«التربية» تقتل طموحه وتعيّن خريج علاج طبيعي معلم تربية خاصة
 

لكونه فقط مبتعثاً من قبلها للدراسة في جامعة بريطانية

«التربية» تقتل طموحه وتعيّن خريج علاج طبيعي معلم تربية خاصة!

«التربية» تقتل طموحه وتعيّن خريج علاج طبيعي معلم تربية خاصة!

والله لم تلامس أناملي مسكة القلم سوى للضيق النفسي الذي يساورني من جراء مماطلة وزارة التربية والتعليم في منحي فرصة التوظيف لدى وزارة الصحة، التي تمثل المكان الوحيد الذي يحتضن فيه إبداعاتي وتخصصي (علاج مهني) الذي جاهدت لأجله بنيل شهادة البكالريوس من جامعة بريطانية، وذلك عن طريق بعثة حصلت عليها من قبل وزارة التربية... ابتعثت للدراسة في العام 2002 وتخرجت من الجامعة في العام 2006 ومباشرة فور تخرجي، عقدت التربية معنا (نحن الخريجون المبتعثون) لقاء يجمعنا معها تؤكد لنا فيه «بضرورة توظيف كل المبتعثين لديها كشرط يحد الوزارة من مطالبة الخريجين بدفع قيمة البعثة المقدرة بنحو 40 ألف دينار» وكأقصى حد هي مدة 4 سنوات تلزمه للبقاء تحت عهدة وزارة التربية وبعدها له الحرية في التنقل بأي مجال عمل في أي مؤسسة كانت... وكنت أنا واحد من هؤلاء الذين فرض عليه التوظيف في وزارة التربية بمهنة معلم في مجال التربية الخاصة لدى إحدى المدارس الابتدائية للبنين في 11 فبراير/ شباط 2007... وعلى رغم ذلك إلا أننا نحن كخريجين لم نقف مكتوفي الأيدي بل طالبنا بحقوقنا -عبر اعتصام سلمي- في الانخراط في العمل لدى أي وزارة حكومية كانت تستوعب تخصصاتنا الدراسية، وقد استجاب المسئولين في الدولة لهذه المطالب مشكورين حينما شرّعوا قرارا صادرا عن مجلس الوزارء «ينص على حق أي مبتعث بحريني الالتحاق بالعمل لدى أي وزارة حكومية ليس شرطاً قيدياً ان تكون وزارة التربية» وبناءً على هذا القرار تقدمت في العام 2008 بطلب لدى وزارة الصحة لشغل أية مهنة في مجال العلاج الطبيعي وكانت الفرص المتاحة آنذاك إحداها في الطب النفسي والتي رفضتها والأخرى في مستشتفى كانو التي تقدمت لأجلها بامتحان وظيفي، وبناء عليه قبلت بهذه المهنة ولكوني أعمل في مهنة معلم بوزارة التربية فبدلاً من إصدار ملف توظيف جديد طلبت وزارة الصحة من التربية بنقل ملف توظيفي لديها إلا أن الحاصل حتى كتابة هذه السطور مماطلة التربية في منح وتسليم ملف التوظيف إلى الصحة... عجزت من مشوار المراجعات وعقد اللقاءات مع المسئولين في وزارة التربية وكانت كل مقابلة أرفق معها خطاب ورسالة أشرح في مضمونها فحوى القصة التي أعانيها، إلا أن كل تلك المساعي والمحاولات باءت بالفشل حتى هذه اللحظة... إذ كل ما أسعى إلى تحقيقه وبلوغه هو موافقة وزارة التربية على منح ملف توظيفي دون تأخير إلى وزارة الصحة حتى أتمكن من الظفر بشغل وظيفة معالج طبيعي تتماشى أولاً وأخيراً مع صلب تخصصي، بدلا من اندثاري في مهنة بعيدة كلياً عن مجالي الذي حلمت بأن أصبوا إليها يوماً من الأيام... أرجو أن يجد مقالي صدى لدى المسئولين في وزارة التربية على وجه السرعة طالما فرص العمل في الصحة متاحة حالياً، ومن يضمن لي بقاءها على الدوام بعد مضي مدة من الوقت، ونتيجة لما لمسته من أبواب الصد والممانعة لتحقيق طموحي آثرت الخروج في إجازة بلا راتب وذلك للدراسة في بريطانيا بمجال تخصص إدارة أعمال، علّ وعسى أتمكن من الظفر بهجرة خارج الوطن تمنحنى فرصة عمل أبدع فيها... إحدى الذرائع التي أوهمتني إياه وزارة التربية أنه في حال وفرت لها البديل فإنه لامانع لديها بأن ألتحق بالعمل في سلك وزارة الصحة... عذر أقبح من ذنب، يا ترى من المسئول عن توفير البديل، هل أنا كشخص يقع على عاتقه مهمة البحث والاستقصاء أم وزارة تقع عليها مهمة التوظيف والتي تعتبر من صلب مسئوليتها لخريجين حديثين تجد فيهم الكفاءة لشغل المنصب الذي تبوأته قسراً وخلاف رغبتي؟ (معلم تربية خاصة)... أرجو أن تسارع الجهة المعنية في التربية بقبول نقل ملف التوظيف إلى وزارة الصحة في أقرب فرصة ممكنة حتى لا تكون هي السبب من وراء إقصائي عن مهنة ارتأيتها هي المجال الأنسب الذي استطيع أن أعطي فيها من تجارب وخبرة ودراسة أترجمها في واقع عملي طبي بحت وليس واقع تعليمي صرف لا يرتبط بتخصصي كلياً.


الوسط : العدد 2460 الاثنين 1 يونيو 2009 الموافق 6 جمادى الثاني 1430 هــ