|
عودة لميس ضيف للكتابة منن بعد اجازة ... على الوتر أنا..وأنتم.. والوقت.. أطفئ اليوم شمعتي الأولى مع «الوقت» لميس ضيف نعم؛ مرّ عام.. عام مكتنز بالأحداث والجولات والحكايا التي لم يحن وقت سردها بعد.. وهي مناسبة ألزمتني بوقفةً اصب فيها مكنونات الصدر وأتحدث فيها عن ما وراء الكواليس..لقرائي الذين صاروا لي الأقرب؛ وصرت لهم محل النفس.. عندما أعلنت انضمامي للوقت قبل عام؛ عُقد الرهان على أني لن أبقى فيها لأكثر من 3 أشهر.. بل وراهن البعض على أن أيامي في المهنة باتت معدودة، بعد أن قفزت على النواميس غير المكتوبة لصحافتنا المؤسسة إما على الاصطفاف للحكومة وشخوصها -أو- للأحزاب والطوائف والجماعات بوصفهم رُكناً يأوي له الكاتب إذا ما عصف به عاصف.. ومن اختار الخروج عن هذه القسمة حيّد قلمه؛ مؤثرا طرح القضايا الدولية والفكرية عن مصارعة طواحين الهواء دونما ظهير.. وسط هذا كنت الظاهرة الناجزة - كما يسميني المحامي احمد الحجي أمين سر جمعية المنتدى- التي لم تتردد في المواجهة ولم تطلب المدد ولم تشترِ خاطر أحد، وهو ما جعل احد كتابنا المخضرمين يقطب جبينه يوماً ويقول مخاطبا إياي '' أنتِ يا لميس إما مسنودة أو مجنونة'' فقلت له إني مسنودة ''لأنفي تهمة الجنون'' وللأمانة أني كذلك..مسنودة بقرائي؛ وبكلمة الحق التي تملك هيبة كفيلة بتحويل القلم لصولجان؛ والحبر لذخيرة.. ولأني مثلت حالة لفتت الأنظار استحققت أن أكون الجمل الذي تمتد له السكاكين من كل حدب.. وقد كانت السكاكين الأقرب لخاصرتي - للأسف - هي سكاكين شريحة من الزملاء الذين أنصفتهم حين اسميهم بـ '' إخوة يوسف''، لقدرتهم على تشييع الجنازات - بالدموع - وإن تلوثت أيديهم بآثامها.. وهو أمر لطالما طالني وأشقاني في هذه المهنة، بيد أن الذروة ارتبطت بظهور عمودي في الصفحة الأخيرة.. وهي نقلة مهنية لا يقدر إلا أبناء الكار - ثقلها - لأن الظهور في هذه المساحة هي مرحلة متقدمة لا يصل لها في الصحف -عبر العالم - إلا القلة وبعد مشوار طويل.. وقد كنت أصغر كتاب الصفحات الأخيرة سنا - على مستوى العالم العربي ربما- ولذا حوربت ورجمت كما العقبة الكبرى صبيحة العيد!! حُوربت بضراوة لأن نقاء حبري كشف رمادية أحبارهم .. حوربت لأن البعض يعتقد أنه - هو - من يستحق هذه المكانة، وهو الأولى بحب القراء وتفاعلهم.. بعضهم فلسف نجاحي وفشله بلوم القراء على ''سطحيتهم'' لكونهم لا يستوعبون ''الجواهر'' المنثورة في مقالات الهرطقة التي تزخرف بالكلم البديهيات والمسلمات وتخفي بالصياغة تواضع الطرح والفكرة.. ولطالما لمت من قبل زملائي المخلصين على تعففي عن التصدي لمؤامراتهم ومهاتراتهم، وكان ردي دائماً أنها نار تحرقهم ولا يصلني منها إلا الدفء.. ثم إن النيران التي أطلقت باتجاهي زادت قلمي اشتعالا؛ وزادتني يقينا بأني أسير على الدرب الصحيح كما وشوش لي طاغور، حين قال: إن أتتك الطعنات من الظهر فذاك مؤشر كاف أنك بالمقدمة!! الرماح التي طالتني من خارج الوسط لم تكن أقل كثافة، ولكني لا أرغب في الحديث عنها الآن.. فقط أردت أن أقول إنه كان عاماً طويلاً مضنياً جميلاً. عايشت فيه الكثير ولكني وضعت الشمس في جبين الغد وحصدت القطاف.. فاليوم - وبتوفيق من الكريم ودعم الناس- صارت هذه المساحة متنفساً للجمهور ومصدر قلق للمتجاوزين.. عدد القراءات في موقعنا الالكتروني خيالية، وسنكشف عنها للجمهور عن ما قريب.. متوسط التعليقات على هذا العمود - في الموقع فقط- يتخطى الـ60 تعليقاً فيما لا يتجاوز المتوسط -وفي كل الصحف - الخمسة تعليقات.. وهو نجاح لا أنسبه لشخصي بقدر ما أنسبه لـ''الوقت''.. فقد كنت أبحث عن فضاء أعدو فيه وقد صارت ''الوقت'' ميداني..ولن أنسى في مقامي هذا أن أشكر الأستاذ.. المُعلم.. إبراهيم بشمي رئيس هيئة التحرير.. الذي، ومقابل كل من ينصبون أنفسهم سدودا لتتكسر أمواج كل موهبة شابة على صخورها، شرع باب صحيفته لي وسمح لي بالتحليق وإن خالف ما أقوله هواه.. وأختم ''فضفضتي'' لكم ها هنا بما أجبت به صحيفة الشروق القطرية التي أجرت معي لقاءً مؤخراً سُئلت بين طياته ''ما هو سر نجاحك السريع والباهر؟'' فأجبتهم: ببساطة؛ كن للناس عضدا يكونوا لك سنداً.. اخرج من فضائك القلق الضيق للفضاء العام وعش للناس واكتب لهم وبهم؛ وسيسمعونك.. ليس في الأمر أحجية ولا غموض.. رحيق الكلام: أشكر لكم هذا العام.. ولتكن بيننا أعوام مديدة أخرى.. |
| الساعة الآن 01:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir