وجهة نظر حول تقاعد النواب وبعض النقاط التوضيحية اللازمة
 

لماذا سعى النواب لتأمين مستقبلهم وتركوا الناس الذين صوتوا لهم ، ولماذا قدم النواب قانون التقاعد على القوانين التي تهم الناس ، ولماذا لم يكونون زهاد وإكتفوا بالوظائف والرواتب السابقه ؟؟؟

للإجابه على هذه الأسئله هناك بعض النقاط التوضيحيه التي تقرب القارئ للإجابه .

1ـ النواب هم ليسوا من القمر أو بلاد أخرى أو هم ليس لهم رب ، أي لو أن النائب قدم الناس على نفسه فيمكن أن نعتبره إجحافا من الناس للنائب ، لأن النائب أيضا جزءا من الناس .

2ـ هل هناك إشكال شرعي أو قانوني أو حتى أخلاقي على إستلام النواب لراتب تقاعدي ، وأتحدى أي شخص أن يجلب لي هذا الاشكال ( من الخطب المعاصره للقانون الحالي وليس السابق )

3ـ هل سعى منكم وسأل أحد النواب هذه الاسئله ورد عليه بأجوبه غير مقنعه ، أي بأن النائب يريد تأمين مستقبله فقط لا غير أو أنه يخاف أن لا يهمه سوى مصلحته الشخصيه ، أو أنه قد تم شراء ذمته بالمال .
أو كانت كل تحليلاتكم مبنيه على تخيلات وتصورات وأحيانا عداوات .

أقول لكم (( وهذا تحليلي الخاص )) أن :

والنواب وأقصد هنا بالدرجه الأولى نواب الشعب الحقيقيين الذين يعملون من أجل الشعب وهم نواب المعارضه (الوفاق) ، هم جزء من الشعب وهم عاشوا ويعيشون معاناة الشعب ، وهم من المخلصين الذين كانوا وما زالوا يعملون لله وللشعب ، ولم يظهر لحد الآن أي موقف ينافي ذلك منهم ،فهل إنهم لا يستحقون التقاعد فقط لأنهم نواب والشعب أولى بذك ، فذلك إشكال مردود عليه ، لأن النواب جزء من الشعب ، وأن التعدى عليهم وحرمانهم من حق من حقوقهم لأنهم جزء من الناس يعتبر إما حسد ، أو حقد ، أو محاوله لتشويه صورتهم أمام الناس من أناس معروفه أهدافهم .

ثم أنه أتحدى أي شخص أن يقدم لي دليل وإشكال شرعي أو قانوني على القانون وأنه إستلام المال حرام ، أما بخصوص إنجازاتهم وإنعدام الإنجازات ( حسب ما يدعون بعض المشككين ) فذلك لا يدعوا الى تحريم حصولهم على حق من الحقوق ، لأنهم إذا وجد أن هناك شخص من النواب أو البلديين أو الشوريين قد أخلص في العمل وجاهد وسعى ولكن لم نتحصل على نتيجه فذلك ليس من تقصيره وضعفه ، بل من تقصير الحكومه التي منعته من ذلك ، ولكن هناك من البلديين والنواب الذي يشهد لهم بالكفاءه والعمل ، وتحقيق بعض الانجازات ، فمن يملك الحق في حرمانهم من حق من حقوقهم ، والنواب القادمين والبلديين ، عندما يحققون إنجازات ملموسه للناس ألا يستحقون راتبا تقاعديا على إنجازاتهم ،
فإذا قلتم نعم فإن القانون سوف يسري على الكل في الحاضر والمستقبل ، فهو أمر جيد ،
وإذا قلتم لا ، فذلك تناقض في قولكم بإنهم النواب الحاليين لم يفعلو أي شيئ فلا يستحقون ، والقادمين حققوا إنجازات فلماذا يحرمون إذا .

فعندما يقوم النائب الذي يعمل سابقا موظفا بسيطا في وزارة الصحه ويقوم بالتحرك لكشف فضائح وزارة الصحة وإستجواب الوزير وعمل لجان تحقيق ، والكشف عن بعض الحقائق والفضائح في الوزاره ، فهل تتوقون منه أن يعود بكل سهوله وسلاسه لوظيفته السابقه ، ومن يضمن له عمل مناسبا بعد إنتهاء دورته النيابيه ، وأيضا أن ذلك النائب عندما يجد أن مستقبله سيكون أسود وذلك لتحركه للكشف عن فضائح الوزاره ، فإنه سيتردد حفاظا على عودته لوظيفته السابقه .
أما بوجود راتب تقاعدي ، فإنه سيجعل من الكفاءات التي هي الآن تعمل في وظائف جيده أنها لن تخاف من الترشح للمجالس اللاحقه والعمل بكل ما أوتيت من قوه لفضح الحكومه والرقابه والتشريع ، لأنها لا تخاف على مستقبلها الوظيفي ، ولا تخاف من أي وزير مستقبلا .

فخلاصة الكلام هو أن القانون هو في الاساس من صالح الشعب والناس أولا ، فلو نظرنا الى ما هي المصلحه الاهم ،
أـ هل هي تحقيق مكاسب آنيه وقليله في أسرع وقت مع خسارة كفاءات وأمور تنفعنا مستقبلا .
ب ـ التأسيس لقاعده ولمرشحين مؤهلين لا يخافون من المجهول ويستطيعون العمل بكل حريه وإستقلاليه ويستطيعون تحقيق مكاسب للناس ولو على المدى البعيد ، ولكن تكون المكاسب مدروسه وقويه تخدم الكل .

بالطبع الوفاق تعمل لتحقيق النقطه الثانيه ، فهي تحاول أن تأمن للعضو النيابي مستقبله حتى لا يقع في الابتزاز عندما يكون في المجلس ، فالنائب البرلماني الذي يكون مؤمن لمستقبله يكون عمله أكثر حريه وإستقلاليه ويستطيع محاسبة أي وزير ومسؤول من غير أن يبتز ويسكت بواسطة المال والتهديد بالفصل أو التضييق عليه مستقبلا ، وخصوصا إذا كانت هذه الكفاءه في وظيفه ممتازه ، وهو يخاف على مستقبله .
فعند ذلك يكون أداء النائب والكفاءات الموجوده أقوى وأكثر ضغط على الحكومه لتحقيق المطالب والحقوق .

(( فلذلك يكون التصويت على القانون في صالح الشعب والناس ، والنواب هم من الشعب ، وهو نافع للجميع ،فهو مقدمه للتأسيس لقاعدة قويه للعمل النيابي في الحاضر والمستقبل ، والعمل السياسي يحتاج لنفس طويل وتكتيك ، وقد تستغرق بعض الأعمال سنين حتى تتحقق المطالب ، فلذلك يحتاج هذا العمل السياسي الى مقدمات وقاعده قويه لكي يسير عليها بصوره توصلنا الى تحقيق المطالب العادله للجميع ))


هذا الموضوع مكتوب بقلم ( خادم الامام الحسين ( ع ) .