![]() |
".. تْسِّـــلـمْ عليش اُمــي وتقولش عندكم بصلة و ..." هذا الحديث يتكرر يومياً في الفريق.. (بنيّة داشة وبنيّة طالعة.. صبي مزرّق وصبي مدرعم).. "شحوالكم؟" ترّد أمي " خير الله يسلمش" أو يسلمك".. ويبادر الطارش بنت أو ولد بالجملة المعتادة " تسلّم عليش أمي وتقول لش عندكم بصله وآلوه وشويّة ملح.. خلص الي عندنا".. وتبادر ربة البيت بتسليم الطلبات المجانية برحابة صدر. لا أسمع في هذا الزمن مثل هذا الحديث.. ربما يحدث بين الأقارب الجيران.. وأما الجيران من غير الأقارب لم يعد مستساغاً أن يرسل أحد أحداً ليأخذ من بيت جاره مايحتاجه من مأونة الطعام والشراب. الأمر كان جد عادي.. وليس فيه (رزالة) لاسمح الله.. الإ اذا تفاقم عند بعض الجارات.. فهي عملية تبادلية.. فحين تشرع ربة الدار في الطبخ وتكتشف أن الطبخة يلزمها (قوطي صلصل و احد) فإنها تفكر مباشرة بجارتها.. فالأمر لايستحق أن تضيع الوقت للذهاب للدكان.. وكذا اذا تورطت الأخت أو الجدة بخلو البيت من (ماء البيلر) لعمل الشاي، فمن أين تصبر على (تنكر البيلر) حتى يأتي..!! الحل مباشرة عند الجارة القريبة.. وماهي إلا اشارة واحدة لأحد (المصبنة) في البيت.. وتنقضي حاجتها في غضون دقائق.. الطماطه.. الملح.. الشكر.. البزار والفلفل.. العيش.. كل ذلك محل التبادل اليومي بين الجيران.. كأنهم يعيشون في بيت واحد.. فلا حساسية ولااحراج.. طبعاً إلا اذا زاد الماء على الطحين كما يقال في الأمثال.. كنت أشاهد هذه العملية وأنا صغير، ولا أعرف كيف ارتبطت عندي بالتحذير القرآني من منع الماعون.. فإعطاء البيض للجيران واجب.. وارسال (مواعين) الإفطار في رمضان واجب ايضاً فهو جزء من الماعون.. كما كنت أفهم حين ذاك.. أتوقف هاهنا لإستمع لذكرياتكم.. ووجهات نظركم ازاء هذه الظاهرة المندثرة للإسف أبوطاهر القرمطي 29- 5- 2009م |
الساعة الآن 01:47 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir