منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   ​* إشكالات حول الخطاب السياسي: في موضوع "نبذ العنف" (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1411491)

محروم.كوم 03-11-2014 05:10 PM

​* إشكالات حول الخطاب السياسي: في موضوع "نبذ العنف"
 
إشكالات حول الخطاب السياسي: في موضوع "نبذ العنف"

http://luluawal.no-ip.org/news/photo...1387210114.jpg
أصلها ثابت - لؤلؤة أوالبقلم الشيخ عارف

ليس الحديث في هذه الأسطر عن صحة خيار (العنف) من عدم صحته في ظروفنا الحالية، وإنما الحديث عن (الخطاب السياسي) حول موضوع (نبذ العنف)، فهذه الإشكالات التي سأسجلها بعد قليل تنسجم أيضاً حتى مع الرأي الذي يلتزم بالسلمية و(نبذ العنف) للوصول للأهداف، فالاشكاليات منصبة أساساً حول الخطاب السياسي، وليس الخيار السياسي.
وأشير في البداية أيضا أني غضضت الطرف عن معنى العنف، وما هي الممارسات الداخلة والخارجة عنه.
- ملامح الخطاب:
في البداية وقبل تسجيل الاشكاليات لا بد أن أشير الى بعض ملامح الخطاب السياسي في البحرين حول موضوع (نبذ العنف):
• تعدّد المنابر والجهات: فالمتابع للواقع السياسي في البحرين يلاحظ أن مسألة نبذ العنف تصدر من الكثير من المنابر، فالمنابر الدينية ومن أعلى المستويات تركز على (نبذ العنف)، وكذلك المنابر السياسية من جمعيات وهيئات وغيرها، إضافة إلى الرموز السياسية.
• تعدد المناسبات (التكرار): ومن الملاحظ أيضا أن نبذ العنف يتميّز في الخطاب السياسي بالتكرار في كل المناسبات تقريبا، حتى لا تكاد تجد خطابا سياسيا إلا ووجدت فيه هذه المفردات (نبذ العنف) و(السلمية).
• تأصيل ديني: ويلاحظ القارئ للخطاب السياسي في بعض الأحيان أن (نبذ العنف) أصبح يُؤصّل له دينيا وقيميا من خلال القيم الإسلامية!
• خيار استراتيجي: ويستطيع أي قارئ للخطاب من خلال الملاحظات السابقة أن يصل لنتيجة أن (نبذ العنف) و (التمسك بالسلمية) خيار استراتيجي لا يمكن العدول عنه تحت أي ذريعة، بل تجد ذلك تصريحا عند بعض السياسيين بأن هذا (خيار استراتيجي).
- اشكالات حول خطاب (نبذ العنف):
بعد أن مررنا سريعا على ملامح هذا الخطاب، أسجل هذه الاشكالات السريعة وفقا للملامح السابقة:
• إشكال منهجي:
إنّ التركيز في بعض الخطابات على أن التمسّك بالسلمية، و(نبذ العنف) خيار استراتيجي يتوجّه له إشكال منهجي، وذلك أن العنف ليس مذموما بالمطلق، بل قد يلجأ الإسلاميون إلى خيار العنف قبال أعداء الله وإرهابهم بالعدة والعتاد، وهذا الاستيحاش من لفظة (العنف) ليس له محل في الفكر الإسلامي.
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ في‏ سَبيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ)
وقال تعالى: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمين..)
وقال تعالى: (فمَنِ اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى‏ عَلَيْكُم)
ويقول الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله):
"العنف و اللاعنف لازم و ملزوم طبعاً. في موطن ما يجب أن تمارسوا العنف، و في موضع آخر يجب أن لا تمارسوه. بعض الذين يرغبون بالتشدق بحقوق الإنسان و اللاعنف علي مستوي العالم يرتکبون أسوء صنوف العنف و أقبح أعمال القتل، ثم يتحدثون عن المرونة و مکافحة العنف و ما إلي ذلك! التحدث عن العنف أو اللاعنف بالإطلاق کلام مفتعل. حقيقة الأمر أنه يجب التصرف بنحو حاسم و دون مسامحة و إذا اقتضت الضرورة بعنف في المواطن المناسبة، و لکن ينبغي في مواطن أخري التصرف بمنتهي المرونة و اللطف و الاحترام. ينبغي المحافظة علي هذه الأمور إلي جانب بعضها.."
• إشكال سياسي:
