![]() |
من صفات المنافقين: وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره : هذه صفة الكافر والمنافق الذاهب بنفسه زهوا ، ويكره للمؤمن أن يوقعه الحرج في بعض هذا . وقال عبد الله : كفى بالمرء إثما أن يقول له أخوه : اتق الله ، فيقول : عليك بنفسك ، مثلك يوصيني! قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في فوائد الآية : 1- أن هذا الرجل الموصوف بهذه الصفات يأنف أن يؤمر بتقوى الله؛ لقوله تعالى: ( أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ) فهو يأنف، كأنه يقول في نفسه: أنا أرفع من أن تأمرني بتقوى الله عزّ وجلّ؛ وكأن هذا الجاهل تعامى عن قول الله تعالى لأتقى البشر: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) ؛ وقال تعالى في قصة زينب: ( وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) 2- ومنها: البلاغة التامة في حذف الفاعل في قوله تعالى: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ )؛ ليشمل كل من يقول له ذلك؛ فيكون رده لكراهة الحق. 3- ومنها: التحذير من رد الناصحين؛ لأن الله تعالى جعل هذا من أوصاف هؤلاء المنافقين؛ فمن رد آمراً بتقوى الله ففيه شبه من المنافقين؛ والواجب على المرء إذا قيل له: « اتق الله » أن يقول: «سمعنا، وأطعنا» تعظيماً لتقوى الله. 4- ومنها: أن الأنفة قد تحمل صاحبها على الإثم؛ لقوله تعالى: ( أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ) 5- ومنها: أن هذا العمل موجب لدخول النار؛ لقوله تعالى: ( فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ) 6- ومنها: القدح في النار، والذم لها؛ لقوله تعالى: ( وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ )؛ ولا شك أن جهنم بئس المهاد."اهـ |
الساعة الآن 05:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir