إسقاط النظام.. أصل ديني، وضرورة سياسية
 

03-09-13 03:14 AM

أقلام حرة - لؤلؤة أوالبقلم الشيخ عارفلا يخفى أن مطلب إسقاط النظام أصبح مطلبا متجذرا في الوجدان الشعبي، وأصبح مطلبا شعبيا عارما يصعب القضاء عليه، فقد حاول النظام بشتى الطرق والحيل والأساليب القضاء على هذا المطلب وإبعاده عن المسرحين السياسي والشعبي.والحال أن هذا المطلب لا زال بارزا على المسرح السياسي من خلال وجود الكثير من التيارات والجهات السياسية تطرح هذا المطلب وبكل قوة وعنفوان، بل إن هذا المطلب تم طرحه في عقر دار النظام المهزوز في أقبية المحاكم والسجون حيث طرحه العديد ومنهم فضيلة الأستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين (حفظه الله) أمام القاضي بكل عزة وكبرياء.والحال كذلك أن هذا المطلب لا زال بارزا في المشهد الشعبي من خلال كل المسيرات والفعاليات الشعبية تقريبا، بل حتى تلك الفعاليات الشعبية التي تُقام داخل الدائرة التي رسمها النظام نفسه، أقصد تلك الفعاليات المرخصة تحت قانون التجمعات...لماذا إسقاط النظام أصل ديني؟أما لماذا قلنا أن إسقاط النظام هو أصل ديني، فلأن الحكم الأولي في الشريعة الإسلامية يقضي بوجوب مواجهة الظالم وإسقاط حكمه، وإقامة الحكم المنسجم مع شريعة الله تعالى.ويُقابل الحكم الأولي الحكم الثانوي الذي يُلحظ فيه الظروف، وهذا الحكم الثانوي هو استثناء يُراعى فيه العناوين الطارئة.لماذا إسقاط النظام ضرورة سياسية؟وأما لماذا قلنا أن إسقاط النظام ضرورة سياسية، فلأنه وببساطة قد جربنا كل الحلول الترقيعية مع هذا النظام، وجربنا الصلح معه، وجربنا العهود والمواثيق، وعيننا مع ذلك على تاريخنا المرير معه...فلم نجد إلا الغدر، والخيانة، ونقض العهود، والتآمر على الشعب في طول هذا التاريخ الممتد.ولا يمكننا التعويل بعد هذا كله على إمكانية إصلاح النظام من الداخل، فإصلاحه من الداخل مقولة يُكذبها الواقع والتاريخ...ولا يمكن التعويل بعد هذا كله على إمكانية إصلاح النظام من خلال العهود والمواثيق والرقابة الدولية، فهذه مقولة أخرى يكذبها الواقع والتاريخ...أيها الأحبة المؤمنون...ها هو النظام بكل مكوناته- يقول لنا بوضوح، وبلغة فصيحة ما أُريكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَ ما أَهْديكُمْ إِلاَّ سَبيلَ الرَّشاد، وهذا يعني أن النظام وصل إلى مرحلة لا يمكن معها أن يرى غير ما يرى هو، فلا يمكن مع هذا إصلاحه والتعويل على ترقيعه... ولا يصلح أمام هذا المنطق الفرعوني المتجبر إلا منطق المؤمنون التائبون من السحرة فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْياسعي النظام للسيطرة على مطلب وشعار إسقاط النظام:لقد استخدم النظام -كما أشرنا سابقا- العديد من الأساليب لإبعاد هذا الشعار والمطلب عن الساحة السياسية والشعبية والتي منها:إبعاد الرموز المضحية المطالبة بإسقاط النظام عن المشهد السياسي والشعبي عن طريق اعتقالهم وتصفيتهم.خنق الفعاليات المطالبة بإسقاط النظام، والسماح بالفعاليات الأخرى التي تتحرك في الدائرة التي رسمها النظام من خلال قانون الجمعيات وقانون التجمعات.تجريم الشعارات المنادية بإسقاط النظام وإسقاط الطاغية حمد، والسماح بشعارات الإصلاح المزعومة.بث ونشر فكر العجز الوهمي عن إسقاط النظام من خلال الكتاب والمثقفين المرتبطين بالدوائر الرسمية.وغيرها الكثير الكثير...لكن النظام ورغم كل ذلك قد فشل في تغييب هذا الشعار وتغييب هذا المطلب عن الساحة السياسية والشعبية، وبقى هذا الشعار والمطلب هو الشعار الذي يضج مضجعهم، لأنهم يدركون أن هذا المطلب مطلب واقعي قابل للتحقق، وسوف يرى النور عاجلا أو آجلا بإذن الله تعالى، ويدركون مواطن القوة التي يمتلكها الشارع المعارض العريض...

المصدر...