منتدى استراحات زايد - حرب الألوان والأثر الدائم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

في إحدى فعاليات التوجه لميدان الشهداء أخذت جولة على طريق 14 فبراير المطل على الميدان فوجدت أن الوضع الامني طبيعي جدا، بل وجدت أن هناك اجانب يلعبون بالقرب من جيان! وعندما توجهت للقرى رأيت كيف أن هناك مناوشات متفرقة، وعندما اطلعت على ما يتم تداوله من صور وجدت بأن الآلاف شاركوا في هذه الفعالية! ومع ذلك لم ارى ما يدلل على هذا عندما مررت على طريق 14 فبراير! فلماذا؟

لأن الإنطلاقة تكون سريعة والإصطدام بقوات والتي ستقمعهم تكون سريعة أيضا وبعد ذلك تكون المناوشات في الداخل، وهذه الانطلاقة تستمر لمدة 10 دقائق فمن يسير في الطرقات الرئيسية خلال الـ10 دقائق يرى المتظاهرين ويرى الاستنفار الامني، ومن يسير في الطرقات الرئيسية قبل وبعد الـ 10 دقائق لا يرى شيئا إلا إذا توجه للقرى.

النتيجة هي أن المؤثر الأكبر لهذه الفعالية هي الـ 10 دقائق، حيث تكمن اهميتها في ظهور التظاهرات أمام الملأ، فعندما يأتي خليجي أو اجنبي من خارج البلد ويسير على طريق 14 فبراير وهو يعلم أن هذا الوقت هو وقت فعالية كبيرة ولا يرى شيء يذكر، فسوف يقول ان ما يجري مجرد اعلام مضخم ولا نتيجة فيه.

متى يشعر الاجنبي بأن البحرين تجتاحها الإضطرابات الأمنية؟

عندما يسير بسيارته في الطرقات العامة ويرى بأن هناك دخان لحرائق ويرى المتظاهرين ويرى القمع، وعندما يسير في الطرقات العامة ويرى آثار حرق الإطارات فيها.

لو لاحظنا بأن التظاهرة الكبيرة في الإنطلاقة للميدان مدتها 10 دقائق، والتظاهر بعد الإنطلاقة الأولى تستمر حتى ينتهي يوم الفعالية، وأما أعمدة الدخان فتنتهي عندما يتم اخماد حريقها، واما انفجار اسطوانة الغاز فتنتهي بعد انتهاء صوتها، أما آثار احتراق اسفلت الطرقات بسبب حرق الإطارات فمدتها تستمر حتى يستبدل الاسفلت باسفلت جديد.

أي أن ما يتركه حرق الإطارات في الطرقات من آثار هو الأفضل لأنه أكثر بقاءا، فعندما يحرق الإطار في احد الأيام ويأتي أجنبي بعد 3 اشهر سيعرف بأن هذا المكان كانت فيه تظاهرات وحرق إطارات، وعندما يرى ان الطريق كله مملي بهذه الآثار فسيقول بأن البحرين تحترق، مع انه لم يرى تظاهرات ولم يرى دخان.

المطلوب هو فعالية تبقى أثرها طويلا وإن كانت الفعالية بسيطة، ومن هنا أقترح أن تكون هناك فعالية مستمرة حتى تنتصر الثورة هدفها صباغة طرقات البحرين بالاصباغ، فحملها بسيط ويمكن أن يوصلها الشباب الثوري في كل طرقات البحرين.

فتخيل أن يأتي الأجانبي ويجد جميع طرقات البحرين العامة منها والفرعية وحتى داخل القرى مملوءة ببقع الصبغ الأحمر الذي يدلل على دموية النظام مع شعبه.