وآلامهم للدولة.

اعرف طلبة علم تحسبهم اغنياء من التعفف. لا مسكن، لا راتب مقطوعا، لا تأمين على حياة، هذا اضافة الى ابنائهم الذين يحتاجون الى دعم في الدراسة وغيرها.
هؤلاء يجب ان نفكر بهم كما نفكر في انفسنا.

بالنسبة لي، تحدثت مع البعض من هؤلاء العلماء عن مثل هذه اللجنة، وهم موافقون، لكنهم مترددون خشية من ان تخرج فتوى ضدهم او يتم تعبئة الجمهور عليهم.

انا اقول: ما الفارق بين تقاعد النواب وبين كادر الائمة، فالاموال في الحالين من الدولة؟

كلنا نعلم ان جزءا من مال صندوق التقاعد للنائب سيقتطع من راتب النائب، وجزءا ستقدمه الدولة، وكذلك مال ائمة المساجد من الدولة، فلماذا هناك جيشت الجيوش وارتفع الصراخ على ائمة المساجد وهنا لا؟
الصحيح الا يرتفع الصراخ على كليهما، فكلما امنا وضع المجتمع وائمة المساجد ونواب البرلمان كلما حفظنا الجميع.

هذا التخبط في المواقف هو الذي اربك الساحة، وقلت سابقا: اتركوا الفتاوى في المجال السياسي. كم خسرنا من علمائنا الافاضل وطلبة العلم بسبب الهجوم عليهم في كادر الائمة!

وكم خسرنا من الجماهير عندما وجدت التناقض في الموقفين؟

اقيمت الدنيا ولم تقعد على تقاعد النواب سابقا، ثم تغير كل شيء.
حدث اقتطاع 1 بالمئة من المواطنين ولم نسمع شيئا.

اقيمت الدنيا على كادر الائمة باعتباره دعما حكوميا كما يبرر الهجوم، ثم تمت الموافقة على التقاعد وهو ايضا يشمل علماء دين!!

كادر ائمة المساجد اعتبر (رشوة)، وللحق هو حق لهم يجب ان ندعمه، ثم سمعنا ان تقاعد النواب (رشوة) ثم تحول الى (ليس رشوة) ولم نفهم لماذا كل هذا الاهتزاز في الرؤية؟

فترة من الفترات، مشاركة الانتخابات حرام، ثم بعد 4 سنوات تحولت الى حلال، والداخل اليها من الكتلة الايمانية.

سيأتي يوم وسترون ان قانون الاحوال الشخصية هو من الايمان، وهكذا.

اقول: ابعدوا اسلامنا العظيم عن السياسة، ولابد من المراجعة للاداء، ولابد من النقد.

فلنكن جريئين وواضحين مع الناس، لنوصل لهم خطابا واحدا حتى وان غضبوا افضل الف مرة من التردد والضبابية وطرح اكثر من خطاب.

على الجمهور البحريني ان يعيد النظر، وليبحث فعلا عن الذين يعملون ليل نهار من اجله من توظيف وحصول للوحدات السكنية ومن دعم لنسائه المشردات على الارصفة وفي المحاكم بلاقانون يحميهم.

اخرجوا من الغيبوبة، فكم من انسان ظلم من غير حق!
كم من عالم، كم من مثقف، كم من مهندس؟

اعيدوا واقرؤوا كل الخطب التي كانت تنتقد نواب 2002 وبعضهم كوادر كبيرة حرموا من البرلمان، وكانوا اكفأ واكثر خدمة للناس!!

ان هذا الجدل الجماهيري الدائر والناقد هو بداية صحوة جديدة للجميع. يجب انصاف ايجابيات الوفاق وسلبياتها وايجابيات الجميع وسلبياتهم فكلنا بشر