منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   هكذا رباه .. سوف أمضي وحدي (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1360550)

محروم.كوم 01-29-2014 05:10 AM

هكذا رباه .. سوف أمضي وحدي
 
هكذا رباه . . سوف أمضي وحدي!!
أبو مهند القمري

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نظرت إليهم من بعيد . . فوجدت كوكبة من الركع السجود . . حافظي العهود . . الساعين لجنة الخلود . . المتجاوزين بمحبتهم كل الحدود . . المتواصين بنصرة الحق رغم الصدود!!
إنهم الأطهار الأبرار . . المتقون الأخيار . . المنكسرون لربهم في دجى الأسحار . . الساكبون دموعهم هرباً من جحيم النار
!!
فاقتربت منهم يحدوني الأمل في طهارة قلبي بقربهم . . والاستقامة على نهجهم . . والاغتراف من نبعهم . . ففتحوا لي ما بين أذرعهم . . وسرعان ما احتضنوني في صدورهم . . فشعرت بحنان عطفهم . . وذهبت عني الوحشة بأنسهم
!!
فذبت حباً في جمعهم . . وصرت لا أصبر مطلقاً على فراقهم . . وأضحى العناء هناءً في أجوائهم . . وصارت المشقة يسراً بعلو هممهم . . فرفعت رأسي بالحمد لك رباه؛ أن رزقتني حسن جوارهم
!!
غير أنه لم يرق للشيطان سلامة ديني بقربهم . . فلم يزل محاولاً استدراجي بعيداً عن ركبهم . . حتى أحاطت بي الوحدة يوماً في منأى عن جموعهم . . فصوب سهام الغفلة نحو قلبي المنشغل عن تذكيرهم ووعظهم . . فأصاب منه ما جعل الخطى تتثاقل عن مواكبة سموهم . . فغاصت بالفعل مني في مستنقع وحل الغفلات التي فارقتها أمداً، وأنا أنعم بالعيش في أكنافهم . . فاستيقظت على وخذ عواقبها الأليمة التي أوردتني المهالك بعد فراقهم . . فوجدت نفسي حائراً، تعصف بي رياح الحسرة على ما اقترفته من الخطايا التي طالما حذروني من مجرد الاقتراب منها، كنصيحة خالصة من صميم قلوبهم
!!
وها أنا ذا أحيا كسيراً؛ تحت وطأة الآثام التي حادت بي بعيداً عن سبيل النجاة بقربهم
!!
إن عبداً يسر الله له سبل الخير مثلي، فتقاعس عن المضي قدماً في مسالكها؛ بما اكتسب من الذنوب والآثام، بعدما عاين بنفسه عظيم خيرها، واستشعر بقلبه طهارة أجوائها، لا يمكنه الزعم أبداً بأنه لا يزال من المتقين الأبرار
!! وإن عبداً ذاق حلاوة الإيمان يوماً، لا يسعه أبداً؛ تسويغ ذلك الإنهيار!!
غير أن هناك باباً لا حدود لسعته، ولا بلوغ لنهايته، قد فتحه الله لعباده بواسع فضله ومنته، ليحرَّم عليهم به القنوط من عظيم عفوه ومغفرته ورحمته، وكيف لا
؟! وهو الذي يبسط (سبحانه وبحمده) يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها!!
إن نظرة نحو الماضي بما كان فيه من لذة الإيمان، وجميل الصحبة الصالحة، ومتعة الطاعات، واستنشاق عبق الروحانيات، لتدفع بي حتماً نحو مواكب الصالحين مجدداً
!!
تجاوزت صراع نفسي، وخطت خطاي أعتاب مسجدهم . . غير أن الخجل من طول الهجران، وبُعد المسير في دروب الغفلة . . قد حال بيني وبين رفع رأسي في أعينهم
!! إلا أن صدق الرجاء في قبول الله لتوبتي، قد ملأ قلبي بالعزيمة على ملازمة باب عفو ربي، حتى ولو صرف الناس وجوههم عني!! يجول عزائي بخاطري مردداً . .
هكذا رباه . . سوف أمضي وحدي!!
رفعت رأسي بعيونٍ دامعةٍ بعد مكوث طويل في أحد أركان المسجد، فإذا بجموع الإخوة حولي تعلوا وجوههم الفرحة، وترتسم عليه الابتسامة المشرقة .


الساعة الآن 06:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227