نواقض المجد
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطل عليكم اليوم بعد رحلة ممتعة في مهامه الحياة أفراحها وأتراحها وعدت أكثر شوقا لتلامس رؤياي المتواضعة
آذان وأبصار منهم يفوقونني إدراكا وخبرة بالحياة ولكنها هي فرصة لنتناول أطراف الحديث حول قصيدة هي علامة بارزة لعلم من أعلام الشعر ألا وهو أبو العلاء المعري ( رهين المحبسين ) فهيا بنا . يقول :

ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل "" أعفاف وإقدام وحزم ونائل
أعندي وقد مارست كل خفية "" يصدق واش أو يخيب سائل
أقل صدودي أنني لك مبغض "" وأيسر هجري أنني عنك راحل
إذا هبت النكباء بيني وبينكم "" فأهون شيء ما تقول العواذل
تعد ذنوبي عند قوم كثيرة "" ولا ذنب لي إلا العلا والفضائل ×

يتساءل أبو العلاء المعري عن طريق المجد وكأنه يجد نفسه تائها بين الجموع الغفيرة التي إرتضت حياة الدون والدعة والراحة والاستكان إلى البلادة والخمول والتقوقع.
ولكنه يجيب نفسه بسؤال إنكاري فيقرر أنه ليس هناك من يمتلك العفاف ولا الإقدام ولا الحزم ولا النائل أي العطاء والبذل.
يعود في البيت الثاني ويؤكد ذلك بنفس الاستفهام الانكاري ليقرر أنه كيف تكون عنده خصال المجد السابقة وقد مارس كل خفية والمرء يخفي خصال السوء دائما . ويشرع بعد ذلك في عوامل إنهيار الأمجاد لكل أمة أو جماعة أو فرد ويبني الفعل للمجهول يصدق فكأن تصديق الوشاة بات عادة من حوله أو يخيب سائل وهذه عادة سيئة إذا انتشرت في أي مجتمع
ثم يعود في البيت الثالث ليستأنف عوامل هدم المجد فيقول أنني إذا أردت التخلي عن واجباتي أصد عن من يلزمني واجبه والسبب أنني له مبغض ظاهريا ولكن الأصل هو التملص من الأعباء والواجبات التي يلتزم بها الرجال وأيسر فعل إذا أردت هجرك رحيلي عنك ( آآ ه يالشبعة ) .
ويسترسل فيخبر أنه إذا هبت النكباء كناية عن المصيبة وحصولها أعاذنا الله وإياكم منها بينه وبين قومه فأهون شيء عنده للتخلص من أعبائها يبحث في قول العواذل من العيوب والنواقص في من حلت به تلك المصيبة ليعلل بها رداءة نفسه ووضاعة نفسه ذاك الذي تخلى عن واجباته عن أمته وقومه
وأخيرا يقول ما شاء الله ذنوبي عند قومي كثيرة فهم لا يبخلون بها علي والحقيقة لا ذنب لي سوى العلا والفضائل فحسدا منهم صنعوا ما يعلل خذلانهم لي فتبا لهم من قوم
أكرمكم الله ورفع قدركم ولا وطئتم مواطئ الردى والوضاعة
وإلى قراءة أخرى
أستودعكم الله

أرجو أن تنال اعجابكم

ودمتم بكل ود