منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   أحببت الرافعي ، و لكن .. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1446698)

محروم.كوم 04-09-2014 08:00 PM

أحببت الرافعي ، و لكن ..
 
بسم الله ..

الرافعي ، عرفته لأول وهلة مذ قرأت مقالته في الدعوة الوهابية المباركة و دفاعه عنها ، أحببته ، أحببته إذ اجتمعت فيه صفات الخلق من كل جانب ، فهو المدافع عن القرآن ، المتصدي لتهاريف الممخرقين ، ثم هو الأديب المسيطر على مجامع اللغة و منابع الألفاظ ، فيزجيو يرخي أينما شاء و كيفما شاء ، بل – أظنه – يطرق تلافيف عقل القارئ ، فيأخذ تلابيب عطفه ، و يذهب به و يروح في رحلتي عذاب و نعيم ممتعتين شاقتين .

” لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنكليز شكسبير ، و هيكو كما للفرنسيس هيكو ، و كوته كما للألمان كوته. “
قالها له الأديب المَكِنُ ( أحمد زكي باشا ) ، و كأني به – رأي عين – قد استفز كل معاني الصدق بوعيه و إدراكه حين قالها.
لذلك أحببت الأديب الأريب القريب الغريب ( مصطفى صادق الرافعي ) ، و لكن ..
و آهٍ من ( لكن ) ، كأنك عطشًا ترى ماءً غدقًا ، ( لكنه ) أجاج ، أو حيًا في مرحٍ و زهوٍ و ريعان ، ( لكنك ) تموت.
أرأيت فعل ( لكن ) كيف يقلب الأمور و يَضِدُّ الاتجاهات ؟! كذلك فعلها بي و الرافعي.




قرأت رسائل أحزانه ، فجعل يطوف بي في أنحاء قلبه ، فمُشَرِّقٌ و مغرب ، يعلو بي حانيًا إلى السماء ، ثم – لربما – يسقطني على فقيرات ظهري بدوي هائل ، يدرك سمعه كل طبيب و محب.

تحدث فيه بحبٍ و شوقٍ و غضبٍ كاللهب عن حبيبته و عليها ، و قد وقع في حدْسي أنها ( مي الصغيرة ) ، و سندي في هذا أني أكاد أذكر سمعي و قراءتي لهذا الخبر – و ما هذا بسند – ، و دليلي أنه وقع في قلبي و استقر – و ما هو بدليل -.
دعك من حدسي و قلبي – بعقله و عطفه – ، فالرافعي قد أحب ، و الأديب إذا أحب ، فليعلم رواد أدبه و كتبه أنه قد حان لهم أن يدفعوا بسابق مديوناتهم من المتعة و السعادة و كل معاني السرور الت حازوها بسابق قراءتهم لأدبه و كتبه ، سيحييون معه ما حييت أنا من ألوان الرفعة و السقوط الأليم ، أو .. الأليمين.

قرأت للرافعي رسائله ، و صبرت و صابرت على ما وقعت من مخالفات شرعية ، و قد أخذني العجب – و لا عجب – إذ رأيت المدافع الحد و المقاتل الصد يميل جذعه و ينحني و يكاد ينقصم فيسقط أمام رياحِ فتاة هوجاء ، قلت لا عجب ؛ فذاك الحب إن صادف عطفًا بلا عقل.

حكى الرافعي عن نفسه مايزريه ، وددت لو أنه كاذب ، فمزرية الكذب أهون مما ذكر ، أو أنه صادقٌ فيما اعتذر به ، غير أنه كذب نفسه.

و عزائي برجائي أن يكون ما علمته عنه ابتداءً من نفاحٍ عن الديانة و دفاع هو الآخر ، و ما قرأته آخرًا من مزريات الصغائر هو الأول ، فالشاب اليفع في مثله يقع ، و قد قال الأولون : ” العبرة بالخواتيم “

أحببت الرافعي ، و سأظل على حبي و انتقادي ، رحمه الله.
و كتبه ؛
مصطفى نوار
16-ربيع الآخر-1435
16-فبراير-2014


الساعة الآن 09:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227