لماذا كل هذا الانزعاج من تقاعد النواب؟
 

لماذا كل هذا الانزعاج من تقاعد النواب؟
فاضل عنان
لا أدري لماذا كل هذه الضجة حول تقاعد النواب، فالقانون الذي أقر في آخر جلسات النواب لم يكن يعني النواب فقط، بل كان يضبط في الدرجة الأولى رواتب ومكافآت الوزراء الذين لم يكن الناس يعلمون كم يتقاضون، ولا يمكن لأحد أن يسألهم (من أين لك هذا؟)، كما أن الشوريين أيضا، وأغلبهم من التجار ورجال الأعمال، لم نجد حولهم الضجة المفتعلة بشأن تقاعد النواب، وكذلك النواب نجد أن الحديث يدور في أوساط المعارضة، فيما لم نجد من قواعد كتلتي المنبر والأصالة الرفض الذي وجدناه في أوساط المعارضة، وكأن الحديث يدور حول كتلة الوفاق بالتحديد.
في حديث جرى بيني وبين الأمين العام لجمعية ''وعد'' إبراهيم شريف، أوضح شريف أنه ليس ضد مبدأ تقاعد النواب بل أنه ضد النسبة التي يأخذها النائب من هذا التقاعد، بمعنى أنه مع مبدأ التقاعد، ولكن الحديث يدور حول ما يتقاضاه من راتب تقاعدي، مشيرا إلى أن النائب يجب أن لا يميز عن بقية المواطنين، وأن على النواب مساواة أنفسهم ببقية المواطنين الذين يعملون ليل نهار وبعد ثلاثين سنة من العمل الشاق لا يحصل على أكثر من 60% من راتبه.
في جميع الأحوال، مبدأ التقاعد مبدأ غير مرفوض، وهو مبدأ متفق عليه، ونحن نتساءل لماذا لم تثر المسألة بالشكل المنطقي، ولماذا كل هذه المزايدات ضد تقاعد النواب، لماذا لم نجد ندوات تناقش رواتب الوزراء والمزايا التي يحصلون عليها، أليس الوزراء كذلك كبقية الناس، لماذا لا يساوى الوزير مع بقية المواطنين في كيفية احتساب الراتب التقاعدي له؟
في رأيي أن المشكلة التي أثارت الشارع ضد تقاعد النواب ثلاثة عوامل رئيسية، الأول هو استهداف نواب المعارضة الذين خرجوا من رحم المجتمعات الفقيرة والمحرومة، وبالتالي فإن راتبا تقاعديا 1600 دينار عن 8 سنوات خدمة يعتبر راتبا عاليا جدا قياسا بما يتقاضاه المواطن في هذه المجتمعات التي خرّجت النائب الوفاقي بالتحديد، الأمر الثاني أن شارع المعارضة دائما ما ''يستخسر'' في نوابه أية مزايا، فهو يسعده أن يجد المعارض في السجن وبسيارة (ون أي تي بي 1980) أما أن يجده في سيارة مرسيدس فهذا أمر كبير!!!
أما الأمر الثالث، فهو أن الموضوع أثير إعلاميا بصورة موجهة، رأى فيها البعض فرصة للمزايدات، ولعل أحد النواب الذين كانوا مقاتلين شرسين من أجل الحصول على هذا الراتب وجدناه في ليلة وضحاها من أشد المعارضين لهذا الراتب التقاعدي، وطبعا ليس زهدا في الراتب بل نكاية في الوفاق، ووجدت بعض الوسائل الإعلامية انسجاما مع أهداف هذا النائب لدرجة جيّشت واستنفرت كل أدواتها لإيصال رسالة مفادها أن بعض النواب ترفهوا على أكتافكم يا معارضة.

الوقت


مجرد سؤال للسيد فاضل:
لماذا انسحبت من ندوة تقاعد النواب؟؟؟