منتدى استراحات زايد - لؤلؤة أوال | في يوم العامل، وقفتم مع الثورة فوجب أن تقف الثورة معكم

في يوم العامل، وقفتم مع الثورة فوجب أن تقف الثورة معكم

http://www.lulu-awal.com/news/photos...1367411285.jpg

كلمة لؤلؤة أوال
في كل الثورات التي اجتاحت تاريخ البحرين، كان النظام الخليفي يحاول تقسيم المجتمع، ووصم الثورات بالفئوية والطائفية، في محاولة لإعطاء انطباع بأن المعارضة التي يواجهها آل خليفة هي معارضة معزولة ولا تمثل كل المجتمع، فآل خليفة -بحسب زعمهم وكما يروجون له في الخارج- هم صمام الأمان الوحيد للبلد، وبدونهم من الممكن أن ينشأ الاقتتال الداخلي، ومن المستحيل أن تنعم أوال بالأمان والاستقرار.

ولهذا كان من أهم الخطوات التي تقوم بها المعارضة في كل ثورة هي أن تنشأ اصطفافاً شعبياً لرفع اللبس المصطنع بأن مطالبها تصطبغ بالفئوية، بل هي مطالب شعب بأكمله، وذلك واضح في هيئة الاتحاد الوطني، والعريضتين النخبوية والشعبية في التسعينيات، وفي تأسيس حركة حق، فكل هذه المفاصل في تاريخ المعارضة كانت تسلتزم تشكيل تكتلات من مختلف الأطياف في مواجهة آل خليفة.

ولكن كل الحركات السابقة لم تتمكن من حشد كافة الأطياف كما تمكّنت منها ثورة 14 فبراير، فبالإضافة إلى جعلها ثورة كلّ الشعب شيعته وسنته، واتساع منصة الدوار لكل الأطياف السياسية سواء الممانعة أو المنضوية تحت القانون، إضافة إلى ذلك كله، لعبت القطاعات المهنية دوراً مفصلياً في التحشيد الشعبي للثورة، واجتذاب كافة الأطياف إلى ميدان الشهداء، كما أعطت صورة لا لبس فيها إلى أن هذه الثورة هي ثورة شعب، ولسيت ثورة فئة معينة.

مسيرة المعلمين، مسيرة سوّاق سيارات الأجرة، مسيرة القوارب، مسيرة سوّاق الباصات، مسيرة العاملين في قطاع تقنية المعلومات، مسيرة المهندسين، مسيرة الرياضيين، مسيرة عمال ألبا، ومسيرة عمال بابكو، مسيرات من مختلف الوزارات، مسيرة الأدباء، مسيرة الفنانين، مسيرة المصوّرين، مسيرة الصيادين، مسيرة مخلصي الجمارك، مسيرة طلاب الجامعة، ومسيرات المدارس، ولو أردنا أن نسرد كل القطاعات المهنية التي أيّدت الثورة لضاق بها المجال، ومكانها هو نصب تاريخي حينما نعود للدوّار يسجل كافة هذه القطاعات العمالية ويخلد مواقفها.

وبعد المسيرات، جاء الإضراب العام عن العمل الذي أعلن عنه الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، والذي شلّ البلد وبيّن بوضوح لآل خليفة وللعالم حجم المعارضة التي يواجهها النظام الملكي في البحرين، فالإضراب أرسل هزّة أرضية في الاقتصاد الذي يعيش عليه آل خليفة من دون أن يكون للشعب نصيب فيه، كما وضع السلطات الخليفية وقوات الاحتلال السعودي في موقف العاجز عن القيام بأي شيئ.

ولأن هذه المواقف القوية من القطاعات العمالية أصابت النظام في مقتل، فكان انتقام آل خليفة منها شديداً وعلنياً بشكل يدل على عدم الاتزان من أثر الضربة، حيث كان التهديد والوعيد يبث بشكل يومي في شاشات التلفزيون الرسمي، بل ومن أبناء حمد أنفسهم حينما توعد ناصر الرياضيين بالملاحقة والانتقام، ولهذا تم فصل المئات من مختلف أجهزة الدولة ومن الشركات المتعاونة مع النظام الخليفي، كما تم اعتقال العمال والنقابيين وملاحقتهم ومحاربتهم بقطع أرزاقهم وأرزاق أسرهم، وهو أحد الملفات الشائكة التي لا تزال آثار فأسها تجعل من الفطنة ألا يعاود الشعب الاطمئنان لآل خليفة.

ولا يتوقف خطر الإضرابات العمالية على الجانب المباشر فقط، بل أنه يتعداها إلى إمكانية بروز قيادات جديدة، ففي سنة 1945م أعلن سوّاق سيارات الأجرة إضرابهم عن العمل، وانتهى إضرابهم بعد أن قام السوّاق بتعطيل حركة السير في الشوارع عبر زرعهم المسامير في الطرقات، حيث استمر الإضراب لمدة أسبوع وانتهى بتحقيق مطالبهم وتأسيس "صندوق التعويضات التعاوني" الذي كان سكرتيره عبد الرحمن الباكر الذي أصبح لاحقاً الأمين العام للاتحاد الوطني، وأحد الشرفاء الذين حاربوا آل خليفة وقدموا في سبيل ذلك كل ما لديهم من تضحيات.

إن مواقف عمال البحرين المشرّفة لا بدّ أن تكتب في الصفحات المضيئة لتاريخ البحرين، ولا بدّ للأجيال أن تعلم بأن انتصار هذا الشعب لم يكن ليحدث لولا تضحيات الكادحين البسطاء وتعريض أنفسهم وأرزاقهم للخطر، ولهذا يثور لشعب اليوم ليردّ الجميل إلى هؤلاء العمال والى جرحهم الغائر، أما مسيرات التأييد التي انطلقت للدوار فلا بدّ وأن يأتي يوم ليكون مكانها احتفالات تكريم لهذه القطاعات.

تاريخ النشر: 2013/05/01

المصدر: http://www.lulu-awal.com/news.php?newsid=201