منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   من فقه القرآن : سورة المائدة 1 (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1434297)

محروم.كوم 03-30-2014 08:10 PM

من فقه القرآن : سورة المائدة 1
 
من فقه القرآن
سورة المائدة
النداء ومراتبه
(1)
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
قال الله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ... ألخ الاية)
فقه هذا المقطع القرآني الشريف في المسائل الآتية:
المسألة الأولى : "يا" حرف من حروف النداء ،وهو من أعم هذه الحروف ،وعلى كثرة وقوع النداء في القرآن الكريم فإنه لم يقع النداء إلا به .
المسألة الثانية: وحرف النداء "يا" ينادى به القريب والبعيد،وإن كان في الأصل وضع لنداء البعيد -كما قال الرازي في تفسيره -.
المسألة الثالثة :ويستفاد من المسألتين السابقتين الآتي:
أولا: أن الله تعالى محيط بكل شيء ، قريب من عباده كما أخبر عن ذلك بقوله" ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " ولهذا قال "وإذا سألك عبادي فإني قريب".
ثانيا: أن العلاقة قائمة بين العبد وخالقه لا تنقطع ، لأنه سبحانه لم يخلق الخلق عبثا،وإنما خلقهم لحكمة وهي عبادته فقال عز وجل " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"والتواصل بينهما قائم بالعبادة من المخلوق للخالق.
ثالثا: النداء بحرف "يا" من الله لعباده ، وهو حرف وضع لنداء البعيد وينادى به القريب تنزيلا له منزلة البعيد ‘إما لعظمته ،كقول الداعي : يا رب "وهو أقرب إليه من حبل الوريد"، أو للإعتناء بالمدعو له وزيادة الحث عليه "قاله البيضاوي في تفسيره"
رابعا: في نداء الله تعالى لعباده بحرف "يا" تنبيه لمن غفل منهم أو سها عن واجب الطاعة لله عز وجل ،وإن قرب تنزيلا له منزلة البعيد ،سأل الرازي في تفسيره: لم يقول الداعي يا رب يا ألله وهو قرب إليه من حبل الوريد؟فأجاب ":هو استبعاد لنفسه من مظان الزلفى وما يقربه إلى منازل المقربين هضما لنفسه وإقرارا عليها بالتنقيص حتى تتحق الإجابة بمقتضى قوله"إنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي".
خامسا: في النداء من الله تعالى لعباده دلالة على تكليفهم بالعبادة ، فيكون النداء هنا في الآية وأمثالها من الآيات هو للمكلفين بالعبادة من البشر وهم كل بالغ عاقل متصف بالأهلية.
سادسا : ونداء الله لعباده بالتكليف بالعبادة منذ الأزل قبل خلقهم ، قال في لطائف الإشارات :"ناداهم قبل أن باداهم ،وسمّاهم قبل أن براهم ،وأهّلهم في آزاله لما أوصلهم إليه في آباده".
المسألة الرابعة: والنداء في القرآن الكريم على ست مراتب:
المرتبة الأولى: نداء مدح مثل " يا أيها النبي" "يا أيها الرسول" "يا أيها الذين آمنوا".
المرتبة الثانية: نداء ذم ، مثل " يا أيها الذين كفروا" "يا أيها الذين هادوا".
المرتبة الثالثة:نداء التنبيه،مثل " يا أيها الإنسان" "يا أيها الناس" ،يريد هنا أن يأمر أمرا أو ينهى عن شيء.
المرتبة الرابعة:نداء الإضافة ،مثل "يا عبادي..".
المرتبة الخامسة: نداء النسبة ، مثل " يا بني آدم " يا بني اسرئيل".
المرتبة السادسة:نداء التسمية، مثل " يا داوود" .
المسألة الخامسة : والنداء في الآية التي بين أيادينا نداء مدح ، حيث ينادي الله تعالى المسلمين بصفة الإيمان ،وهي أحب الصفات إليهم ،وفيها ثناء عليهم بالإيمان .
المسألة السادسة: والنداء في القرآن الكريم يتنوع بين هذه الست مراتب ، ومن فوائد تنوع نداء القرآن بهذه المراتب :
أولا :بيان أصناف العباد من حيث التكليف ، فمنهم المؤمن ، ومنهم الكافر ...
ثانيا: تشريف بعض العباد بالنداء لمنزلتهم عند الله تعالى وقربهم منه تعالى ، وهو نداء الإضافة مثل " يا عبادي" فعند النداء به من الله لعباده يكاد القلب ينخلع ويطير فرحا بهذا النداء .
ثالثا : تربية العباد على نداء الناس ،إما بأسمائهم مثل نداء التسمية " يا داود" ،وإما بأحب الصفات إليهم مثل نداء المدح " يا أيها الذين آمنوا".
رابعا: تربية العباد على أنه عند الأمور التي تحتاج إلى أمر أو نهي هامّين ،فيعمم النداء أو يخصص بحسب الحاجة ، مثل نداء التنبيه " يا أيها الناس " فيه تعميم للنداء ،أو " يا أيها الإنسان" فيه تخصيص وتعميم .
خامسا : أنه لا ضير ولا إثم ولا حرج أن تنادي الكافر بهذه الصفة،وهي صفة ذم ، الدليل عليه نداء الذم " يا أيها الكافرون" ،وفي هذا أبلغ رد على من يزعم "الوسطية" ويريد أن يلغي كثيرا من حقائق الدين وأحكامه باسمها ، فلا تعارض بين وسطية الإسلام ، وبين وضع المسميات في أماكنها ،وإن كان الكافر يتحرج منها ولا يرضاها لنفسه ، فقد وهبه الله تعالى عقلا جعله مناطا لتكليفه ، فليضع قلبه وإنسانيته في موضعها التي أرادها الله .
المسألة السابعة :ٌقوله تعالى " أيها " ، "أي" : صلة إلى نداء المعرف باللام، و"الهاء" للتنبيه ، وقد أكثر القرآن الكريم من النداء على هذه الطريقة ، للتأكيد والمبالغة على كل ما نادى الله به عباده من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد وغير ذلك مما ورد ذكره في القرآن ،ليتيقظ العباد ولا يغفلوا عما يناديهم به ربهم عز وجل "تفسير الرازي".
المسألة الثامنة: وإذا كان الله عز وجل نادى عباده ، فلا حرج أن ينادي العباد بعضهم بعضا ، وأن يلتزموا بآداب النداء وأحكامه ،وهي عديدة .


الساعة الآن 07:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227