|
الإخفاق الذى لا يجعلك تتوقف هو النجاح بعينه الإخفاق الذى لا يجعلك تتوقف … هو النجاح بعينه … عقب تخرجه سافر إلى القاهرة ليستلم وظيفته الجديدة فى “المكتب العربى للتصميمات والاستشارات الهندسية”، كانت مثل هذه الوظيفة فى هيئة تابعة للحكومة بمثابة فرصة لا تعوض بالنسبة له، فخلال العمل بها شارك فى عمليات ضخمة ومهمة فى وزارات الصحة والتعليم وقصور الرئاسة وغيرها من القطاعات الهامة.. استقر وليد فى عمله وقرر أن يكمل دراسته، وحصل بالفعل على درجة الماجستير من جامعة عين شمس عام .١٩٩۲ مرت سنوات تعلم فيهم “وليد بدر” أصول المهنة وخباياها، كان مع مرور كل يوم يلتقى بأشخاص جدد ويخوض تجارب كثيرة تثقل خبرته وتغنيها. وبطبيعة الحال لم يكن راتب الوظيفة متناسبا مع احتياجاته اليومية ومتطلبات الحياة المتزايدة، ولهذا السبب فكر فى أن يقوم بعمل إضافى، فشرع فى تصميم بعض الشقق والڤيلات.. بسبب ظروف عمله خلال هذه الفترة، كان دائم الترحال بين القاهرة والإسكندرية ذها با وٕايابا، وفى احدى هذه الرحلات قابل اثنين من أصدقائه كانا يجهزان لاقتحام مجال العمل الحر، وكان وليد فى نفس الوقت تداعبه منذ تخرجه نفس الفكرة، وينتظر الفرصة المناسبة ليقيم مشروعه الخاص.. http://mojtma.com/wp-content/uploads...8%A7%D8%AD.jpg تلاقت أفكار الأصدقاء الثلاثة وبدأت الفكرة المؤجلة منذ ست سنوات تدخل حيز التنفيذ وحتى تكون مجازفته محسوبة العواقب، تقدم بطلب أجازة بدون مرتب أولا ، ثم ما لبث أن استقال بعدها بعدة شهور، عندما اطمأن لصواب قراره.. المستميتة لاسترداد حقهم لم يفلحوا فى ذلك وضاع عليهم المبلغ..جمع هو وشركاؤه ٤۰ ألف جنيه، وقاموا بتأجير مكتب صغير فى الإسكندرية لتصميم الديكورات.. تخصصوا فى أعمال النجارة والتشطيبات الداخلية كالنوافذ والمطابخ والمكاتب وغيرها من المنتجات الخشبية، وعمدوا فى البداية إلى للتعامل مع ورش خارجية، خوفا من خسائر مادية قد تذهب برأسمالهم بلا رجعة.. ولأن التسويق عنصر هام فى نجاح أى مشروع، فقد أقاموا معارض فى الأندية الرياضية والشركات والكليات لعرض عينات من منتجاتهم، وبدأت تأتيهم طلبيات قليلة، الواحدة تلو الأخرى. http://mojtma.com/wp-content/uploads...84-300x168.png لم يكن مشروعهم قائماً على دراسة جدوى أو خطة عمل مُحددة العناصر ومما زاد الأمر سوءً إنهم تعرضوا فى بداية مشوارهم إلى عملية نصب، خسروا فيها ٧۰ ألف جنيه كانت بمثابة كل ما يملكونه وقتها، ورغم محاولاتهم مرت هذه الأزمة كغيرها من الأزمات، واستمر العمل يعتمد على طلبيات قليلة وغير مجزية، وكان المكسب بعد تقسيمه على ثلاثتهم زهيدً ا إلى درجة دفعت أحد الشركاء إلى فض الشراكة بعدما يئس من تحسن الأحوال. بنهاية السنة الثالثة، تمكن وليد وشريكه من تأجير ورشتهم الخاصة، وشراء الماكينات اللازمة.. وكانت لهذه الخطوة أهميتها حيث تمكنوا من زيادة إنتاجهم دون التعرض لمشاكل التعامل مع ورش أخرى.. لم يكن هذا الموقف آخر عهدهم بالمتاعب فقد واجهتم مشاكل من نوع آخر، مثل ما يتعرض له العمل الحر من مشاكل مع العملاء أو بسبب تغير سعر العملة أو ما إلى ذلك.. http://mojtma.com/wp-content/uploads...A9-300x283.jpg لكن كل هذه المشاكل مثل سابقتها لم تثنيهم عن عزمهم على الاستمرار فكل مشكلة كان لها حلها، ومهما تكالبت المشاكل وتزايدت فان العمل الحر لا يمكن مقارنته بالعمل الوظيفى على الإطلاق. عمالها ومحاسبيها “Stylewood Furniture” مرت الأعوام وأصبح لورشة وليد التى تحمل اسم المنتظمين.. فى خلال هذه الفترة، جاءت للشريك الثانى فرصة عمل فى قطر فسافر تاركا وليد ليكمل العمل على تطوير ونمو مشروعهما.. عندما بلغ المشروع عامه السابع، اشترى وليد مصنعا فى الكيلو ۲٧ بالطريق الصحراوى، وعمل على تطويره من خلال زيادة عدد الماكينات والتوسع فى العمالة.. والآن بعد سنتين من افتتاح المصنع الجديد يستعد للتعامل مع مركز تحديث الصناعة الذى سيعقد دورات تدريبية لعماله، كما سيساعده فى إقامة موقع إلكترونى لمنتجاته، والاشتراك فى معارض عربية ودولية. العمل الحر على عكس الكادر الوظيفى ليس له سقف تبلغه مع الوقت ففى بداية الطريق قد يخسر الإنسان أمواله ويتحمل من المشقة ما لا يطيق، لكن بالعزيمة والمثابرة قد ينتهى به الأمر إلى دخول نادى المليونيرات، أو على الأقل يحقق من أصفار المليون ما يكفيه. إن تجربة وليد تؤكد مفهوما غاية فى الأهمية بالنسبة لعالم ريادية الأعمال.. ألا وهو ان الفشل فى منتصف الطريق لا يصبح فشلا إلا إذا جعل صاحب المشروع يتوقف عن الاستمرار .. فتجاوز الفشل هو النجاح بعينه. منقول |
| الساعة الآن 12:12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir