منتدى استراحات زايد - تحذير: مقال رائع بعنوان جواسيس ضد الأمة بين الماضي والحاضر

الحمدلله وحدة والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

..
في سالف الزمن كانت الإمبراطوريات والممالك حينما تريد غزو ديار غير معلومة مدنياً لها أو كانوا يهابونها عسكرياً كانوا يلجؤون إلى تجنيد العملاء والجواسيس في تلك البلاد لدراسة نبض الشارع فيها ونقل الأخبار الدورية عن طبيعة ووضع تلك البلاد
لأن خطة الغزو حتى ترسم بعناية تتطلب بالدرجة الأولى معرفة بنقاط الضعف والقوة لتلك المجتمعات
كأحوال المعيشة وطبيعه أهل الديار وقوة البلد العسكرية والإقتصادية ومدى ولاء الشعب للحكام وما إلى ذلك
فكان بعض الجواسيس يتعايش مع هذه المجتمعات لسنين طوال قد تصل الـ 10 والـ 20 سنة حتى يخرجوا في آخر المطاف بفكرة موسعه عن طبيعة هذه الديار وليعرفوا طريقة التخطيط المناسب لغزوها وليحددوا بناء على المعلومات التي لديهم من أين تؤكل الكتف ولنا في قصة جواسيس الأندلس الذين أسقطوا الخلافة فيها خير عبرة ومثال .

أما الآن فقد أصبح الأمر أكثر بساطة ، فمع صعوبة تجنيد الجواسيس والعملاء في البلدان العربية وخصوصاً في الجزيرة العربية وبحكم أننا شعوب تقتات تقنياً على ماينتجة الغرب لجأ أعداء الأمة إلى إنشاء تطبيقات وخدمات إلكترونية مجانية معقدة البرمجة والتشفير يصعب قراءة مصدرها البرمجي يستطيعون من خلالها دراسة طبيعة الشعوب بل وقراءة أفكار الأفراد ويعرفون أغلب المشاكل الاجتماعية التي تواجه هذه الشعوب بل وبدلاً من أن يجندوا جاسوس او إثنين أو حتى 100 أصبح لديهم في العائلة الواحدة أكثر من جاسوس يمدهم بالمعلومات من حيث لايعلم بل وقد يعلم ويعتقد أن إستخدامه لهذه التقنيات طبيعي بحكم أنه شخص غير مهم ومحادثاته شخصية وليست ذات فائدة لمن يتجسس (بإعتقاده) ويمشي على مبدا واثق الخطوة يمشي ملكاً
ولايعلم المسكين ان واثق الخطوة هذا قد يكون سبب في تسريب معلومات مهمة بمحادثاته السطحية التي تاخذها دوائر المخابرات على محمل الجد ويحللونها ويستخرج من المعلومة الواحدة الف سيناريو وفكرة
فهذا الجاهل تقنياً لايعلم أنه أداة تستخدم لتحليل نبض الشارع في المجتمع الذي يعيش فيه

بالمحصلة تستخدم هذه المعلومات في محاربة تلك المجتمعات فكرياً وعقائدياً وإعلامياً بل إنهم قد يصلوا إلى معلومات تفيدهم عسكرياً وكل هذا من ألسنتنا ومما تنطقه افواهنا ومما تكتبه أيدينا بل وقد يحللون هذه المعلومات ليصلوا إلى أفكار خبيثة يحولونها إلى سموم فكرية تبث عبر هذه الوسائل ليصادموا تلك المجتمعات ببعضها ويبثوا العداوات والعادات اللاسوية بين افرادها ومن لديه إطلاع في علم هندسة النفس البشرية يعرف معنى كلامي هذا جيداً .

أما من الناحية العسكرية فتفيدهم مثل هذه الاساليب في رصد وتتبع بعض النشطاء السياسيين والمقاومين والعلماء بل انني أجزم أن كل المكالمات والرسائل بل والأماكن التي رصدت عبر الـ gps من خلال هذه التطبيقات تحفظ بشكل دوري على سيرفرات تمكن الجهة المبرمجة من الرجوع لمحادثات فلان او علان في أي وقت شائوا
فأحذر ايها المسلم أن تكون صيداً سهلاً لأعداء الله فاليوم أنت مواطن بسيط وغداً قد تكون سياسي أو مجاهد تشكل لهم خطر ، فمثل هذه السجلات والتسجيلات تفيدهم بأن يدرسوا نفسيتك وطريقة تفكيرك بل قد تقودهم للدلالة عليك وعلى مكانك فبعض هذه التطبيقات تقوم وبدون علمك باخذ نسخ احتياطية لمحتويات جهازك والإحداثيات التي تواجدت بها بشكل دوري وبطريقة احترافية وسلسه لاتثير الشك

مختصر القول: هذه التطبيقات والخدمات جواسيس هذا العصر وصممت لتكون مشاريع إستخباراتية يستفاد منها على المدى البعيد تتيح للعدو الحصول على معلومات حساسة عنك قد تكون أنت تجهلها عن نفسك .

والحمدلله رب العالمين