جاسم السعيدي أفضل من الكتلة الايمانية
 

بداية، أنا اختلف مع النائب جاسم السعيدي مئة وثمانين درجة على مقياس انتمائه السلفي وانتمائي الليبرالي، ولكني احترم واقدر هذا النائب وأداءه في مجلس النواب أكثر من غيره ومن الاعضاء الذين لم نسمع منهم صحوة ضمير فيما يتعلق بموقفهم من قضايا المواطن المعيشية، انا لا تهمني آراء السعيدي السياسية والدينية والمتعلقة بمواقفه الخاصة فهذا هو رأيه وهذه مبادؤه وانا احترمه واحترم مبادءه حتى لو كنت اختلف معها.

ضمير النائب السلفي الشيخ جاسم السعيدي هو الضمير الوحيد في مجلس النواب الذي يرى الأمور ويزنها من منظور وميزان مصلحة المواطن المعيشية وبصرف النظر عن تصريحاته التي تثير الكثير من الجدل الا انه فيما يتعلق برؤيته لأداء زملائه قد أدى دوره على أكمل وجه ويستحق الشكر على كونه الضمير الوحيد في المجلس حتى الآن الذي عبر عما يجول في وجدان المواطن من مرارة بشأن النواب أنفسهم فهذه المرة لم تأت الشكوى ولا الشهادة ولا الاعتراف بسلوك المصلحة الذاتية للنواب من الصحافة او اتهام من هنا وهناك ولكنه جاء على لسان وبضمير حي من نائب داخل المجلس نفسه واليكم ما قاله بالحرف ومن دون تصرف: “كيف لي أن أوافق على مشروع زيادة مكافآت الشوريين والنواب أو مشروع تقاعد النواب أو مشروع زيادة رواتب الوزراء قبل أن يتحقق للمواطن البحريني البسيط جزء من حلمه الذي علقه على هذا المجلس، وهل أوصلنا المواطنون لقبة البرلمان من أجل إقرار رواتب الوزراء وزيادة مكافآت النواب وإيجاد تقاعد لهم، هل أوصلونا من أجل استنزاف ميزانية الدولة بدلا من الحفاظ على المال العام ومراقبته”.

وأضاف السعيدي ‘’يجب على جميع النواب أن يروا بأم أعينهم عبر الصحافة المحلية ماذا يريد هذا الشعب، فهل سمعوا صوتا واحدا من أبناء الشعب يطالبهم بزيادة مكافآت النواب أو زيادة رواتب الوزراء أو إيجاد تقاعد للنواب، وهل كانت هذه المشروعات ضمن أية برنامج انتخابي لأي نائب في البرلمان حتى أوصله الشعب من أجلها؟ إذن، فلماذا كل هذا الإصرار على هذه المشروعات التي من شأنها زيادة أعباء الدولة وزيادة النفقات التي يجب أن تكون في مشروعات تصب في مصلحة المواطن بشكل مباشر؟”.

واتهم السعيدي الوفاق بأنها تحركت ‘’من أجل تغيير صيغة المشروع من الصيغة الاختيارية إلى الصيغة الإجبارية بحيث يكون التقاعد إجباريا على النواب من أجل إعطاء صبغة وغطاء قانوني وشرعي تتستر تحته الوفاق أمام ناخبيها الذين سوف يأكلونها فيما لو أقرته بصيغته الاختيارية ودخل أعضاؤها في مظلة التقاعد كان سببا في تغيير المشروع إلى ما أرادته الوفاق بأن يكون التقاعد إجباريا عبر تعاون من كتلة الوفاق مع بعض أعضاء كتلة الأصالة الذين انصاعوا لرغبة الوفاق، على أن يكون التقاعد إجباريا وليس اختياريا، وبالتالي يستطيع الوفاقيون استلام تقاعدهم وبمبرر أنه إجباري”. ‘’كيف يجبر نائب جاء بإرادة شعبية كاملة أن يستلم رواتب التقاعد من مجلس النواب؟ فهذا الطرح غير منطقي وغير معقول وإجبار النواب على الانضمام في مظلة تقاعد النواب هو أمر غير دستوري ناهيك على كونه مخرجا للنواب الذي يريدون استلام التقاعد، ولكنهم متوجسون من ردة فعل الشارع”. وتابع ‘’بات من الواجب أنه وحفاظا على المال العام أن نرفض هذا المشروع جملة وتفصيلا وننهي حالة القهر والإحباط الذي أصاب الشارع بسبب هذا التقاعد’’، موجها كلامه للوفاقيين ‘’إن كنتم تريدون أن تثبتوا لشارعكم أنكم مخلصون لهم صوتوا على رفض مشروع صندوق التقاعد للنواب وأتحداكم على ذلك، وعندها ستثبتون لشارعكم أنكم وصلتم من أجلهم وليس من اجل الاسترزاق من المجلس النيابي”.

قد يقال ان كلام السعيدي للاستهلاك وللمزايدة والشعارات ولكنه اثبت عملياً انه ضد هذا المشروع فأين المزايدة؟ انا هنا لن ادخل طرفا في اتهامات السعيدي للوفاق ولا اتبنى موقفه من الوفاق وغيرهم لأنه ايضأً وجه كلامه للاصالة التي لا ينتمي الى كتلتها ولكنه سلفي كما هي الاصالة، وبالتالي لم يكل بمكيالين والمطلوب من جميع المعنيين بكلام السعيدي ان يدافعوا عن انفسهم ويثبتوا أنهم قدموا شيئاً للمواطن على صعيد الوضع المعيشي بدل الاهتمام بمصلحتهم الخاصة والوفاق أكثر من غيرها معنية بالرد على هذا الكلام ان كانت فعلاً شاركت في مهزلة تقاعد ومكافآت النواب


أحمد جمعة