|
مستعدون للمواجهة ؟ مستعدون للمواجهة ؟ كثرت الإنتقادات و كلمات اللوم في الآونة الأخير للإئتلاف و لعل أحد أهم اسباب هذا اللوم هو اليأس و الرغبة في الإنسحاب من الثورة، إنسحابًا متدرجًا للبعض و سريعًا للآخر، و شكل لطرف آخر مكون من شقين، طريقًا مثاليًا ينتزهها للإطاحة به و بشوكته التي تعلقت بخاصرته منذ سنتين و نيف دون ان يتمكن من إزالة تبعات آلامها مهما حاول إزالتها. سنتكلم عن الطرف الذي ينتقد من أجل ما يسميه "رغبة" للتصعيد و العمل المقاوم و لن نتكلم عن الطرف المتعاون مع أجندة و أوامر الإمبريالية العالمية التي تخطط لتدجين أكبر قسم من الشعوب قبل مباشرة حربها القادمة. هل يريدون رؤية تفجيرات في كل يوم في أملاك النظام ؟ أم يريدون رؤية نحور المرتزقة تتدفق منها الدماء مع كل نبضة قلب ؟ يريدون رؤية أفواج المقاومين و في يدهم الرشاشات أو على أقل تقدير طفايات أو أخشاب و ملتوفات كما حصل ليومين بعد فتوى السحق المتراجع عنها ؟ مناظر تشفي الغليل عندما يسند المرء على كرسيه أو على وسادته و عندما يتكلم مع أصحابه عما يجب فعله، المشكلة إن كل ذلك حصل و من فعل كان يتوقع أن يتحرك الشعب وراءه ليكون كل الشعب مقاوما يفضل الموت بكرامة بدل الهروب المخزي كلما تقدم ذاك المرتزق البلوشي و الباكستاني و الأردني أو اإكتفاء بتصوير النساء و هم يضربون و يشتمون و توير الجثث و الاجساد العارية و الأعين المخلوعة لكي يراها من يرى أبشع منها في بورما و الصومال. أين هؤلاء من الذهاب مع نبيل رجب الذي عرض بنته و أبنه و زوجته للخطر فقط لكي يشجعكم و كان يظن أنكم ورائه بالآلاف عندما ذهب للميدان ؟ أين هم و الجيش يحاصر أصحابهم في الميدان و يرون العشرات فقط من كل قرية قريبة يتظاهرون و هم يظنون أن الجميع سيأتي معهم عندما يرونهم ؟ من يريد التصعيد عليه أن يصعد من شجاعته أولا و إيمانه بقضيته العادلة، فما فائدة أن يصعد الثوار و البقية يشاهدون و إن صعد النظام يتباكون و ينوحون في الإعلام بدل المواجهة و بدل التوجه لكسر رؤوس من ثبت جبنهم و هم يحاصرون هذه القرية و تلك ؟ تخافون الموت و تريدون التصعيد، لا تريدون بذل دماء الالوف بصدر مسلحة و بقبضة قاتلة و تفضلون بذلها تحت الأقدام و السحل و تصوير هذه المساهد، فعن أي حرية و تخلص من نظام مجرم سفاح منتهك للأعراض نتكلم ؟ هل نظن أن الحرية أتت لغيرنا دون بذل أرواح الآلاف و مواجهة دبابات تسحق جثثهم أم نظن أن قوانين الكون ستتغير من أجلنا فقط و أن الله يفضلنا على غير خلقه ممن بذلوا الدماء من أجل الحق و القضاء على الطواغيت ؟ لو كان عندي نصيحة للإئتلاف و الثوار فهي واحدة، خذوا استراحة محارب طويلة الأجل و أخرجوا بيانات تكتبون فيها: لن نتحرك حتى تتحركوا كصف حديدي واحد يحطم كل من يقف أمامه، من أجل حقكم فنحن لسنا أكباش فداء لكم. أستفيقوا، فالثوار هم الشعب و لا تكونوا كمن كانوا مقصودين في خطبة أفضل الخلق بعد النبي بعد غارة الضحاك بن قيس على السماوة والثعلبية فلم يستفيقوا و ينهضوا إلا بالتقريع الشديد: اقتباس: أَيُّهَا اَلنَّاسُ اَلْمُجْتَمِعَةُ أَبْدَانُهُمْ اَلْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ كَلاَمُكُمْ يُوهِي اَلصُّمَّ اَلصِّلاَبَ وَ فِعْلُكُمْ يُطْمِعُ فِيكُمُ اَلْأَعْدَاءَ تَقُولُونَ فِي اَلْمَجَالِسِ كَيْتَ وَ كَيْتَ فَإِذَا جَاءَ اَلْقِتَالُ قُلْتُمْ حِيدِي حَيَادِ مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ وَ لاَ اِسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ أَعَالِيلُ بِأَضَالِيلَ وَ سَأَلْتُمُونِي اَلتَّطْوِيلَ دِفَاعَ ذِي اَلدَّيْنِ اَلْمَطُولِ لاَ يَمْنَعُ اَلضَّيْمَ اَلذَّلِيلُ وَ لاَ يُدْرَكُ اَلْحَقُّ إِلاَّ بِالْجِدِّ أَيَّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ وَ مَعَ أَيِّ إِمَامٍ بَعْدِي تُقَاتِلُونَ اَلْمَغْرُورُ وَ اَللَّهِ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ وَ مَنْ فَازَ بِكُمْ فَقَدْ فَازَ وَ اَللَّهِ بِالسَّهْمِ اَلْأَخْيَبِ وَ مَنْ رَمَى بِكُمْ فَقَدْ رَمَى بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ أَصْبَحْتُ وَ اَللَّهِ لاَ أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ وَ لاَ أَطْمَعُ فِي نَصْرِكُمْ وَ لاَ أُوعِدُ اَلْعَدُوَّ بِكُمْ مَا بَالُكُمْ مَا دَوَاؤُكُمْ مَا طِبُّكُمْ اَلْقَوْمُ رِجَالٌ أَمْثَالُكُمْ أَ قَوْلاً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ عَمَلٍ ] وَ غَفْلَةٍ مِنْ غَيْرِ وَرَعٍ [ عِفَّةٍ ] وَ طَمَعاً فِي غَيْرِ حَقٍّ ؟ نهج البلاغة- الخطبة 29 |
| الساعة الآن 08:45 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir