|
ذكرياتي في الحج (2) ومرة حجيت ( بعدما كثرت الدراهم ) مع حملة ( فئة أ ) ... انا واخي ومعنا امي واختي ... وصديق لي وأمه .. وصلنا الحرم قادمين من المطار .. اتممنا عمرة الحج ومن ثم استأجرنا ميكروباص لينقلنا الى منى ... انا وصديقي في المقعد الامامي .. واخي واختي وامي والعجوز في المقاعد الخلفيه .. وكان الزحام على اشده والتعب اخذ منا كل مأخذ مابين فوضى المطار الى زحام الحرم وارهاق العمره ثم التوجه الى منى في هاجرة مكه المحرقه وضجيج واختناقات السير ... كانت الطرق في منى غير سالكه , والشرطة في كل مكان خيل الينا ان كل الطرق مغلقه وانه لاسبيل للوصول الى مخيمنا ... سئمنا وسئم السائق .. حتى الشرطه كانوا اضيق صدورا فلا يتحدثون الا بالتأفف.... والانتهار .... بدأت العجوز ( والدة صديقي ) تئن من صداع ألم بها ... اجابها ابنها بتبرم .. ـــ اصبري .. وش تبينا نسوي ! انقذت امي الموقف حين عثرت على بندول والحمدلله ... لحظات ... ثم عاودت الانين والشكوى تريد ماءً تستمرىء به قرص البندول ... تجاهلها ابنها .. فوكزته بمرفقي ظنا مني بانه لم يسمع ... ــــ تبي ماء ! ــــ اتركها بس .. ارتفعت حدة شكواها اكثر .. فخاطبها ابنها بضيق وتذمر ــ من وين نجيب ماء ... حاولي بدون ماء .. همستُ في اذنه بحرج .. ــ انزل جب لها ماء من باعة الرصيف .. السير واقف وتستطيع العودة بسهولة .. اجابني بقسوه ــ ماعليك منها ... بتدبر نفسها .. تكرر انينها ... هذه المره تشعر برغبة في التقيوء .. فقلت بحدة إما ان تنزل او تفسح لي فانزل انا ( فقد كان يجلس بيني وبين الباب ) .. نزل على مضض ... وسبحان الله ... وكأنما كان كظيظ تلك السيارات سحاب متلبد فانقشع وتفرق في لحظات .. وانطلقت السيارات امامنا مسرعة وصيحات العسكر تلاحقنا ... حرك .. حرك ياحاج .. خلا الطريق امامنا وصاحبنا لم يعد بعد .... واضطر السائق ان ينطلق في اثرهم وتحت الحاح العسكر .. نظر الي معتذرا ليس في امكاني الا ان امتثل والا قيدوا علي مخالفه ضعف الاجرة التي ساتقاضاها منكم ... وعلى كل حال سنستدير من اخر الطريق وسنوافي صاحبكم في هذا المكان ... لانه حتما سيقابلنا في المسار الاخر ... ركزنا ابصارنا على الرصيف بحثا عنه في طريق العوده فلم نجد له اثر ... توقفت سيارتنا في اقرب مكان متاح يقابل مخيمنا في منطقة ( مجر الكبش ) .. وكان علينا ان نخترق بعض المخيمات بصورة عرضية صعودا وهبوطا عبر سلالم ودرج لنصل الى مخيمنا الذي نرى لافتته من بعيد .. اصطحب اخي امي واختي ومضوا سيرا على الاقدام فيما بقيت انا في السياره مع تلك العجوز التي رفضت ان تتحرك او تنزل من السياره ورفضت ان تمد يدها لي ورفضت حتى الكلام معنا .. اتصلت على احد اصحابنا ممن وصلوا المخيم وطلبت منه ان يحضر ومعه كرسي متحرك ... وبعد دقائق وصل ومعه الكرسي .. واخيرا لانت العجوز وجلست على الكرسي فصرنا ندفعه بالتناوب فاذا صادفنا درج حملناها اما صعود او هبوطا ..حتى وصلنا مخيمنا ... عدت من المخيم ومعي الكرسي ( المستعار ) من بعض الحجاج القريبين منا لحظة وصولنا ... وفي طريقي صادفت صديقي قادم ومعه قنينة الماء وردائه ملقى على كتفه في غير نظام يكاد ينفجر من الغيظ والتعب ... فما ان رأني حتى رمى بقنينة الماء فتناثر ماءها على الارض واخذ يلوح بيديه ويصرخ .. ــــ ياخي وش الكلام هذا ... يلعن ام الشغلة ياشيخ ..... ورمى بردائه على الكرسي .. بينما التزمت انا الصمت المطبق ومضيت الى حيث اريد والحجاج حولنا مشرأبة اعناقهم ومتعلقة انظارهم علينا ... تجاوزته فيما استمر هو في صياحه ... اعدت الكرسي الى اصحابه ثم عدت الى المخيم واخذت دشا واديت صلاتي الظهر والعصر ثم توجهت الى خيمتنا فوجدت اخي وصديقي وبقية مجموعتنا متحلقين يتحدثون ويتضاحكون ... نظر الي صديقي بنظره مازحة وصافية وقال ــــ ما ينغزا بك .. والله .. فقلت : ــــ الله ما يطق بعصا ... خذلت امك فخذلك الله . وختاما ...اعلم ان هذا المثل ( الله مايطق بعصا ) مما لا يصح ان يقال لكني وجدته من تعابير العامة التي قالوها مسايرة لانفسهم البسيطة والتي تعكس عفويتهم في التعبير كما يقولون في امثالهم في الحث على صلاة التهجد بقولهم ما اخس من ركعتين ... ويقصدون ما اسهلهما لم تنته قصتنا ولكن خشيت الاطاله فتوقفت هاهنا ... |
| الساعة الآن 09:36 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir