منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   مسافرون يدركهم العطش فينحرون جِمالهم ويشربون ماء الكرش (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1317928)

محروم.كوم 09-22-2013 12:00 PM

مسافرون يدركهم العطش فينحرون جِمالهم ويشربون ماء الكرش
 
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين
http://s.alriyadh.com/2013/08/20/img/312232254878.jpg

سعود المطيري

مع بداية الصيف وتصاعد درجة الحرارة في كل عام تظهر على الواجهة قضية حوادث ( الموت عطشا ) مع بعض مغامرين تحيط بهم ظروف الصحراء إلى أن تفتك بهم ويسلموا الروح بعد ما يكون احدهم قد أتبع سيناريو ( موت العطش ) المعروف الذي يكاد يتكرر مع كل واحد يموت على هذه الطريقة , عندما يبدأ في مرحلة متقدمة من مراحل اليأس بالتخلص أولا من ملابسه حتى يعلقها على اقرب شجرة ثم يتمدد إلى جوارها على أمل ان تدل عليه أو يهتدى بها على جثته قبل أن تنهشها الوحوش . وهي من الحوادث التي بقت تلازمنا حتى مع وجود أجهزة الاتصال ووسائل النقل الحديث نتيجة للتهاون وعدم أدراك حجم الخطر الذي ما كان يسلم منه حتى الآباء والأجداد وهم الأكثر معرفة وخبرة بمسالك الصحراء والأساليب المثلى للتعامل معها. حيث ترصد الروايات والقصص المنقولة حوادث مؤلمة شهد نماذج منها المستشرق الانجليزي ديكسون وذكرها في كتابه ( الكويت وجاراتها ) سنوردها مفصلة في الجزء الثاني مع ما يؤكده من لجوء البدو أحيانا إلى خيار ذبح الراحلة لامتصاص سوائل الكرش والتي بدأها بمقدمة قال فيها :

في كل عام عند ما تبلغ درجة الحرارة ذروتها في شهري يوليو وأغسطس ، لتصل إلى 150 ف , تشهد المناطق الداخلية من الكويت حالات للوفاة بسبب العطش , ومن الطبيعي أن نتساءل كيف يخطئ البدوي , وهو الخبير بالمسافات بين الآبار والشقوق ويعرفها كما يعرف راحة يده ويمكنه أن يحدد بكل دقة عدد القرب اللازمة له في أي رحلة في حساباته , فيستهلك كل ما يحمله من قبل أن يصل إلى وجهته .

والإجابة ليست هي الجهل أو الحمق , بقدر ما هي سوء الحظ , لأن البعير يصاب في الصيف بالهزال والضعف نتيجة لندرة العلف الجيد, رغم ما يبدو عليها ظاهريا من علامات الصحة, وتتعرض للانهيار المفاجئ أو تعجز عن السير بسرعتها المعتادة , ومن ثم يعجز عن الوصول إلى مصادر المياه التي سيعتمد عليها بعد حين , خلال العدد المألوف من الأيام , ويجب أن ندرك أن الوقت الذي يستغرقه البعير للوصول من منطقة الآبار إلى منطقة مماثلة أخرى في الأراضي الداخلية للكويت يتراوح بين ستة وسبعة أيام , وإذا بدأت حركة البعير في التباطؤ ولم يعد يستطيع الوصول إلى مهمته الا خلال ثمانية أو تسعة أيام فهنا تنشأ المشكلات بالنسبة للمسافر ولدابته معا .

وكان عام 1942 م عاما استثنائيا فيما يتعلق بارتفاع درجة الحرارة ولكن مما يبعث على السرور أن نسجل أنه لم تحدث أي وفيات نتيجة للعطش في ذلك الصيف , ولكن كانت هناك بعض الحالات التي أفلت فيها أطرافها من الخطر بكل صعوبة , وقد روى لي الشيخ شايع الجبلي ونحن بجوار بئر المياه رقم 13 الذي حفرته شركة نفط الكويت في المنطقة المعروفة لدى البدو المحليين بالحماطيات والتي تفصلها أربعة من مجاري المياه غربي منخفض الشق عن مدينة الكويت , ويقع على بعد خمسين ميلا إلى الجنوب الغربي منها , وكان شايع الجبلي وهو من شيوخ الجبلان من مطير يتولى مسؤولية الإشراف على القطعان الثلاثة الكبيرة من الجمال التي يمتلكها فخامة الشيخ أحمد , وكان يقيم بالكويت .

في 14 / أغسطس / 1942 م غادر رجل من الدهامشة من العمارات من عنزة – آبار اللصافة بالعربية السعودية متوجها إلى الكويت , وكان معه رجل من ( قبيلة تشتهر بالقنص ) اتخذ منه دليلا, بالإضافة إلى زوجته , وكانت وجهتهم هي بئر المياه رقم 13على مسير ستة أيام من السفر بالصيف . وبينما هم لا يزالون على بعد اثنتي عشر ميلا من البئر , نفدت كمية الماء التي يحملونها معهم وبدأت علامات الإرهاق تتبدى على مطاياهم , ورغم ذلك , واصلا السير طوال يوم وليلة بكاملهما دون أن يدركوا , وأصبحوا على بعد عشرة أميال فحسب من البئر . وهنا انهارت المطايا حيث لم تتناول جرعة ماء واحدة طيلة ستة أيام . كانت الشمس قد غربت منذ قليل , والركب لم يشربوا قطرة ماء لمدة ثلاثين ساعة , فأخبر الرجل مرافقيه أنه لن يستطيع مواصلة الرحلة سيرا على قدميه , وأنه سيمكث وما يحملونه من أشياء بينما يحاولون هم الوصول إلى البئر .

وكانت آخر كلماته لهم عند انصرافهم : إذا أمكنكم العودة لمساعدتي صباح الغد , فالأرجح أنكم ستجدونني على قيد الحياة , أما إذا لم تتمكنوا , إذن فالوداع .

ومضى رفيقه وزوجته في طريقهما سيرا على الأقدام وعند ما انتصف الليل كان قد وصلا بالفعل إلى نقطة تبعد حوالي الثلاثة أقدام عن البئر رقم 13 وخيام شايع الجبلي . ونتيجة للظلام ضلا الطريق وانحرفا عن موقع المخيم لمسافة ميل وفجأة قالت الزوجة الشابة لزوجها انها تعتقد أنها سمعت صوت كلب ينبح من ورائهم من الناحية اليمنى , وكان الرجل في حالة من الإرهاق لم يتمكن معها من أن يسمع أو يتكلم أو يعبر عما يريد , ولذلك أمسكت زوجها من يده , واقتادته صوب مصدر النباح , وسارا معا في خطوات مرهقة ومتعثرة , إلى ان دخلا عند الساعة الثالثة صباحا نطاق خيام شايع , حيث خر الاثنان فاقدي الوعي .
منقول جريدة الرياض
( يتبع )


الساعة الآن 03:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227