بحرينيون بلا ختم
 

نافذة

بحرينيون بلا ختم

أمل العرادي@ أسواق


هناك عند بوابة مركز الانتخاب 2006 في محافظة المحرق، تحديدا الدائرة الخامسة، جلست لأخذ قسطا من الراحة بعد أن أضناني التنقل بين الدائرتين الخامسة والسابعة للمحافظة، لفت انتباهي «خميس» رجل خمسيني يجر معه طفلا لم يتجاوز التاسعة، ويمسك بيده الثانية بإحكام شديد، جوازه الأحمر، شدتني ملامحه التي تكاد أن تنطق بأصالة أهل مدينة المحرق العريقة، فقفزت أمامه واستوقفته، وبعد التحية، سألته من ستنتخب؟
فقال وكاد ينتحب: لا أعي أهمية الانتخابات، فهم لا يفعلون شيئا؟ ما إن يدخلون البرلمان حتى ينسوا؟ إذاً لماذا ستنتخب؟ سألته، فأجابني بمرارة: يقولون إنهم يختمون جواز كل من ينتخب – وهو يرفع جوازه الظاهر بيده عاليا – ومن لا ينتخب لا يحصل على الختم، وأنا بحريني، وإذا كانت الانتخابات تحدد بحرينيتي، فأنا بحريني أصلا، سأنتخب لأحصل على ختم الجواز.
خميس مضى داخل قاعة التصويت، وهو لم يقرر بعد لمن سيمنح صوته.
استعداد البحرين لاستقبال حقبة برلمانية ثالثة، أنعشت ذكريات تغطية الحدث قبل وبعد الانتخابات، وأجواء تنافس المرشحين للفوز بمقعد في البرلمان، وهو ما سنشهده في الانتخابات البرلمانية العام المقبل.
قبل التصويت يكون الناخب «الآمر الناهي» بكل ما تحمل هذه العبارة من معان، ويكون المرشح المنفذ المطيع، وما إن يضمن المرشح كرسيه البرلماني حتى تنقلب الأدوار رأسا على عقب تماما.
بدليل أن بعض المرشحين ما إن انتقلوا من مرحلة «مرشح» إلى «نائب»، بفضل صوتي وصوت غيري، حتى يباشروا بتغيير أرقام هواتفهم، معللين ذلك بكثرة إزعاج الناخبين لهم، وزيادة طلباتهم في جميع الأوقات، متناسين عندما كانوا يتوسلون الأصوات، ويرسلون السيارات الخاصة إلى أمام منازلنا يطلبون منا الإسراع بالتصويت والترشيح، وكلا يرمي علينا وابلا من الوعود!
كثيرا ما أسمع أن للفرد نصيبا من اسمه، تجلى ذلك عندما قررت منذ عام 2006 أن أمنح صوتي لمرشح يمثلني تحت قبة البرلمان، وأنا على ثقة أني لست بحاجة إلى «ختم» يثبت ويؤكد هويتي البحرينية، ولكن أملا وتطلعا إلى تطوير الحاضر ورقي المستقبل، ولكن في الوقت عينه اتخذ من قول الرسول «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، حكمة حياتية أحرص على العمل بها.
***
ردا على الاستفسارات التي وردتني فيما يتعلق بمقال الأسبوع الماضي «سيارات لندن تنتظر»، الشركة المقصودة هي شركة جديدة لسيارات الأجرة تستخدم سيارات ذات الطراز اللندني، يتم استيرادها من شركة (LTI) ومقرها المملكة المتحدة، وبدأت أعمالها في البحرين أخيرا.
وأطلقت الشركة العربية لسيارات الأجرة خدماتها باستخدام مجموعة مكونة من 200 سيارة أجرة ذات طراز موحد، وتحمل علامة الشركة التجارية، وتهدف شركة التاكسي العربية، التي تم إنشاؤها في إطار مبادرة مشتركة من قبل مجلس التنمية الاقتصادية، وبنك البحرين للتنمية، إلى تقديم خدمة مواصلات رفيعة المستوى في المملكة.

المصدر

http://aswaqnews.net/Column.aspx?Id=413&IssueId=18