منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اليهود والنصارى (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1339408)

محروم.كوم 01-05-2014 12:21 PM

صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند اليهود والنصارى
 
http://www.traidnt.net/vb/images/img...014/01/757.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

روي البيهقي عن أبن إسحاق والترمذي والحاكم وأبو نعيم عن أبي موسى الأشعري أن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام , فلما تهيأ للرحيل , وأجمع المسير به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فحمله معه ، فلما نزل الركب بصري من أرض الشام , وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له , وكان إليه علم أهل النصرانية , وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم ، حتى كان ذلك العام




فصنع لهم طعاماً كثيراً , لأنه رأي الرسول صلى الله عليه وسلم , وهو في صومعته , في الركب حين أقبلوا , وغمامة تظله من بين القوم ، قال : ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريباً منه ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشمس , فتحول ظل الشجرة عليه صلى الله عليه وسلم , فلما رأي ذلك بحيرى نزل من صومعته , ثم أرسل إليهم , فقال :

إني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش , فأنا أحب أن تحضروا كلكم , صغيركم وكبيركم , وعبدكم وحركم ، فقال رجل منهم : والله يا بحيرى أن لك لشأناً اليوم ؛ فما كنت تصنع هذا بنا , وقد كنا نمر بك كثيراً , فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى : صدقت , قد كان ما تقول , ولكنكم ضيف , وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاماً فتأكلوا منه كلكم

فاجتمعوا عليه , وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم , لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ، ويجد عنده , فقال : يا معشر قريش , لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ؛ قالوا له : يا بحيرى , ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام , وهو أحدث القوم سناً فتخلف في رحالهم , فقال : لا تفعلوا , أدعوه فليحضر هذا الطعام معكم

{فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظاً شديداً وينظر إلى أشياء من جسده , قد كان يجدها عنده من صفته , حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا , قام إليه بحيرى , فقال له : يا غلام , أسألك بحق اللات والعزي إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه , وإنما قال له بحيرى ذلك ليختبره , فقال صلى الله عليه وسلم : لا تسألني باللات والعزي , فو الله ما أبغضت شيئاً قط بغضهما ؛ قال بحيرى : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه فقال له : سلني عما بدالك ، فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه ، وهيئته ، وأموره , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره , فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته , ثم نظر إلى ظهره فرأي خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده , فلما فرغ , أقبل على عمه أبى طالب , فقال له :

ما هذا الغلام منك ؟ قال : ابني , قال له بحيرى : ما هو بابنك , وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً ؛ قال : فإنه أبن أخي ؛ قال : فما فعل أبوه ؟ ، قال : مات وأمه حبلي به ؛ قال : صدقت , فأرجع بابن أخيك إلى بلده , وأحذر عليه اليهود , فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ؛ ليبغينه شرا , فإنه لأبن أخيك هذا شأن عظيم , فأسرع به إلى بلاده}

وقد روي أن زريراً ، وتماما ، ودريا , وهم نفر من أهل الكتب : وصلوا قادمين من الشام أثناء هذا الحوار ، ورأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رآه بحيرى فأرادوه بسوء فردهم عنه بحيرى , وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته , وأنهم أن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه ، ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم , وصدقوه بما قال فتركوه

و انصرفوا عنه قائلين : لقد أرسلنا من خلفنا ، وقد علموا أنه خارج في هذا الوقت إلى الشام , وما تركوا طريقاً بين بلاد العرب والشام إلا وأرسلوا عليه نفراً مثلنا ، فقال بحيرى : اكفوه ما وراءكم , وليس لكم شأن بغيركم ، فإن الله حافظه ، وكافيه[1]

ولا يخفي خبر نسطور الراهب ، حينما رآه صلى الله عليه وسلم جالساً تحت شجرة بمفرده , بينما بقية القافلة في مكان بعيد عنه ، فقال : هذا الرجل نبي , فسئل عن سبب ذلك؟ ، فقال : إن عيسي بن مريم جلس تحت هذه الشجرة وقال : لا يجلس تحتها بعدي إلا نبي[2]

وهكذا فاليهود والنصارى كانوا يعلمون كل شيء عنه وعن ولادته , وعن دار هجرته , حتى أسفاره وتوقيتها , بل أنهم كانوا يعلمون أصحابه بصفاتهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وكان ذلك كله وغيره مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل

ولكن ما الذي منعهم من الإيمان به ؟ حب الدنيا , والخوف من ضياع نفوذهم ومنزلتهم , والخشية من نقص مواردهم وأموالهم ، فقد كانوا يأكلون الدنيا بالدين , هذا فضلاً عن غضب الله عليهم لتحريفهم ما أنزل الله علي رسله ، وتعاميهم عن الحق مع معرفتهم به , فأضلهم الله على علم وختم على قلوبهم , وجعل على أسماعهم وأبصارهم غشاوة , ولهم عذاب عظيم


[1] رواه البيهقي عن أبن إسحاق .
[2] رواه ابن منده والسيوطي عن ابن عباس




اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً




الساعة الآن 10:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227