http://www.traidnt.net/vb/images/img...14/02/1111.jpg

لجميع الناس اهتماماتهم الخاصة، البعض يجمع الطوابع و القطع القديمة، البعض الآخر يعزف على آلات موسيقية أو يهتم بالأعمال اليدوية واصلاح الأشياء القديمة، بينما يكرس آخرون أوقات فراغهم لممارسة رياضتهم المفضلة. كثيرون يفضلون القراءة، لكن كل شيء يتوقف على ماذا نقرأ ولماذا؟ هل نكتفي بقراءة الصحف اليومية، الأفلام المصورة والمجلات الأسبوعية، أم أننا نتجاوز ذلك لقراءة شتى أنواع الكتب دون مراعاة مجال تخصصنا بهدف الفهم والمعرفة والتثقيف؟

دعني أبدأ معك بسؤال: ما هو أهم شيء في الحياة؟ إذا سئلت جائعا سيجيب الطعام، وعندما تسأل الفقير يقول المال، والذي يرتجف من شدة البرد سيقول الحرارة. لكن هل هناك ما هو أبعد من هذه الحاجيات اليومية؟ أعتقد نعم! إن كنت محامياً فبالتأكيد سيكون اهتمامك بالقانون وقضاياه كبيراً، كذلك الأمر إن كنت فزيائيا، رياضيا، مُبرمجا، صحفيا … حتماً ينبغي أن تُحب ما تفعله لكي تكون أكثر تألقا وعطاءاً. وكلما ازدادك حبك لشيء ما ستجد نفسك تحتاج للتحدث عنه أكثر، لتعبر للآخرين كم هذا الشيء رائع في نظرك، أو قد تذهب أبعد من كل هذا وترغب في تعليمهم هذا الشيء! ماهي الطريقة البسيطة، الجاهزة، المنظمة، والحرة لتقوم بذلك؟ بما أنك تقرأ هذه المقالة فأنت تعرف الجواب جيدا من خلال العنوان.

أنا هنا لا أعطيك تعريفا للتدوين، لكن يجب أن تعلم أن العديد من الأشخاص اختاروا عالم التدوين من أجل الكتابة عن ذلك الحيز الذي يشغلونه في الحياة، عن حياتهم المهنية، أو دورهم التعليمي… لكن سرعان ما وجدوا أنهم إضافة إلى ذلك أصبحوا مدونين، ولو كنت تتابع القنوات الإخبارية لربما تكون صادفت حوارا مع شخص ما مُعرف ب “المدون الفلاني”. ما يجب أن تعرفه هو أنه لا يوجد شخص كل ما يقوم به هو التدوين حتى ننعته بالمدون، في الواقع هو مدون لكن إلى جانب مهنة أخرى أو اهتمام، ببساطة التدوين أصبح لدى البعض ثقافة، هواية، مهنة… لكنه لدى البعض أصبح أسلوب حياة وشغف.

هناك الكثير ليُقال حول التدوين، وهناك أيضا الكثير ليُفعل. أراك في المقالة التالية التي سنعرف فيها ما الذي تعنيه مدونة، وماهي الكلمات الشائعة في عالم التدوين، ولماذا بالضبط المدونة وليس شيئاً آخر؟ وإلى ذلك الحين اعتني بنفسك .