|
لؤلؤة أوال | الصلاة التي هزمت دبابة الغزاة الصلاة التي هزمت دبابة الغزاة أقلام حرة – لؤلؤة أوال لا تزال راسخة في وجدان الشعب البحريني صورة الرجل المسن الذي وقف يصلي في مسجد الكويكبات المهدّم في توبلي بتاريخ 22 أبريل 2011، ففي تلك الفترة الحرجة كانت دماء الشهداء لا تزال تُراق في الشوارع والسجون، وكان الجيش السعودي الغازي يُمارس القتل على الهوية وبدوافع طائفية بحتة ومعلنة، ولكن شيئاً من هذا لم يكن ليغير من حساباته، فانطلق إلى الصلاة في المسجد المهدّم متحدياً كلّ أسلحة العسكر، وكبّر تكبيرة في مسجد لا جدران له ليكون سقفها السماء، ولتتمثّل فيها كافة معاني تكبيرة الإحرام من تعظيم لله واحتقار من سواه. في ذلك الوقت كان جيش الاحتلال السعودي لا يزال مستمراً في هدم المساجد، فقد انتهى تواً من هدم مسجد الشيخ أمير البربغي التاريخي قبل خمسة أيام، وقبله كان الدور على مسجد الجواد (ع) في مدينة الزهراء (ع). ومن جانب آخر كانت الدماء تًراق بشكل مستمر، حيث شهد هذا الشهر سبعة شهداء إلى ذلك اليوم، ولكن يبدو أن الحسابات كانت أسهل من ذلك بالنسبة له: هناك مسجد ولابدّ أن يتم إحياء ذكر الله فيه، لم يكن في المعادلة مكان تسير فيه الدبابات ولا مجال لتخيّل غرف التعذيب أو الحسابات السياسية، بل كانت معادلة بسيطة لها نتيجة واحدة صارمة. الصورة كانت تختزل معان كبيرة، ففيها بقايا أنقاض مسجد بعيد عن المنازل والعمران، أغلب الأنقاض تمّ إزالتها لطمس المبنى المقدّس ومحو كل أثر له، بقاياه كانت سوداء متفحمة، ورجل كبير في السن يقف خاشعاً لله في صلاته والريح تحرك ثيابه؛ أما هو فقد كان ثابتاً راسخاً منشغلاً بصلاته عن أيّ شيئ آخر. الصورة كانت تبيّن أن السنين أخذت منه مأخذها وأنهكت جسده، فخلف الرجل يوجد كرسي يستخدمه لأداء الفريضة، فهو لا يستطيع إتيان كل حركات الصلاة من وقوف، وأمامه متكأ يضع عليها التربة الحسينية لينحني أمام الله، كان قد قطع المسافة مشيا بثقل كرسيه ومتكأه في الصلاة، فلا توجد سيارة إلي جانب المسجد، كل هذا كان في وضح النهار، فلا يوجد لديه ما يخافه أو ما يحتاج فيه إلى ستر سواد الليل. المشهد أثار حينها موجة من الإكبار إلى شخص هذا الرجل، وفي ذات الوقت أرسلت صعقة كهربائية حرّكت قلوب المؤمنين ولفتت أنظارهم إلى أن المسجد لا يزال مسجداً، بجدران أو بدون جدران، برضا الظالمين أو رغم أنفهم، وأن هناك دوراً مناطاً بالجميع وهو إحياء هذه المساجد والحفاظ عليها من الاندثار، ولهذا علينا أن ننحني بتواضع أمام تلك التكبيرة التي كسرت حاجز الخوف وأثبتت للدبابة أنها أضعف من أن توقف الصلاة. تاريخ النشر: 2013/04/23 المصدر: http://www.awal-lulu.com/news.php?newsid=181 |
| الساعة الآن 04:05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir