الملك المتخفي عرض واسطة على أحدهم فأجابه "روح يا .."
 

نشرت صحيفة الأنباط عن خفايا الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني مؤخرا إلى وحدة الشؤون الصحية/ الشميساني الخاصة بالإعفاءات التي يقدمها الديوان الملكي للمرضى غير المؤمنين صحيا، وعن حقيقة الجدال الذي دار بينه وبين أحد العاملين في الخدمات الطبية الملكية عندما عرض عليه تقديم "واسطة" لتسهيل إجراء المعاملة لكنه رفضها مما يدلّل على نظافة الجهاز الطبي.

تفاصيل الزيارة تبدأ بحسب مصادر مطلعة عندما أوقف جلالة الملك ومرافقيه من حرسه الخاص سياراتهم عند مدخل فندق الماريوت القريب من وحدة الشؤون الصحية، حيث كانوا متنكرين بلباس مدني كي لا يكشف أمرهم.
الملك الذي بدا كرجل عجوز كان ملتحيا وملثما بشماغ أحمر وتنكر بلباس عربي "ثوب بيضاء" وبيده عصا يتوكأ عليها، وحارس جلالته الشخصي تنكر بقميص وبنطال جينز وكان يساعد جلالته في المشي باعتباره ابنا للعجوز "وهو الملك"، أما سائق الملك فقد كان يرتدي الشورت والطاقية.

وأوضحت ذات المصادر أن مرافقي جلالة الملك توزعوا داخل وحدة الشؤون الصحية وكانوا قريبين من الملك، كما كانت بحوزة كل منهم أوراق خاصة عبارة عن معاملة إعفاء لمعالجة المرضى، ويشار أن زيارة الملك كانت على أساس أنه يريد تقديم طلب إعفاء لسيدة مريضة غير مؤمنة صحيا على اعتبار أنها زوجتة.

أما عن الحادثة الطريفة التي تخلّلت زيارة الملك فتمثلت بحسب المصادر أن "مشادة كلامية" حصلت بين جلالته وأحد العاملين بالخدمات الطبية الملكية برتبة وكيل الذي أكد ضرورة حضور الزوجة المريضة التي تقدم جلالة الملك بطلب إعفائها .. عندها قال الشيخ العجوز (جلالة الملك) أنه على استعداد لتقديم واسطة للوكيل أو للدائرة كما أنه على استعداد لدفع مبلغ من المال مقابل تسهيل المعاملة؛ فردّ عليه الوكيل غاضبا:
"روح يا حجي" .. وكررها ثلاثا ..

ذلك الأمر يؤكد نزاهة ونظافة جهاز الخدمات الطبية الملكية وغيرها من الأجهزة التابعة للقوات المسلحة.

ويشار أيضا أن أحد ضباط العمليات الخاصة الذي كان بدوره يراجع في معاملة إعفاء لبعض أقاربه في الوحدة، كان قد تعرف على جلالة الملك رغم تنكره بلباس عربي.. حيث ذهب الضابط مسرعا إلي جلالة الملك وأدى له التحية العسكرية.. وقال له جلالته "لا تكشفنا"..
وسأله جلالة الملك "كيف عرفتني؟"، فقال "لا يعقل أن يكون هناك عجوز مسنّ يتكئ على عكازه ويرتدي في الوقت ذاته ثوب نظيف مكوي"!!.

يذكر أن وحدة الشؤون الصحية خاصة بالإعفاءات التي يقدمها الديوان الملكي للمرضى من غير القادرين على العلاج في المستشفيات الحكومية والخاصة ومدينة الحسين الطبية، وبدا واضحا أن هناك اهتماما ملكيا ساميا بها بعد زيارة الملك الأخيرة لها خاصة وأنها تعنى بالفقراء والمحتاجين غير القادرين على دفع نفقات العلاج.

ومن هذا الاهتمام الملكي أنه سيتم فصل ارتباط هذه الوحدة بوزارة الصحة وربطها بالديوان الملكي الهاشمي والخدمات الطبية، كما سيتم نقلها من مقرها الحالي إلي مبنى جديد سيتم إنشاؤه بعمان على نفقة جلالة الملك، مع زيادة كادرها ودعمها لتمكينها من تحقيق الغاية التي أنشئت من أجلها وهي العناية بالمرضى من المحتاجين والفقراء.