![]() |
هل هذا ما سيكون في عام 2030؟ قصة قصيرة نزيهة سعيد @ أسواق سأحكي لكم اليوم قصة طفل سيولد في جزيرة صغيرة في الخليج العربي، تدعى البحرين في العام 2030. راح الطفل يكبر يوما بعد يوم بحنان بين أبويه اللذين يعملان جهدهما لتربيته أحسن تربية وتوفير كل سبل العيش الكريم من حوله. كبر الطفل وذهب إلى المدرسة ليتلقى معلومات في درس الجغرافيا حول بلده الأم –البحرين- وأنه جزيرة تحيط به المياه من كل الجوانب، فاحتار الطفل الصغير، وعاد إلى أمه متسائلا، أين هي هذه المياه التي تحيط بالبحرين من كل جوانبها؟ أم أنهم في درس الجغرافيا يقصدون بلدا آخر؟ فحكت له أمه أن المياه لا تزال تحيط بالبحرين ولكن تحجبها الوحوش الأسمنتية المتمثلة في المباني والمشروعات العقارية والمجمعات السكنية الضخمة والراقية والفاخرة. فعاد الطفل الصغير ليسأل أمه، ومن يعيش في هذه المشروعات السكنية؟ احتارت الأم في الإجابة عن السؤال، فبعثت به إلى والده ليجيبه عن هذا السؤال، فقال له الأب في حنان وهو يحمله بين أحضانه: «لا نحن ولا أحد من عائلتنا أو أصدقائنا ومعارفنا يسكن في هذه المشروعات، فتوفير شقة أو مسكن مناسب في هذه المشروعات التي غطت كل زوايا الجزيرة ليس بالأمر الممكن لغالبية البحرينيين من متوسطي الدخل». فطلب الطفل أن يرى البحر، حتى يتأكد أنه يعيش على جزيرة، فاعتذر منه الأب مدعما كلامه بأنه لا يستطيع توفير قيمة مسكن في أي من هذه المشروعات لارتفاع أسعارها، كما أنها جميعها تعتبر «مجتمعا خاصا» يمنع من الدخول إليه من غير سكانه. عاد الطفل الصغير خائبا إلى كتابه ومدرسته، وبعد عام وفي حصة الجغرافيا من جديد، تم وصف البحرين على أنها جزيرة، يعيش أهلها قديما على الزراعة وصيد السمك، فعاد إلى المنزل وسأل والدته، أين ذهبت مهنتي الزارعة وصيد السمك؟ ولماذا لم يعد أحد في البحرين يعمل هاتين المهنتين؟ فأجابته أمه بصوت ناعم يبعد الخوف والقلق من قلبه: لم يعد هناك بحر يصطاد منه الصيادون، ولم تعد هناك أرض للمزارعين، فما عساهم يفعلون؟ اختاروا أن يعتاشوا من رزق آخر على أرض محدودة الموارد، وصارت الزراعة وصيد السمك تراثا نردده في الكتب ونذكر به الأجيال الجديدة. عاد الطفل إلى كتبه وفي قلبه ريبة وتساؤلات، وبعد عام وفي حصة الجغرافيا من جديد قالت المعلمة إن مساحة البحرين كانت تساوي 5121 هكتارا في العام 2007، إلا أن مساحتها بلغت بحلول العام 2030 –عام مولده- 11466 هكتارا، فذهب إلى المنزل متحمسا، وحول مائدة الغداء سأل الطفل والده، كيف تكبر الجزيرة؟ فتساءل الأب من مغزى السؤال، وعندما عرف بقصة الجغرافيا، قال له: «الطمع يا ولدي، والجشع الذي أعمى عيون الناس عن نعمة البحر، ونعمة السمك، ونعمة الطبيعة، هي التي جعلت من الجزيرة تكبر وتكبر، وأهلها يحرمون من أبسط مقومات ثقافتهم وطبيعة أرضهم». انتهت قصة الطفل الذي ولد في العام 2030. المصدر http://www.aswaqnews.net/Column.aspx?Id=329&IssueId=17 |
الساعة الآن 03:47 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir