منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   اتق شرّ من أحسنت إليه (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1379936)

محروم.كوم 02-14-2014 05:50 AM

اتق شرّ من أحسنت إليه
 
عبارة لطالما استخدمها الانسان كثيرا عندما يصادفه بعض المواقف السلبية من التعامل مع بني البشر من واقع تجربته الشخصية في هذه الحياة.. يستخدمها الكثير وبمرارة لأنها وليدة تجربة، ولأنها غالبا ما تأتي لتخاطب جراحهم ويجدون فيها نوعاً من السلوى.

من الأمراض الاجتماعية المتفشية بين الناس في وقتنا الحاضر نكران الجميل وهي صفة مذمومة تساهم بشكل كبير في اتساع الفجوة بين القلوب وتتنافى مع طبائع النفوس السوية، التي طُبعت على حب مَنْ أحسن إليها.

نواجه في حياتنا اليومية نماذج من الناس فمنهم من امتلأت قلوبهم بالمحبة وعمل الخير والتفاني في خدمة الآخرين والمجتمع الذي يعيشون فيه، ومنهم من اختاروا الشر طريقا ومنهجاً لهم في هذه الحياة وهو أسلوب وسلوك اعتادوا عليه في تعاملهم ظناًً منهم أنهم يسيرون في الطريق الصحيح وفي الحقيقة إنما هم اختاروا الطريق السيئ المؤدي الى الشر والظلام والقسوة.

غالباً ما يكون لديك أشخاص في هذه الحياة تربطك بهم علاقة وشيجة، تهديهم أحاسيسك بكل معانيها، تقف بجانبهم في كل وقت في الشدة والرخاء، تقاسمهم الأفراح والأتراح .. ثم يأتي صولجان المقادير وتنقلب هذه المعاني في القلوب إلى جمود المشاعر والنكران، ويبادلونك بكل أنواع الشرور..

مؤلم جداً ان يأتي اليوم الذي تشاهد فيه ان من كنت له سنداً، كان لك ضداً ومن كنت له عوناً وناصراً، يغتال الود والوشيجة ويصبح أول الغائبين وأكثر المعتذرين عند وجودك بأزمة او ملمة من حوادث الدهر .. لأنك الوحيد الذي يحرجه حضورك، فكلما رآك ذكّرته بفترة ضعفه، فصراعه النفسي مع كبريائه لا يحب من اسدى اليه معروفاً وصارت له اليد العليا في شأن من شؤونه..




حقاً لا أمل يزدهر ولا ناشئة ود تبقى ولا سعادة مرجوة تتم مع هؤلاء.. جمرات في القلب من الأسى ليس لها الا الصبر الجميل!!

ومهما يكن فإن الجحود قطعاً لن يؤثر في شلال المعروف ولن يلعب دوراً سلبياً في تغيير السجية النبيلة، ولن يؤثر في الرغبة في إسداء الأيادي البيضاء للآخرين دون انتظار النتيجة، لنبرهن حقاً بأن نوازع الخير تطغى على الجوانب المظلمة في نفس ذلك الجاحد من أنانية وحب للذات، فالنفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الفضل.

إننا والحالة كذلك في حاجة إلى أن يقف كُلٌّ منَّا وقفة مراجعة مع نفسه من وقت لآخر؛ ليتأكد أنه في علاقاته مع غيره يسير على الطريق السوي الذي يكون سبباً في سعادته، وطريقاً لارتقائه في التعامل مع غيره، فلا يُنكر لهم حقاً، ولا يجحد لهم معروفاً.

مهلاً ايها الطائر الذي لا يطير عن الارض وانت تعزف وحدك نغما نشازا في أنشودة العلاقة الإنسانية بين البشر، فالمسافة التي تفصل بين الاعتراف بالجميل ونكرانه تجعلنا على قناعة بأنك ستعود يوماً ما إلى رشدك وتعود إلى طبيعتك ليكون وجه الحياة جميلاً.. والله من وراء القصد..


بقلم :عبدالعزيز بن مسفر القعيب


الساعة الآن 08:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227