سيد ضياء الموسوي يتشمت على الوفاق و رواتب التقاعد
 

http://albiladpress.net/web/writers/p_12.jpg
سيد ضياء الموسوي
قهوة الصباح
2009-06-02


كرات النار الملتهبة مازالت تسقط على خيمة الوفاق، بسبب موقفها الواضح والصريح من قانون التقاعد الاخير، الذي يتدلى منه مانجو الاستحقاقات.
انا صريح جدا، وليس عندي ما أخفيه.
من حق النواب ان يضمنوا حقوقا تقاعدية، ولكن أن يخفي المرء ما يبطن، فهذا اسمه تحايل على القانون، وعلى التقاعد، وعلى المانجو ايضا.
الغريب في الامر ان الفتاوى التي كانت تحرم هذا التقاعد، اليوم أحلته، وهذا يدخلني في نقطة مهمة طالما طرحتها على الشارع البحريني، وهي عدم اقحام اسلامنا الجميل في داخل جبب الاحزاب. يقول ادونيس: اقحام الدين في السياسة الحزبية من شانه ان يضعف الدين.
تماما، كما كنت متحفظا على اقحام الدين في المقاطعة، رفضت اقحامه في المشاركة.
لست مع الذين خونوا نواب الوفاق وبقية النواب في قبولهم لتقاعدهم المغموس بالعسل، وطالما رفضت منهج التخوين كأسلوب في التعاطي. من يعلّم الناس على ثقافة تخوين الاخرين، يلتف عليه هذا الرصاص التخويني اذا ما أدار الحظ عنه، كما هو تعبير غوستاف لوبون.
المشكلة ان المنهجية التي تمارسها معظم الحركات الاسلامية واليسارية والعلمانية أيضًا في اسلوب التخوين واحدة، وهو مرض عربي بامتياز.
هذا المنهج، من مارسه بالامس يرتد عليه اليوم.
ارجعوا لخطب بعض اعضاء الجمعيات الموجّهة ضد برلمان 2002، كان الخطاب يعبئ الجماهير على ان نواب تلك الفترة لا يفكرون الا في مصالحهم، وفي السباحة في برك العسل، والبحث عن مغارات الذهب.
اليوم، ذلك الخطاب يرتد على الجميع.
الحل هو تصحيح الخطاب، وعدم تعبئة الناس بافكار خاطئة قد ترتد على الجميع ذات يوم.
من حق الوفاق وكل الجمعيات ان يضمنوا مستقبلهم، فلِمَ تخوينهم؟ لنا ان نتحفظ، ولكن ليس من حق احد ان يخون الاخر.
اعرف الكثير من نواب الوفاق، هم من اشد المتحمسين لقانون التقاعد، ومن يدفعون، بل دفعوا باتجاه ان يكون إلزاميا حتى يشملهم بعض ما يسقط من شجرة المانجو، لكنهم يتظاهرون امام الملأ بحزنهم على هذا (القانون المر) و(غير العادل)!!
لا اعتقد ان خطاب الوفاق او خطاب حركة حق هو الافضل للساحة البحرينية،ما اعتقده هو خط الوسطية والاعتدال والواقعية، الذي يقول للناس الحقيقة، ويعطي خطًّا مفتوحا مع كل الاطياف، ومع كل الطوائف، ومع الدولة، لتحقيق قضايا الناس، واخبارهم بالحقيقة، حتى وان غضبوا، ماداموا سيكتشفون هذه المصلحة لاحقا. يقول مفكر غربي: “لو أن خمسين مليون انسان قالوا شيئا خاطئا سيظل خاطئًا”؛ لانه “لا يصح الا الصحيح”. وتبقى في النهاية الحقيقة نسبية.
هذا المنهج هو ما يجب ان يفرض في البحرين، وان يكون نفسه، وان ينتشر في الاوساط. الجمعية الجديدة المطلوبة اليوم، هي جمعية جديدة منفتحة على الحضارة، وعلى الطوائف والاديان دون ان تلغي ثوابت الاسلام العظيم مع وطنية صارخة وملتزمة بثوابت الوطن، داعمة للمشروع الاصلاحي، وتعمل لاجل المصلحة الشعبية دون ان تكلفهم الفواتير السياسية الباهظة او تمنهم.
هذا الخط التنويري الملتزم بالخطوط الاسلامية العريضة، والداعي للاصلاح الديني هو الخط الاكثر نجاحا للامم.
لعل بعض جينات هذا الخط، واعود واقول بعضه، موجودة في تركيا وماليزيا. خط التواصل بين الاصالة والحداثة والوطنية.
يقول جورج بركليلي: “كل الرجال يمتلكون رأيا، ولكن قلة منهم تفكر”.
اعتقد ان هذا التعسف من فرض الراي يؤدي الى التوتاليتارية.