أ-هذا النمط من الخطاب يعطي النظام والسلطة اطمئنانا بأن أيدينا سوف تبقى مرفوعة للأعلى ولن نرد مهما كانت النتائج، فيجعله يتمادى أكثر فأكثر في عنفه وهتكه للحرمات! وهذا ما نشاهده عمليا.
وهذا خلاف المراد من الآية القرآنية التي تأمر المؤمنين بالتأهب حالة كون هذا التأهب يُرهب العدو. إنّ حالة الرّدع للعدو مطلوبة في إعداد القوة في حد ذاتها، والتأكيد على (نبذ العنف) و(التمسك بالسلمية) بالملامح التي مرت ينافي حالة الردع هذه.
قال تعالى: (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُم...)
ب- هذا النمط من الخطاب يعطي الضوء الأخضر –سياسيا- لضرب الحركات الجهادية الميدانية تحت ذريعة وجود العنف، وهو ما استفادت منه السلطة فعلا في اتهام الحركيين بالعنف.
• إشكال اعلامي:
أ- يُفهِم هذا الخطاب –إعلاميا- بوجود عنفٍ في الشارع، وهو ما يستدعي هذا التكرار في التأكيد على السلمية، ومن أعلى المنابر.
ب- هذا النمط من الخطاب يُغيّب المطالب الأساسية للثورة –أيا كان سقفها- في الإعلام، ويُبرز بدلاً عن ذلك قضية (العنف) كملفٍ طافح على السطح. والحال أن الخطاب السياسي المحنك يجب أن يُرجع أسباب (العنف) –لو وجد- إلى
السلطة، ويُحمّلها مسؤولية ذلك، فتبرز بذلك القضايا الجوهرية اعلاميا. وهذا ما أشار له سماحة العلامة المجاهد الشيخ عبد الجليل المقداد في بيانه الصادر من داخل السجن بتاريخ 14/12/2012: "...والخشية ان يكون الهدف إستدراجنا لهذه الإدانات مرٌة بعد مرة , حتى يصبح العنف وإدانته هما العنوان الأبرز ، ويغيب عنوان قضيتنا وإننا شعب مسلوب الحقوق ، مهدور الكرامة يسعى من أجل إسترجاع كرامته والمطالبة بحقوقه"• إشكال تربوي وفكري:
هذا النمط من الخطاب يُربّي الأمة – سواد أراد الممارسون لهذا الخطاب ذلك أو لم يريدوا- يُربّيهم على نبذ مفاهيم (الجهاد والمقاومة والردع والدفاع المقدس..) وغيرها من المفاهيم الإسلامية الحركية. فلو أراد القادة في يوم ما استخدام هذه المفاهيم عمليا فسوف يجدوا أمامهم ثقافة مضادة ترفض هذه المصطلحات لأنها ببساطة: (عنف)!
وهذا ما لمسته شخصيا عند بعض المتدينين، وللأسف، الذين تشبّعوا بخطابات (نبذ العنف) و(التمسك بالسلمية)، فتشوّشت عندهم المفاهيم والقيم.
والأدهى والأمر أن تجد بعض (المثقفين) أو (السياسيين) الذين يملؤون الساحة الآن يحملون هذه الأفكار، وهم موجودون داخل مؤسساتنا الإسلامية والسياسية، وألمس بوضوح تغلغلهم للمناصب القيادية فيها، وهذا ما يُنذر بخطر ثقافي وفكري كبير سوف تظهر آثاره في المستقبل.
يقول الامام الخامنئي (دام ظله):
"..أصبح بعض المسلمين يخجل من طرح تلك المفاهيم الإسلامية، مما حدى ببعض العلماء والكتاب المسلمين أن ينكروا وجود موضوع الجهاد في الإسلام، بل قالوا جهادنا هو دفاع فقط.
ماذا يعني هذا الكلام الهزيل؟! إن الله سبحانه يقول جاهدو في سبيل الله، وهؤلاء يقولون لا يوجد عندنا جهاد وإنما هناك دفاع، فالله تعالى يقول في قرآنه: (إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار)، وهؤلاء يقولون إن الجهاد في سبيل الله ليس هو الجهاد الابتدائي وإنما الجهاد الدفاعي فقط!
إن هذه الأفكار نشأت على إثر الإعلام والتبليغ المسيحي الذي يكرر دوما أن الحرب وسفك الدماء هو شيء قبيح ولا بد من الصلح والسلام، وقد صدق المسلمون هذه الترهات فأصبحوا أذلاء جليسي بيوتهم بعد أن كانت راية العزة ترفرف على رؤوسهم لقيامهم بفريضة الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
إن أولئك الذين كانوا يدعون إلى الصلح والسلام والرحمة، ويشينون على المسلمين جهادهم في سبيل الله قاموا بذبح وقتل المسلمين وتشريدهم في شتى بقاع الأرض واليوم تشاهدون ما يقوم به هؤلاء...."
والحمد لله رب العالمين



الساعة الآن 11:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227