منتدى استراحات زايد - لؤلؤة أوال | بيده الخير وليس له مثيل... سلمان البديل 2

بيده الخير وليس له مثيل... سلمان البديل 2

http://www.awal-lulu.com/news/photos...1365703622.jpg

لؤلؤة أوال - حسين مختار (محلل سياسي بحراني)
ونحاول هنا اكتشاف مدى النجاحات التي سجلها الرجل على مستوى المناصب والمهام التي أوعزت إليه والخير الذي وضع بيده حتى بات ليس له مثيل. فهل هو سلمان البديل لخليفة بن سلمان الهزيل وللمنهج الإداري والاقتصادي والسياسي والعسكري والتعليمي وغيرها من مرافق الدولة في البحرين. وبالتالي فهل على المعارضة انتهاز الفرصة وتعظيم الهوة بينه وبين عمه للفوز به ذخرا للبلاد وإنفاذا للعباد من مصائب الحكم المطلق والقبضة الحديدية.

وفي سياق التمحيص هذا فلنحاول تتبع المناصب التي انهالت عليه كالمطر منذ مجيء أبية إلى الحكم، ففي نفس ذلك العام عينه أبوه رئيسا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة واستمر فيه حتى عام 2010 عندما استضاف سباقات الفورمولا(ون) بعد إشرافه على إنشاء حلبة السباق في منطقة صحراوية. كان يراد لسلمان أن يقدم النموذج المثالي للمشاريع التنموية والشبابية الناجحة والتي يأتي هذا السباق في طليعتها، لكن هذه السباقات توقفت عام 2011م بسبب انسحاب بعض المتسابقين بتأثير الوضع السياسي غير المستقر على ضوء ثورة 14 فبراير.
ومؤخرا أجريت السباقات للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات وتخللته فضائح كبيرة للنظام، حيث قام النظام بترحيل بعض الإعلاميين الأجانب لتغطيتهم الأحداث السياسية التي تعصف بالبلاد في تغييب سافر للإعلام الحر، وذلك يدل حتما على تغييب الحريات العامة ويمحق كل قول ملتبس بالاستقرار والأمان والنمو والازدهار.
وقد أجريت السباقات في جو ملبد بغيوم الغازات الكيميائية السامة التي تطلقها قوات الأمن، مع صفارات سيارات الإطفاء، وأعمدة الدخان المرتفعة من إطارات الاحتجاجات اليومية في كل مناطق البحرين ومنها العاصمة اعتراضا على غياب الديمقراطية. وقد انكشفت الحالة المربكة حتى في أروقة حلبة السباق وحيث اعتقلت قوات الأمن بعض الفتيات أَردنَ حضور السباقات أو الاعتراض عليها.
وكل ذلك يدل على فشل ذريع لهذه السباقات وتوريط الدولة بالتزامات مالية ونفقات إضافية على الأمن المشدد، عوضا عن جني الاستثمار المرتقب من هذا الحدث الكبير في استقرار وهدوء.
كما أن السياح (المشاهدين والمتسابقين) وشركاتهم والإعلام المرافق قد وُضِعوا في أجواء خانقةٍ ضاغطةٍ تسببت في كشف الوجه القمعي للنظام، مما يعني فشل ولي العهد في إبراز البحرين بوجهها السياحي والاستثماري اللامع (وهو المشكوك في حقيقة وجوده على ارض الواقع).
كما وُلِّي سلمان بن حمد في أكتوبر 1999م رئيسا لبرنامج المنح الدراسية العالمية، وهو مشروع رعاية الجيل المبدع المتميز. ورأينا طوال الفترة الممتدة مذ ذاك وإلى يومنا هذا مدى التمييز في المنح والبعثات الدراسية، وتوقيفها عن مستحقيها وقطعها عنهم أثناء الدراسة الجامعية في بريطانيا وأنحاء كثيرة من العالم، حتى طالت طلبة الطب في المملكة العربية السعودية نتيجة رعاية سلمان لها.
أما إبراز سلمان كرجل الحل السياسي الوطني، فقد بدأ مبكرا أيضا عند توليه منصب رئيس لجنة تفعيل مبادئ ميثاق العمل الوطني في فبراير عام 2001م، الذي صاحبها الفشل منذ تأسيسها حيث انتجت دستورا قسريا يخالف روح وبنود أساسية في دستور عام 1973م التوافقي العقدي. وظلت مسألة الدستور من أبرز الأزمات السياسية وأهم عامل في إشعال ثورة الرابع عشر من فبراير 2011م بعد سجن شريحة قيادية ونشطاء حقوقيون طالبوا بكتابة دستور جديد لمدة من الزمن وأُلحق بهم المئات من الشباب في أجواء قمع شديدة فجرت هذه الثورة، حتى اطلق سراحهم.
والمرة الثانية التي أنيطت بالرجل مهمة سياسية صعبة، كانت في بروزه على شاشة التلفزيون الرسمي يدعو لحوار وطني لحل الأزمة وإعطائه الأمان لعودة المعتصمين إلى دوار اللؤلؤة بعد ضربه أول مرة في 17 فبراير 2011، لكن المعتصمين والدوار ضُرِبا مرة ثانية في 13 مارس، ومرة ثالثة في 16 مارس 2011 بعد دخول قوات درع الجزيرة المسألة التي لعب فيها ولي العهد دورا كبيرا أيضا.
وكانت وعود ولي العهد صاحب الحل القادم تتبخر أمام كل هجمة على المعتصمين أو على القرى والبلدات، وذلك أثناء وبعد فترة الطوارئ والحكم العسكري الذي يعتبر سلمان جزءاً من أرضيته والترتيبات المعدة له.

وانطلق الحوار في يوليو 2011، وخرجت منه أكبر الجمعيات المشاركة فيه لعدم توازنه وعدم تلبيته لأبسط مبادئ الديمقراطية، وانتفاء أية مؤشرات على وصوله إلى نتائج تحقق ولو جزءاً بسيطاً من آمال الجمعيات السياسية، عوضا عن آمال الشعب التي هي أكثر مما تطلبه الجمعيات ولم يكن لولي العهد دورٌ ايجابيٌ في ذلك.
كما أن رجل الحل الوطني لم يسمع له صوت يدعو للحد من وطأة القمع والقتل خارج القانون وتحت التعذيب في السجون، ولا من وطأة الاغتصابات وهتك الأعراض، ولم ير منه أي فعل يذكر لوقف الفتنة الطائفية التي يؤججها النظام ويلوكها إعلامه طوال المحنة، ولم يسمع له رأي في محاكمة الأطباء والقيادات السياسية أصحاب الرأي وسجناء الضمير في محاكم عسكرية، بل توارى عن الأنظار في كل ذلك ولا يظهر إلا حين يراد لمشهد الحكم بجناحية الداعمين لمواقف النظام في كل الإجراءات العسكرية والأمنية الترهيبية مكتملاً أمام الإعلام.
وقد اضمحل دور رجل الدولة القادم في تنفيذ توصيات لجنة بسيوني للتحقيق في أحداث شهري فبراير ومارس عام 2011، وإضمحل أيضا في تنفيذ مقررات مجلس حقوق الإنسان في جنيف لعام 2012م، ولم يكن الرجل موجودا على المستوى السياسي والوطني والاجتماعي لإعادة مئات بل آلاف المفصولين من وظائفهم على خلفيات انتقامية وطائفية، وهو صاحب خطة الدولة 2030 والتنمية البشرية وصاحب الحديث الواعد عن الحياة الكريمة وفرص العمل والاستثمار كما يحب أن ينوه عنه في ملتقى دافوس وغيره من المؤتمرات الاقتصادية.

تاريخ النشر: 2013/04/29

المصدر: http://www.awal-lulu.com/news.php?newsid=186