منتدى استراحات زايد - لؤلؤة أوال | بيده الخير وليس له مثيل... سلمان البديل 1

بيده الخير وليس له مثيل... سلمان البديل 1

http://www.awal-lulu.com/news/photos...1365703622.jpg

لؤلؤة أوال - حسين مختار (محلل سياسي بحراني)
الصراع على السلطة في البحرين بين أجنحة الحكم قد يعطي فسحة لولوج حل وطني لمحنة الديمقراطية أو ربما يكشف عقم الحكم الحالي بكل أجنحته. يتراءى لمن يتعاطى السياسة أنه قد تسنح فرصة ما، إذا ما أحسن السياسيون المعارضون الحسابات. فلطالما كان صراع الأجنحة - متشددها ومرنها - يمرق من شباك الشعب وقواه السياسية دون الحصول على شيئ يذكر من الفريسة السمينة حتى ولو كان مجرد ريشة.
فبعد مضي اكثر من سنتين على الثورة هل تستغل المعارضة العتيدة فجوة التألق السلماني (نسبة إلى سلمان بن حمد، ولي عهد العرش) والأفول الخليفي (نسبة إلى خليفة بن سلمان، رئيس الوزراء) لتضرب ضربتها وتحصل على مكسب يحتسب لها بعد مضاضة العمل خارج اللعبة الحمدية (نسبة إلى حمد، عاهل الحكم) التي أراد من خلالها تدجين المعارضة (منذ عام 2001، بعد التوقيع على ميثاق العمل الوطني، الذي نجح أيما نجاح بفضل المعارضة والرموز الدينية والوطنية) تحت قبة برلمان كسيح ودستور منفرد الإرادة يكرس نظام حكم شمولي.

هذا الأمل الذي قد يلوح بالأفق مرهون بإنجازات الابن المدلل لدى الحكم الخليفي، المؤيد أمريكيا وانجليزيا، والمغازل بحرانيا من المعارضة المتعكزة برجل على الحراك الشعبي وبرجل أخرى على القبول الرسمي ضمن "حوار التوافق الوطني" الذي مضت منه 15 جلسة دون أن يدخل في جدول الأعمال.ومن مفارقات الدهر في البحرين أنه لم يتسنى لرجل واحد أن يحظى بقبول وافر وفرص أكثرة كما يتسنى لسلمان بن حمد البديل المنشود لخليفة بن سلمان رجل الدولة القوي ذو القبضة الفولاذية الذي يسير في عقد إدارته الخامس للدولة دون منازع.
في جوقة اللعبة التي يدير خيوطها "الملك" منذ مجيئه في عام 1999 بأسلوب يوفر عليه عتب أركان الحكم الخليفي إذا ما تضايقوا من تدبيراته الذكية، ولا يُنَفِّر المعارضة منه إذا ما مال كل الميل مع عائلته وساند عمه والخوالد من أسرته، فإنه لا يزال يعمل حثيثا لتعزيز عرشه بطريقة حصيفة ودهاء فاق أسلافه.إن حمد يعمل منذ جلوسه على عرش الحكم ويحاول إدخال ابنه سلمان شيئا فشيئا ليكون البديل المناسب لعمه، الذي يخاف منه (لما يمتلك من تأييد الجناح الخليفي المتشدد، المسمى بالخوالد والمدعوم سعوديا)، ويخاف عليه من المعارضة التي تغرس في نعش رحيله المسمار تلو المسمار ببركة الثورة التي انطلقت في 14 فبراير 2011 ضد النظام ككل-وليس ضده وحده.وفي خضم هذا الدفق المحموم لتقديم سلمان على أنه الحل البديل لكلا الخوفين، الخليفي والشعبي، فقد وضع الملك حمد اعظم الإمكانات بيده وولاه اغلب المناصب الحساسة التي تقربه من صنع القرار، وتجعل عمه خليفة تحت نظره ومنها منصبه الأخير كنائب أول لرئيس الوزراء الذي عين فيه في 10 مارس 2013م (لتطوير السلطة التنفيذية-هكذا جاء في نص التعيين).المتتبع للخطة الحمدية في إدارة الحكم يلاحظ احتواء الملك لكلا الجناحين الخليفيين، المتشدد والمتمرن (من المرونة)، وتقريب أبنائه من المؤسسة الحاكمة وإيلاجهم فيها أكثر وأكثر للسيطرة عليها جميعا، لكن عناية فائقة قد أحيطت بسلمان منذ ما يقارب أربعة عشر عاماً عند تسلم أبوة للحكم حيث تم تعيينه ولياً لعهده وقائدا عاما لقوة دفاع البحرين.

تاريخ النشر: 2013/04/25

المصدر: http://www.awal-lulu.com/news.php?newsid=185