كلمات الوفاء ذي البصيرة سماحة المحفوظ
 

كلمات الوفاء في ذي البصيرة النافذة
سماحة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ


بقلم السيد محمود الموسوي


1/ أجدني وأنا أكتب عن العلامة المحفوظ في تصاغر أمام جبل أشمّ عرفته سوح الجهاد والدفاع عن المظلومين وحمل راية الحق والحقوق، ولكنه واجب عليّ أن أنصره ولو بالكلمات أمام سلاطين الجور.


2/ عامان من السجن الظالم يقيّد سماحة العلامة المحفوظ، ولكن الظلم لم يكن مجرد ذلك، فقد سبقه أكثر من ثلاثين عاماً من التهجير والتضييق وسلب الحقوق.


3/ معاناة سماحة العلامة المحفوظ في السجن هي عنوان للدخول إلى عالم الفاعلية والجهاد والحكمة التي تحلّى بها سماحته، فالمنصفون هم الذين يتخذون الحقائق عبوراً للحقيقة، ومن البصائر انقياداً لأهل البصيرة.


4/ أجد أن من الإنصاف أن نقول في العلامة المحفوظ ما نعتقد، ولا ينبغي أن يتحسّس أحد، فهي قناعات راسخة أثبتها التاريخ للمدقق المنصف، وما أعتقده أن سماحته في هذا البلد، هو القمّة في البصيرة والسنام في الحكمة السياسية والذروة في الطموح.


5/ لقد اقتنع سماحة العلاّمة المحفوظ منذ أكثر من ثلاثين عاماً بأن هذه السلطة عصية على الإصلاح، وهذا هو الواقع بعد هذه السنين يرى أثر قناعاته، فهو ذو البصيرة النافذة.


6/ لقد حذّر سماحة العلاّمة المحفوظ من خدعة الميثاق لمن لا موثق لهم، وتمر السنون ويتعرّف الناس على سعة أفقه، ورجاحة عقله، ونفاذ بصيرته.


7/ لقد حذّر سماحة العلامة المحفوظ من لعبة المجلس النيابي ومدى تكريسه لواقع الجور، فأثبت التاريخ للمراقبين بما لا يدع مجالاً للريب، صدق مقولته وعمق تفكيره وحكمة تدبيره.


8/ لقد حذّر سماحة العلاّمة المحفوظ من الاستخفاف بالحراك الشبابي طوال العقد الماضي، فهم أمل التحرك، وواجبنا بناء وعيهم، وقد جاءت المفاجئة الكبرى بانطلاق ثورة فبراير، فبان للناس مدى نفاذ بصيرته.


9/ لقد حذّر سماحة العلاّمة المحفوظ في الثورة، أن يهبط أحد بسقفها، وردّد مقولته العظيمة (اجعلوا سقفكم السماء)، فهل لطلاّب الحقيقة أن يستوعبوا الحقائق التي أركزها في الثورة؟ أم أن تحذيره سيكون كسوابقه؟!


10/ كان سماحة العلامة المحفوظ يؤمن بأن العمل السياسي يحتاج إلى الوعي (قيادة وشعبا) فاتخذ من منبر يوم الجمعة جامعةً يجمع فيها الوعي في العقول، فكانت سلسلة بناء المجتمع وسلسلة بناء الوعي وغيرها.


11/ إن بصيرة سماحة العلاّمة المحفوظ لم تكن في السياسة والفكر السياسي فحسب، فهي ممتدة للكثير من المعارف، في القرآن والفقه والأصول والفلسفة وسائر المعارف الدينية، يتعرّف على مكنوناته كل من يجالسه مجالسة معرفية.


12/ البعض يقدر العلماء بما حفظوه من تعبيرات كتاب كفاية الأصول، دون النظر لعمق البصيرة ومعرفة مقاصد الدين، وسماحة العلامة المحفوظ لا تغيب عنه إشكالات الأصول والفلسفة، فهي تتحرك معه في واقعه وتتصيدها في منطقه.


13/ لقد أخبرني من أثق به أن أحد المراجع (السيد محمد علي الطباطبائي) قال يوماً للعلامة المحفوظ: لو أنك تتفرغ لبعض بحوث الفقه والأصول لما عداك الاجتهاد، لكنه آثر الاجتهاد في حمل راية الحق والحقوق ترافقه بصيرته العلمية النافذة.


14/ الأخلاق والإيمان والعمل للدين ولأهل البيت (ع) هي الأصل الأصيل عند سماحة العلامة المحفوظ، فشخص سماحته تجده تطبيقاً لكل ذلك بأسمى النماذج، فكان يردد دائماً: إن سياستنا الدين وليست السياسة ديننا.


15/ لن يوقف السجن الجائر عطاءات سماحة العلامة المحفوظ، فهو في السجن حجة الإسلام، وأن فكره خارج السجن حجة على المسلمين.. فرّج الله عنه.